الفصل السابع

35 9 1
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

1. العهد الجديد

بعد أن عاد الضوء إلى طبيعته، وقفت ليلى في وسط الغرفة وقد تغيرت تمامًا. لم تعد تلك الفتاة التي خافت مما تجهله. عيناها كانت تشعان بقوة غامضة، وكانت تشعر أن العالم كله أصبح أوضح أمامها.

"ماذا يحدث لي؟" همست ليلى وهي تنظر إلى يديها التي كانت تلمع بتوهج باهت.

الحارس اقترب منها بهدوء. "لقد قبلتِ بالقوة، والآن أصبحتِ جزءًا من العهد القديم. هذه القوة ليست مجرد قوة جسدية، بل هي معرفة تجمع بين العوالم."

"معرفة ماذا؟" سأل سليم وهو ينظر إلى ليلى بريبة.

"معرفة كيف يُدار هذا العالم، وكيف تتصل العوالم الأخرى ببعضها. ليس فقط عالمكم، بل هناك عوالم موازية لا تعد ولا تحصى، وهي جميعها مرتبطة بمركز واحد. وليلى أصبحت الآن قادرة على التنقل بينها."

"ماذا تعني بالعوالم الموازية؟" سأل رامي وقد بدا مشوشًا.

"عالمكم ليس الوحيد،" أجاب الحارس. "هناك عوالم أخرى، تتشابك مع بعضها البعض. بعضها يشبه عالمكم، وبعضها مختلف تمامًا. وكل عالم يمتلك قواه الخاصة، ولكن هناك شيء واحد مشترك: أنتم."

تبادلوا النظرات في صمت. لم يكن أحدهم مستعدًا لهذا الكشف الكبير. لكن ليلى شعرت بأنها بدأت تفهم شيئًا لم يكن واضحًا لها من قبل. "العوالم ليست منفصلة، بل متصلة بطريقة ما. وكلما عرفنا أكثر، كلما استطعنا التحكم في تلك الروابط."

2. بوابة جديدة

بعد هذه الكلمات، ظهر باب حجري ضخم خلفهم. كان محفورًا عليه رموزًا غريبة تشبه تلك التي رأوها في الدهليز، ولكن أكثر تعقيدًا. الحارس أشار نحو الباب وقال: "هذا الباب سيأخذكم إلى الخطوة التالية في رحلتكم. هناك عوالم أخرى تحتاج إلى حمايتكم."

"وماذا عن عالمنا؟" سأل رامي. "هل نتركه خلفنا؟"

"عالمكم سيظل كما هو، لكنكم لن تكونوا بعيدين عنه. ستتعلمون كيف تتحكمون في التنقل بين العوالم، وكيف تحمون عالمكم من القوى التي تريد استغلال هذه الروابط."

"وهل هناك من يحاول استغلال هذه العوالم؟" سألت ليلى بحذر.

الحارس لم يجب مباشرة، لكنه نظر إليها بجدية وقال: "ستكتشفون قريبًا أن هناك قوى قديمة كانت تسعى للسيطرة على هذه العوالم منذ زمن بعيد. وعندما تكتشفون من هم، سيكون أمامكم اختيار آخر."

دهليز الأرواح ( بقلم نور) مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن