بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ: عالم الضباب والظلال
1. الغموض بين الضباب
بعد عبورهم البوابة الجديدة، وجد الأصدقاء أنفسهم في عالم مغطى بالضباب الكثيف الذي يحيط بكل شيء من حولهم. بالكاد يمكنهم رؤية أيديهم أمام وجوههم، والأصوات حولهم كانت تبدو خافتة، كأنها تأتي من عوالم بعيدة.
"أين نحن الآن؟" تمتم سليم وهو يحاول النظر من خلال الضباب.
"أشعر وكأن هذا المكان مصمم ليختبر قدرتنا على الرؤية بقلوبنا،" أجابت ليلى وهي تتقدم ببطء.
كان الضباب ليس فقط كثيفًا، بل بدا أنه يحتوي على طاقة غريبة تجذبهم في اتجاهات مختلفة. ومع كل خطوة، كانوا يسمعون همسات خافتة، كأن العالم يحاول إغواءهم أو إبعادهم عن الطريق.
2. اللقاء مع حراس الظلال
بينما كانوا يحاولون التقدم، ظهر أمامهم فجأة كائنات مظلمة تشبه الظلال، تتحرك بهدوء بين الضباب. كانت أعينهم تلمع بلون فضي غريب، ولم يظهروا أي عدائية، بل كانوا يراقبون الأصدقاء بصمت.
"من أنتم؟" سأل رامي بحذر.
"نحن حراس الظلال،" أجاب أحد الكائنات بصوت عميق. "هذا العالم محمي من قبلنا، ولا يُسمح لأحد بالعبور دون أن يثبت استحقاقه."
كانت مهمتهم هنا واضحة، فهم بحاجة إلى كسب ثقة حراس الظلال. ولتحقيق ذلك، كان عليهم أن يظهروا صفاتهم الحقيقية، وإثبات أنهم قادرون على الحفاظ على التوازن في عالم الضباب.
"كيف يمكننا أن نثبت أنفسنا؟" سألت ليلى بثقة.
"يجب أن تجتازوا اختبارات الضباب،" قال حارس الظلال. "كل واحد منكم سيواجه نفسه في هذا الضباب، وحينها فقط يمكنكم العبور."
3. اختبار القلب والعقل
أول اختبار كان من نصيب سليم. في أعماق الضباب، وجد نفسه وحيدًا، وفي مواجهته انعكاس له، لكنه بدا كئيبًا ومظلمًا.
"هل تعرف لماذا أنت هنا؟" سأل الظل ببرود.
"لأجل أصدقائي، ولإعادة التوازن للعوالم التي نمر بها،" أجاب سليم بتصميم.
لكن الظل لم يقتنع بسهولة، وبدأ يسأله عن شكوكه وأخطائه الماضية. اضطر سليم إلى مواجهة نقاط ضعفه وقبولها، وبهذا، اجتاز الاختبار، وعاد الضباب من حوله إلى حالة الهدوء.
ثم جاء دور رامي، الذي وجد نفسه في مكانه المفضل، مع كل ما يحب. لكنه سرعان ما أدرك أن ذلك مجرد وهم، وأنه في الحقيقة يتجنب التحديات الحقيقية. كان عليه أن يختار بين حياة الراحة وتحدي نفسه لتجاوز الصعاب، وبهذا اجتاز اختباره.