مرت أيام عدة منذ أن ارتكب جونغكوك جريمته، ومع ذلك، كان لا يزال في قمة هدوئه.
لقد مر الوقت كالكابوس، وهو يحاول السيطرة على مشاعره. لكن كلما تذكر تلك اللحظة، ارتفعت حرارة شغفه مجددًا، وهو لا يملك سوى أن يشعر بالاعتزاز بقدرته على الإخفاء.
بعد أن ترك الجثة في المنزل، نفذ خطته بمهارة.
قام بتغليفها في بطانية دافئة، وأخفى آثار الجريمة بذكاء.
كانت الغرفة نظيفة، لا أثر للدماء، ولكن ليزا، الضحية، كانت تظل هناك، خامدة في برودة الموت.
جلس في غرفة المعيشة، مستعرضًا كل ما يجب عليه فعله.
رسم على الجثة علامة بسيطة بأداة حادة، نقشًا يشبه تلك الأنغام التي تتردد في ذهنه،
"Ding dong".
كان ذلك بمثابة تذكير له بأن هذه اللحظة كانت تنبئ بشيء أكبر، كأنها توقيع له على عمله الفريد.
بعد ذلك، أخرج الجثة من المنزل في وقت متأخر من الليل، عندما كانت المدينة نائمة.
انتقل بها إلى حديقة بعيدة، حيث أخفاها تحت كومة من الأوراق والأغصان.
كانت الأشجار محيطة كحراس صامتين، وكان يعرف أنه يمكنه الاعتماد عليها في الوقت الحالي.
مرت الأيام بعد تلك الحادثة، وجونغكوك شعر بالهدوء.
قرر أن يبتعد عن فكرة القتل لبعض الوقت. كان بحاجة إلى إخفاء الشكوك من حوله، لذا قرر أن يعيش حياة طبيعية كما لو لم يحدث شيء.
كانت حياته اليومية تتبع روتينًا عاديًا.
عمل كعارض أزياء، وهو المجال الذي كان يتألق فيه.
كان يجوب بين الأضواء، ويتعرض لكاميرات المصورين، يتلقى التعليقات الإيجابية على مظهره وأناقة ملابسه.
وبدا وكأنه يعيش حياة مثالية، لكن في أعماقه كان يختبئ سراً قاتلاً.
استعد لجلسة تصوير جديدة، ووقف أمام الكاميرا مبتسمًا، عارضًا ملابسه بعناية.
لكن داخل عقله، كانت تتصارع أفكار مظلمة.
كيف يمكنه الحفاظ على هذه الواجهة بينما كان يحمل جريمة في قلبه؟
عندما خرج من الاستوديو، قابل صديقًا قديمًا له. "مرحبًا، كيف حالك؟ لم أرك منذ زمن!" قال الصديق بفرح.
"أجل، كنت مشغولاً بعض الشيء، لكنني بخير!" رد عليه جونغكوك ببرودة، مضيفًا ابتسامة مرسومة على وجهه.
كان يحاول إخفاء أي أثر للقلق.
بينما كانوا يتحدثون، كانت فكرة القتل تلوح في خلفية ذهنه، لكن هذه المرة كان لديه شيء آخر للتركيز عليه.
أراد أن يكون الأفضل في مجاله، وأن يحقق نجاحًا يبعد عنه الشبهات.
استمر في التصوير وعرض الأزياء، ومع كل خطوة على المسرح، كان يشعر وكأنه يبتعد أكثر فأكثر عن تلك اللحظة.
كان يحاول تحقيق التوازن بين حياته الطبيعية والجانب المظلم الذي يحمل في داخله.
على الرغم من ذلك، كانت علامة
"Ding dong"
لا تزال تلاحقه.
كانت تذكّره بأن النشوة ستعود، وأنه سيحتاج إلى الانتظار حتى يحين الوقت المناسب للعودة إلى ما اعتاد عليه.
لكن حتى ذلك الحين، كان على جونغكوك أن يستمر في تجسيد الهدوء، والتمتع باللحظات الحياتية العادية، بينما كان يفكر في ضحيته التالية.
انتهى الفصل.
أنت تقرأ
Ding dong
Acción"في مدينة يغمرها الظلام، كل دقّة جرس قد تكون آخر ما تسمعه. رواية "دينغ دونغ " تكشف عن صراعٍ داخلي بين الحب والجنون، حيث يطارد البطل ضحاياه تحت قناع البراءة... احذر من نغمة Ding Dong!" جميع الحقوق تعود لي ككاتبة اصلية ✨ بدأت في:الثاني والعشرون من ما...