الجزء -2-

5.2K 15 0
                                    

بطلتنا او لاقل نجمتنا المضيئة لم تخرج عن القاعدة فهي مثل كل المراهقات قد تغيرت حياتها كليا منذ وصولها سن البلوغ، فهذه المرحلة تترافق مع تغيرات جسدية ونفسية، فهي مرحلة الانتقال من الطفلوة والبرائة الى دخول عالم الكبار شيئا شيئا، وابسط تغيير تعيشه المراهقة هو تغير معاملة اهلها، فحريتها فاللعب وارتداء الملابس والخروج والدخول تتناقص شيئا فشيئا مع بروز مفاتنها، وهذه المرحلة تتغير فيها ردود الافعال والتصرفات وفهم ما يحدث.
اما فردوس، فلقد كان التميز قدرها منذ نعومة اضافرها، فتجربتها مع مرحلة البلوغ كانت فريدة في تفاصيلها الدقيقة، فلقد كانت لها قدرة رهيبة في اخفاء مشاعرها متسلحة بابتسامتها الفتانة، فلقد تعاملت مع التغيرات التي طرات على جسدها النظر بطريقتها الخاصة، وبما ان غرفتها كانت عالمها الخاص بها التي تتحرر فيه من كل شيء مهما كان، فلقد كانت حين تدخل لغرفتها تغلقها ثم تتجرد من كل ثيابها وتقف امام المرآت تتطلع الى تغيرات جسدها التي زادته روعة وجاذبية، فبياض بشرتها نعمة لا يعرف سرها الكثيرون، لم تتجرأ على لمس اي جزء من جسدها بل كانت تكتفي بالنظر الى انعكاس صورتها فالمرآت فقط وكانها تراقب نمو زنبقة جميلة، وكانت حقا تشعر بالرضى ولم تكن ميالة لتعقيد الامور، بل كانت تتعامل مع هذه التغييرات بعفوية تامة، حتى اتى يوم لن تنساه ابدا، فالحيض لا يرافق التغييرات الجسدية، بل ياتي بعد مدة من تغيير جسد المراهقة، ويومها حست بخوف كبير عجزت عن اخفائه او التحكم فيه، فبينما هي تدرس في غرفتها احست بسائل يخرج من انوثتها، استغربت لذلك وارادت رؤية ما يحصل فذهبت الى الحمام وهناك كانت الصدمة، حيث انها وجدت لباسها الداخلي به قطرات دم، ودون تفكير نادت على امها بصوت عال، صوت زرع الرعب في قلب الام التي هرولت لابنتها دون تفكير، ولحضة دخولها على ابنتها الحمام فهمت كل شيء، فهدأت فرائسها نوعا ما، وابتسمت واحتضنتها قائلة :
- الام : ابنتي حبيبتي قد كبرت وصارت امرأة.
وكان هذا الحضن المصاحب بهذه الكلمات طوق نجات لبطلتنا التي هدأت وعرفت ان الامر ليس بخطير. وما كان من الام الى ان خرجت من الحمام لتغيب بضع دقائق وتعود لابنتها وهي تحمل في يدها فوطة مخصصة للدورة الشهرية وملابس داخلية نضيفة وعلمت ابنتها كيف تستعملها وانه يجب عليها تغييرها باستمرار.
اما ما حصل بعد ذلك فكان متوقعا في مجتمعاتنا العربية التي تعتبر موضوع الجسد وكل ما يتعلق بالجنس حتى لو كان طبيعيا امرا محرما وتنينا لا يجب ايقاضه. فبعد اضمحلال شعور الخوف حل الخجل مكانه، واحست الام وابنتها بالخجل نوعا ما.
لتعود بطلتنا الى غرفتها وتستلقي على سريرها وكل تفكيرها في قطرات الدم تلك فهي تجهل سببها وتبعاتها. فكرت في حلول كثيرة لتجد اجابات تشفي غليلها ولكنها عجزت عن ذلك ولم تجد سوى الانترنات تستقي منها الاجابات. وفعلا تناولت هاتفها وقامت ببحث بسيط فهي تجهل جتى اسم الحالة التي هي فيها وكتبت : ما سبب نزول الدم من انوثة المراهقة . لتخرج لها اطنان من الاجوبة، فشرعت تتصفح في هذه الاجابات حنى فهمت انها الدورة الشهرية وكل بنت تمر بها، ولكن ما جلب انتباهها اكثر هي المقالات المتعلقة بالتغييرات النفسية لما هي فيه. لم تكترث لها فالبداية ولكن الموضوع ضل راسخا ببالها، ومرت ايام دورتها سريعة وبطلتنا تتبع نصائح امها، كما انها كانت فتاة مرتبة تهتم بنضافتها لاقصى حد.
ورغم محاولات تجاهلها لما عاشته الى انها لاحضت ان صدرها رغم صغره نوعا ما الى انها حست ببعض الالم فيه في مدة الدورة الشهرية، فعاود موضوع التغييرات النفسية الذي لازال عالقا في ذهنها للبروز من جديد، فالتجأت للانترنات كعادتها كي تستقي منها اجوبة علها تفهم من خلالها ما يحصل معها، فقرات عدة مقالات تتحدث عن التغييرات النفسية في تلك المرحلة ولكن لم يعلق ببالها سوى مفهوم واحد ضاعف من فضولها اضعافا كثيرة وهو الرغبة الجنسية.
لم تتجرا حينها على مواصلة البحث عن مفهوم الرغبة الجنسية، واكتفت بما فهمته فقط، ومرت الايام وضلت محافضة على عادتها في مراقبة تغيرات جسدها الذي اصبح فتانا بأتم معنى الكلمة، اي انها في سن 13 كان جسدها مغريا كثيرا فمزيج جمال وجهها الصبوح وابتسامتها الساحرة التي تنثر السعادة اينما حلت مع روعة جسدها رغم انه لم يصل لاقصى حد له قد اضفيا عليها نفحة من الجاذبية والتميز، واصبحت تلاحض تغير نظرات الناس التي كانت كلها اعجاب برؤيتها، كل هذه الاحداث ادخلت على شخصيتها تغييرات جديدة، حيث انها لم تشذ على عادتها وهي الهدوء فلم تكن تكترث لهذه النظرات او لكلمات الاعجاب التي تنهال عليها اينما ذهبت.
وطبعا نظرات وكلمات الاعجاب خلقت تساؤلات بداخلها عديدة ابسطها ما سبب كل هذا، وعاد الى ذهنها موضع الرغبة الجنسية.  وهذه المرة لم تقدر على التماسك وقررت اجراء بحث فالموضوع. موضوع سيكون علامة فارقة في حياتها وسيكون شيئا سيميزها عن الجميع .

اكيد ان ما حدث مع بطلتنا حدث لجل المراهقات اللاتي في سنها حتى ولم يكن في تفاصيله الصغيرة ولكن في مجمله هو شي عاشته كل الفتيات.

انتظرو الجزء القادم لانه جزء 🥵🥵🥵🥵

الملاك العاهرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant