اقتباس

160 12 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
______________________

"في اللحظة التي داس فيها سليم على الأرض الباردة داخل الدهليز، شعر بأن كل صوت في العالم قد تلاشى. كانت الجدران تنبض بشكل خافت، وكأن شيئًا حيًا ينبض داخلها، رغم أنها مصنوعة من حجر قديم متآكل. لم يكن هناك ضوء سوى بصيص خافت ينبعث من أعمق نقطة في الظلام أمامه، وكأن شيئًا ما ينتظره هناك، بعيدًا عن متناول عينيه.

'لم يعد هناك طريق للعودة،' قالها لنفسه، وهو يجبر قدميه على المضي قدمًا. لكن شيئًا في قلبه أخبره أن هذا المكان لم يكن مجرد سرداب مهجور... كان شيئًا أعمق، شيئًا أكثر شرًا.

ثم جاءت الهمسات.

أصوات غير مفهومة بدأت تتردد من الجدران، كلمات مبعثرة بلغة لم يعرفها. كان من المستحيل تحديد مصدرها، لكنها كانت تغمره بالكامل، تتسلل إلى عقله. حاول أن يركز، أن يتجاهلها، لكن الأصوات كانت تزداد حدة، وبدأت تتحول إلى كلمات مفهومة.

"أنت التالي... لقد جئت متأخرًا."

تجمدت قدماه. ماذا يعني ذلك؟ من الذي يتحدث؟ ومن جاء قبله؟ استدار نحو المدخل الذي دخل منه، لكنه لم يعد هناك. الجدار، الذي كان قبل لحظات مفتوحًا، قد أغلِق بالكامل، وكأن السرداب ابتلع المدخل في لحظة صمت.

"لقد فتحت الباب،" قالت الهمسات مرة أخرى، هذه المرة بصوت أكثر قربًا، وأكثر وضوحًا. "والآن... عليك أن تكمل."

ارتعد جسده. كان يعلم أنه قد دخل في لعبة لم يفهم قواعدها بعد. كل خطوة يأخذها في هذا المكان تبدو وكأنها تأخذه بعيدًا عن الواقع الذي عرفه، وتلقي به في عالم آخر، عالم من الظلام والأسرار التي لا يرغب في اكتشافها. ولكن لا مفر...

"لقد بدأت رحلتك،" همس الصوت الأخير، "وأنت وحدك من يقرر كيف ستنتهي."

وفي تلك اللحظة، أدرك سليم أن كل شيء تغير. كل ما يعرفه عن هذا العالم، وكل ما كان يعتقده عن نفسه، لم يعد كما كان. الآن، هو في قلب الظلام، والدهليز لن يسمح له بالخروج إلا إذا أراد هو ذلك."

دهليز الأرواح ( بقلم نور) مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن