بسم الله الرحمن الرحيم
_________________عبور بوابة الندم
1. عودة الذكريات
بعد مواجهة سليم لوالده في الدهليز، كانوا يعلمون أن الطريق للأمام أصبح أكثر تعقيدًا. لم يكن الدهليز مجرد متاهة مادية، بل كان حقلًا من المشاعر المدفونة والذكريات التي رفضوا مواجهتها لفترة طويلة. أصبح كل شخص منهم يدرك أنه سيأتي دوره قريبًا.
استمروا في السير عبر الممرات الحجرية القديمة، حتى وصلوا إلى بوابة جديدة محفورة على شكل يد ممسكة بسلسلة. هذه المرة، كان هناك شيء مختلف. كانت البوابة تطلق شعورًا بالخوف العميق، وكأنها تحدٍ أكبر مما واجهوه حتى الآن.
"أشعر أن هذا ليس بابًا عاديًا،" قالت ليلى وهي تحدق في النقوش الغريبة.
"كل باب في هذا المكان يحمل شيئًا مختلفًا،" قال رامي، بينما كان يحدق في الجدار. "لكن يبدو أن هذا... خاص."
كان القرار في أيديهم: هل يفتحون الباب ويواجهون ما وراءه؟ لم يكن أمامهم خيار. كان عليهم الاستمرار.
"لنفتح الباب،" قال سليم بحزم، وكأنه يحاول طمأنة نفسه قبل الآخرين.
عندما دفع سليم البوابة، أصدر الحديد صوتًا عميقًا، وكأنها كانت مغلقة منذ قرون. انفتح الباب ببطء، ليكشف عن غرفة كبيرة مظلمة مليئة بالأضواء المتوهجة التي كانت تضيء على الجدران.
2. مواجهة ليلى: ظلال الماضي
عندما دخلوا الغرفة، بدأوا يشعرون بشيء غريب. الهواء أصبح أثقل، والظلال التي تحيط بهم بدت وكأنها تتحرك. كانت ليلى تراقب المكان بحذر، تشعر بأن شيئًا ما يراقبهم من الظلام.
"هناك شيء هنا... أراه يتحرك،" قالت ليلى وهي تتراجع بخطوات بطيئة.
فجأة، ظهرت أمامهم صورة امرأة، شبحية في هيئتها. كانت ترتدي ثيابًا قديمة الطراز، ووجهها مليء بالحزن. كانت عيناها موجهتين مباشرة نحو ليلى.
"من هذه؟" سأل رامي وهو يحدق في الصورة التي بدأت تتشكل أمامهم.
ليلى كانت تحدق في المرأة وكأنها تعرفها. شعرت برعشة تسري في جسدها عندما تذكرت تلك العيون.
"إنها... إنها أمي،" همست ليلى بصوت مرتجف.
كانت المرأة الشبحية تقترب ببطء من ليلى، وعيناها لا تفارقانها. كلما اقتربت، كلما شعرت ليلى بالندم يثقل قلبها. بدأت الذكريات تتدفق بقوة.
"لماذا رحلتِ؟ لماذا تركتِني؟" صرخت ليلى، وهي تحاول كبح دموعها.
كان المشهد مؤلمًا. ليلى كانت دائمًا تعيش مع جرح عميق، وهو رحيل والدتها في ظروف غامضة عندما كانت طفلة. كانت والدتها الشخص الأقرب إليها، لكنها اختفت دون تفسير، تاركة ليلى تتألم لسنوات.