بسم الله الرحمن
__________________: العالم بين العوالم
1. أول خطوة في المجهول
عندما عبروا الباب، وجدوا أنفسهم في مكان غريب، مختلف تمامًا عن أي شيء رأوه من قبل. السماء كانت بنفسجية اللون، والشمس التي كانت تضيء المكان لم تكن مثل أي شمس رأوها من قبل. الأرض من تحتهم كانت مغطاة برمال بيضاء، تتلألأ كما لو كانت مليئة بالنجوم الصغيرة.
"أين نحن؟" سأل رامي وهو يدور حول نفسه في محاولة لفهم هذا العالم الجديد.
"هذا ليس عالمنا،" قالت ليلى بصوت خافت، وعيناها تلمعان بالغموض. "هذا مكان بين العوالم."
الحارس الذي رافقهم حتى الآن لم يكن معهم في هذا المكان، وكأنهم تركوا كل شيء يعرفونه خلفهم. بدا الأمر وكأنهم عبروا إلى بعد مختلف تمامًا.
"هل نشعر بأنفسنا؟" تساءل سليم وهو ينظر إلى يديه. بدا وكأنه غير متأكد مما إذا كان هو ذاته في هذا المكان الغريب.
كان هناك إحساس بالغرابة، كما لو أن هذا المكان يختبر واقعهم الخاص. الأشياء كانت تبدو حقيقية ولكن في نفس الوقت غير ملموسة تمامًا، كأنها انعكاسات لأشياء حقيقية في عالم آخر.
2. طريق الحقيقة
بينما كانوا يخطون أولى خطواتهم في هذا العالم الجديد، ظهر أمامهم مسار من الحجارة المتوهجة، يمتد بعيدًا نحو الأفق.
"يبدو أننا يجب أن نتبع هذا الطريق،" قال سليم وهو يشير إلى المسار.
"ليس لدينا خيار آخر،" قالت ليلى، وهي تشعر بأن هذا المسار هو الوحيد الذي سيأخذهم إلى الحقيقة التي يبحثون عنها.
وبدأوا يسيرون على طول المسار المتوهج. كل خطوة كانوا يتخذونها كانت تجعلهم يشعرون وكأنهم يغوصون أعمق في هذا البعد الغامض. المكان كان صامتًا بشكل غير طبيعي، وكأن العالم نفسه ينتظر منهم شيئًا.
3. اللقاء مع الحارس الأخير
بعد ساعات من السير، وصلوا إلى ساحة واسعة. في وسط الساحة كان هناك هيكل قديم، أشبه بمعبد حجري ضخم، محفور عليه رموز وأشكال غريبة تشبه تلك التي رأوها في الدهليز. وبينما كانوا يقتربون، ظهر الحارس الأخير مرة أخرى، لكنه كان مختلفًا هذه المرة. كان يرتدي درعًا ذهبيًا، وعيناه كانتا تشعان بقوة غير عادية.
"لقد وصلتم إلى النهاية،" قال الحارس بصوت مليء بالعظمة. "لكن الحقيقة التي تبحثون عنها قد تكلفكم أكثر مما تتوقعون."
"ما هي هذه الحقيقة؟" سأل رامي بلهفة.
"الحقيقة تتعلق بأصل هذا العالم، وأصل الدهليز، وأصل كل شيء عرفتموه حتى الآن،" قال الحارس. "ولكن لا يمكنني كشفها لكم إلا إذا كنتم مستعدين لدفع الثمن."