تسمرت بطلتنا في مكانها حتى لحقت بها صديقتها لتكمل معها الطريق الى المعهد كالمعتاد، ورغم ان جسدها واصل حركته بصفة طبيعية الى ان روحها تسمرت في ذلك الموقف الذي كان بمثابة نقطة تحول جوهرية في شخصية فردوس فهي تمتلك شخصية قوية رصينة مردها ثقتها الرهيبة في نفسها التي لم تتأتى من فراغ، فهي متميزة نفسيا وجسديا ولها طابعها الخاص بها او لاقل لها بصمتها الخاصة فالتعامل مع المحيطين بها والذين عجزو عن مقارعتها ومجارتها فالكل يسعى ان يقتدي بها بنسبة للفتيات اما الذكور بمختلف اعمارهم عجزو امام جمالها وبهائها، لدرجة جعلتها تحس بفراغ نفسي فمهما كانت تبقى انثى والانثى في حاجة للاحساس بالامان، للاحساس بانها في حمى رجل يهتم بها ويحتويها لا رجل يقع اسيرا لجمالها حتى يصبح كصلصال في يدها تشكله مثلما ارادت.
ورغم ان ما حدث شيء جديد لم تره من قبل فلقد قابلت اول رجل لم يقع صريع جمالها ولو بنظرة اعجاب، ولكن رغم ثباته الى انها تريد ان ترى دليلا ملموسا على ان ما فعله ليس مقاومة جوفاء ستنهار مع ثاني لقاء.
ولحسن حظ بطلتنا ان لها القدرة التامة فالتحكم في ردود افعالها فرغم توهانها في بحر من التساؤلات الكثيرة الى انها استطاعت ان تخفي ذلك عن الجميع وواصلت روتينها اليومي من دراسة ومن اشباء تفعلها حين تعود الى المنزل، ولكنها كانت في شوق رهيب الى ان تكمل كل شي حي تستلقي في سريرها علها تستطيع ترتيب افكارها فهي تريد ان تجد ضالتها وان تجد من يغدق عليها بجوهرة نادرة وباحساس ندر وجوده فالواقع وهو الاحساس بالامان والاحتواء، لتخلص الى نتيجة مفادها انها ستتحرى عن هذا الرجل وتضعه فاختبار حقيقي كي تتاكد من ان ما قام به ليس مجرد سراب، فما اقسى ان تتحطم الاحلام ونصحو على عكس ما كنا نتمنى.
فالحلم هو الشيء الوحيد الذي يبقي شرارة الحياة متقدة فينا، فاحيانا حين نحقق حلما تقنى له طويلا في ارض الواقع نحس ببرود ونسخر من انفسنا قائلين : اهذا هو الحلم الذي طال ما حلمنا به وتمنيناه ؟
ولكن بعد طرح هذا السؤال يظهر الفرق بين البشر، فهناك من يكتفي بتحقيق حلمه وهناك من يجعل احلامه لا متناهية كي تضل شرارة الحياة متقدة داخله. واهمية الحلم في حياتنا هي التي دفعت ببطلتنا بان تقوم باختبار ذلك الرجل، ونعلمون جيدا انها انسانة عملية لا تضيع الوقت ابدا.
وفعلا بدات القيام بما عزمت على فعله منذ الغد، فلقد سالت امها وهي بصدد فتح الباب للذهاب الى المعهد قائلة :
- فردوس : امي نسيت ان اسالكي، اتتذكرين ذلك المنزل الذي يبعد عنا بضعة منازل والذي ضل مغلقا لسنوات عديدة هل تم بيعه او مذا ؟ فلقد رايت فيه اناسا يدخلونه ؟
وتعمدت فردوس استعمال لفض اناس وليس رجلا كي تخفي انها تبحث عن شي معين، لتجيبها امها قائلة :
- الام : لا اظن انها قد بيعت فاصحاب المنزل رفضو من قبل بيع المنزل رغم خلوه لان فيه ذكريات ابويهم، وعلى حسب ما اعلم كل الابناء يعيشون فالمهجر فلعله احد ابنائه قد عاد للعيش في منزل ابويه.
ارادت بطلتنا طرح سؤال جوهري ولكنها تراجعت لان هذا السؤال سيفدقها طابع العفوية، فلقد ارادت السؤال عن اسم العائلة والاستفسار عم الابناء ولكنها اكتفت بما سمعت وقبل امها ثم غادرت وهي حائرة من اين ستستقي معلومات اكثر عن ذلك الرجل، وصاحبتها تساؤلاتها الكثيرة حتى وصلت بها امام منزل الاخير حيث احتارت مذا تفعل، هل تنظر ناحية المنزل عل عينها تقع على عينه وتتاكد هل سيتصرف ببرود او ان سلوكه سيتغير او هل تمر كعادتها غير آبهة حتى قاطعها صوت كله ثبات وهدوؤ قائلا :
- آنستي خذي حذركي فأنا اقطع الاشجار كي اعيد للمنزل رونقه.
ارادت فردوس تتبع مصدر الصوت فالشارع ليس به مارة لترفع راسها واذا به ذلك الرجل هو من كان يتحدث معها من خلف الصور، ولان بطلتنا تمتلك سرعة بديهة رهيبة لاقصى حد قالت وهي تستعمل سحرها المتمثل فابتسامة لطيفة ونظرات رقيقة ولقد كانت طبعا جزءا من الاختبار :
- فردوس : شكرا على تنبيهي سيد .... واعتذر فانا لا اعرف اسمك .
وطبعا كانت تريد معرفة اسمه لياتيها الرد الصادم :
- الرجل : لا بأس فالاسماء ليس لها قيمة المهم طبع الرجل وشخصيته فليس كل من اسمه جميل هو جميل فعلا وليس كل من اسمه صادق هو بالضرورة صادق فيما يقول لذا سمني ايها السيد او بما شأتي.
- فردوس : حسنا ساناديك يا عم فانت تكبرتي بكثير .
وطبعا كان اختيار مناداته بيا عم لاستفزازه لا غير.
ليومئ لها بلموافقة فتكمل حديثها قائلة :
- فردوس : ولكن لمذا تقطع الاشجار انها نباتات مفيدة جماليا وصحيا ايضا ؟
وطبعا ارادت اكتشاف طريقة تفكيره هل هي سطحية او عميقة تنم عن دراية ومعرفة .
- الرجل : اعلم ايتها الصغيرة ( وطبعا هو يعيد لها الصفعة ) فوائد الشخر جيدا، ولكن هناك مبدؤ فالحياة يقوم على ان نضحي من اجل استمرار الحياة. فلو اني تركت هذه الاشجار على حالها فهي ستصل لحد يستحيل عليها استقبال اشعة الشمس وينتهي بها المطاف الى ان تموت، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى انه لو اردنا الحفاض على الجمال الكائن فينا وفي كل شي لا بد من التخلص من كل شيء يعيب هذا الجمال حتى لو كان فالضاهر مهم وان الاخلص منه سيظر بينا، فانا الان اقطع الاجزاء التي اصبحت عبئا على كاهل هذه الاشجار واعطيها نفسا جديدا لاعيد لها نظارتها وجمالها لا غير .
ورغم ان فردوس لم تستسغ كلمة ايتها الصغيرة وطبعا اخفت ذلك الى انها اعجبت بطريقته فالكلام والتحليل كما انها كانت تركز في حركة عينه التي لم تتجول في سائر ارجاء جسدها بل ضلت مركزة في عينها وكانه يخاطب روحها لتتشكره على المعلومة وتغادر.
غادرت وهي بعد لم تقتنع بانه استطاع مقاومة جمالها لذلك اوقعت من يدها ورقة كانت تمسكها في يدها كي تكون حجتها فالالتفات ورائها كي تتاكد انه لا يرمقها من الخلف لتجده قد احاط نفسه بسحابة من دخان سيجارته التي يشربها غير ابه به لتعود ادراجها وتقول له :
- فردوس : يا عم يا عم ساعطيك نصيحة كرد الجميل لما شرحته لي، التدخين يظر بالصحة ومن رؤية سحابة دخان سيجارتك علمت انك تدخن كثيرا.
ليجيبها كالعادة بكل ثبات :
- الرجل : شكرا على النصيحة ايتها الصغيرة وفعلا انا ادخن كثيرا ولكني احبذ الحديث مع سيجارتي التي تفهمني وتطيب خاطري على التحدث مع اناس منافقين. كما اني لا اخون العشرة ابدا وعلاقتي بالسجائر قديمة قدم الزمن.
لترمقه فردوس بعينين غاضبتين قائلة :
- فردوس : لا يهمني ولا اكترث لما قلت كل ما اعرفه ان التدخين مظر .
ثم تركته وغادرت وهي تحس انها كالطفلة الصغيرة التي تعبر عن ارائها بكل حرية غير آبهة بمن تتحدث معه او بالعلاقة التي تربطها به.
VOUS LISEZ
الملاك العاهر
Teen Fictionقصة ستفتك اعجالكم مهما كانت ميولاتكم لما تتضمنه من احداث متفرقة ومن انحراف سيفوت حد اللعنة 🔥🔥🔥🔞🔞🔞🥵🥵🥵