بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــالفصل الثامن عشر: أرض الجبال المتحركة
بعد عبور البوابة، وجد الأصدقاء أنفسهم على أرض وعرة محاطة بسلسلة من الجبال العالية. لكن سرعان ما لاحظوا أن هذه الجبال ليست ثابتة كما اعتادوا؛ بل كانت تتحرك ببطء، كأنها تتنفس.
"هل هذه الجبال تتحرك بالفعل؟" تساءل رامي باندهاش، محاولًا فهم ما يحدث حوله.
"يبدو أنها تتبع نمطًا معينًا،" أجابت ليلى، تراقب بتأمل الصخور الضخمة وهي تنزاح يمينًا ويسارًا في تناغم مذهل.
بينما كانوا يتقدمون، واجهوا شخصًا غريبًا يُدعى سلمان، حكيم الجبال الذي عاش طيلة حياته في هذا المكان، ويمتلك معرفة عميقة عن أسرارها.
"أهلاً بكم في أرض الجبال المتحركة،" قال سلمان بصوت عميق وهو يبتسم، "هنا، لا شيء يبقى ثابتًا."
1. تحديات الصعود
قرر الأصدقاء الانضمام إلى سلمان في صعود إحدى القمم، فوافق سلمان على أن يقودهم. خلال الطريق، بدأ الجبل بالاهتزاز فجأة، مما جعلهم يفقدون توازنهم. كانت الصخور تتحرك باستمرار، وتغير مواقعها كأنها تستجيب لهم.
"لا تنظروا تحت أقدامكم؛ ثقوا بحدسكم،" نصحهم سلمان، وأرشدهم إلى التركيز على التوازن الداخلي بدلًا من محاولة السيطرة على الأرض المتحركة تحتهم.
بمساعدة سلمان، تمكنوا من اجتياز المسار الصعب، وتعلموا كيفية الحفاظ على الثبات والتوازن، ليس فقط في الجبل، بل أيضًا في مواقف الحياة التي قد تهتز تحتهم.
2. درس الصبر والتحمل
عندما وصلوا إلى قمة الجبل، بدأ سلمان في إلقاء دروسٍ عن الصبر والتحمل. أخبرهم أن الجبال المتحركة تعلم الإنسان كيف يكون مرنًا، وكيف يتكيف مع التغيرات التي قد تكون قاسية أو غير متوقعة.
"الجبال قد تتحرك، لكن إيمانك وثباتك الداخلي هما ما سيقودانك،" قال سلمان، ناظرًا نحو الأفق.
أدرك الأصدقاء أن سلمان لم يكن يقصد الجبال فقط، بل الحياة نفسها. وتعلموا أن مواجهات الحياة قد تتطلب المرونة والتكيف، وأن على الإنسان أن يكون مستعدًا للتغيير المستمر.
3. اختبار الشجاعة في المتاهة الحجرية
أثناء نزولهم من الجبل، قادهم سلمان إلى متاهة من الصخور العملاقة، تُعرف بمتاهة "الأحجار الخفية". كانت المتاهة مليئة بالممرات الضيقة والأحجار الكبيرة التي تتحرك بين الحين والآخر. أخبرهم سلمان أن هذه المتاهة تختبر قدرة الفرد على اتخاذ قرارات سريعة وثابتة.
