بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ: بوابة الأرواح
بعد رحلتهم الطويلة عبر العوالم المختلفة، وصل الأصدقاء إلى بوابة عظيمة تُعرف ببوابة الأرواح، يقال إنها تحمل أسرار العالم الآخر. كانت البوابة ضخمة، محفورة بنقوش قديمة ومغطاة بهالة غامضة من الضوء الأخضر الباهت، يثير الخوف في النفوس.
"هذا هو المكان،" تمتمت ليلى وهي تنظر نحو البوابة برهبة. بدأ الأصدقاء يشعرون بأنفاسهم تتسارع وأصوات دقات قلوبهم تتعالى.
1. دخول عالم الأرواح
قرر الأصدقاء فتح البوابة والدخول، وما أن قاموا بدفعها ببطء حتى ظهر أمامهم ممر طويل يكسوه ضوء خافت. كانت الجدران مزينة بصور لأرواح وجوه قديمة تتراقص، كأنها تراقبهم. كلما تقدموا، تزايدت تلك الأصوات الهامسة حولهم، وكأن الأرواح تخبرهم بأسرار لم يكن يُفترض لهم سماعها.
فجأة، تجمعت الظلال في نهاية الممر لتظهر شخصيات غامضة بهيئات مخيفة، وجوههم ضبابية، لكن أعينهم متوهجة باللون الأحمر.
"مرحبًا بكم في عالم الأرواح،" نطقت أحد هذه الشخصيات بصوت عميق ومرعب، ثم أضافت: "ما الذي أتى بكم إلى هنا؟"
2. الاختبار الأخير
ارتجف الأصدقاء، ولكن سليم تقدم بخطوات ثابتة وقال: "نحن هنا لإنهاء رحلتنا، لإثبات أننا استحقينا الوصول إلى هذا المكان."
أومأ قائد الأرواح برأسه، وقال بصوت عميق: "إن أردتم البقاء أحياء، فعليكم اجتياز اختبار الأرواح. سنتحداكم برؤى من الماضي، ورعب من المستقبل."
تحولت الأرض تحت أقدامهم إلى دوامة غريبة من الصور، حيث رأى كل منهم لقطات مرعبة عن تجاربهم الماضية، مخاوفهم المكبوتة، وأخطائهم. كان عليهم مواجهة هذه الرؤى دون خوف، كل واحد منهم يرى تجاربه وكأنها حية أمامه.
3. لحظة الانتصار ومواجهة الخوف
حين بدأت الرؤى تؤثر فيهم وتكاد تغمرهم بالخوف، تذكرت ليلى كلمات الشيخ عبد السلام حول الإيمان والصبر، فصاحت قائلة: "اذكروا الله واطمئنوا، فالإيمان سلاحنا!"
بدأ الجميع يرددون الأدعية، وهنا، بدأ ضوء مشرق يغمر المكان، وكأن قوة إيمانهم تدفع عنهم تلك الرؤى المخيفة. تجمعت الأرواح حولهم، وكأنها تراقب بدهشة قوتهم المتجددة.
4. الانبعاث والنهاية الأسطورية
توهجت البوابة خلفهم، وبدأت تنفتح ببطء من جديد، لتفتح لهم طريق العودة إلى عالمهم. قبل أن يخرجوا، همست إحدى الأرواح: "لقد أثبتم شجاعتكم وقوة إيمانكم. خذوا معكم هذا النور الذي لن ينطفئ، وليكن دليلًا لكم."
خرج الأصدقاء من بوابة الأرواح، وفي أيديهم ضوء أبيض يتوهج، وكأنه يحمل معهم روح القوة والأمل. عادوا إلى عالمهم وقد تعلموا أن الشجاعة والإيمان هما الأسلحة التي يمكنها التغلب على كل شيء.
بقيت البوابة خلفهم، مغلقة، ولكنهم أدركوا أنهم أتموا رحلتهم الأسطورية، وعادوا وهم يحملون القوة التي لا تُنسى في قلوبهم.
************************
: العودة وأثر الرحلة
عاد الأصدقاء إلى عالمهم، لكنهم لم يعودوا كما كانوا من قبل؛ فقد تركت رحلتهم بصمة عميقة في أرواحهم. كانوا قد مروا بتجارب لم يخوضها أحد غيرهم، وشاهدوا عوالم خيالية لن يصدقها أحد، واكتشفوا عمق الشجاعة والإيمان في قلوبهم.
بدأ كل واحد منهم يشعر بتغيير داخلي؛ سليم أصبح أكثر حكمةً وهدوءًا، يبتسم برضا كمن يعرف أسرارًا لا تُقال. ليلى بدت مشعة بالثقة والإيمان، وقد امتلأ قلبها باليقين، وصار لديها هدف جديد في الحياة، أن تروي ما عاشته بصدق وأمانة. رامي، رغم ظاهره المرح، فقد نضجت روحه، وصار يرى الأمور بعمق، وأدرك قيمة الصداقة والولاء.
اجتمع الأصدقاء بعد العودة، وأخذوا يسترجعون تفاصيل الرحلة، يضحكون على المواقف الكوميدية، ويرتعبون قليلاً عندما يتذكرون لحظات الخوف. لكن، كانوا يعرفون أنهم لن ينسوا أبدًا "بوابة الأرواح"، تلك البوابة التي اختبرت صلابتهم وأخرجت أفضل ما فيهم.
وعندما نظروا إلى الضوء الأبيض الذي أخذوه من عالم الأرواح، تعاهدوا أن يحتفظوا به كرمزٍ لعهدهم بأن يظلوا أصدقاء، وأن يواجهوا معًا أي تحدٍّ آخر قد يجلبه لهم القدر.
انتهت القصة، لكن أثرها بقي في قلوبهم، يجددهم بالإيمان، ويجعلهم على استعداد لمواجهة الحياة بما فيها من أسرار ومغامرات، كأنهم دائمًا عند بوابة الأرواح.
*********************
: عهد الحب والولاءبعد عودتهم، لم يتوقف الأصدقاء عند مغامرتهم كذكرى بعيدة، بل حمل كل منهم شيئًا أكثر عمقًا؛ روابط قوية نمت بين قلوبهم، ووعود جديدة بالوفاء.
مع مرور الوقت، بدأت مشاعر خاصة تنمو بين سليم وليلى، فقد جمعتهم تلك التجارب في رحلة لم يكن أي منهما يتخيلها. وفي يوم مشرق، فاجأ سليم ليلى بطلب الزواج، قائلاً: "إن كنتِ قد واجهتِ معي عوالم لا تُصدّق، فهل ترضين أن نواجه العالم سويًا؟"
ابتسمت ليلى وهي تمسك بيده، وعيناها تلمعان بفرحة متجددة، وقالت: "نعم، وسأظل بجانبك دائمًا."
أما رامي، فقد تقابل مع صديقة جديدة في إحدى تجمعاتهم، فتاة فهمت عمق التغيير الذي مر به، ومع الوقت شعر أن حياته تكتمل بها. وبمرور الشهور، تزوج الأصدقاء وأقاموا حياة جديدة، وأصبح لكل واحد منهم عائلة يسرد لها قصص مغامراته.
وهكذا، انتهت رحلتهم العظيمة، ليس فقط بتجارب مدهشة، بل بالحب والصداقة والوفاء، تاركين أثرًا خالدًا لهم وللأجيال القادمة
***********************
تمت بحمد الله دمتم بخير والي اللقاء في روايه اخري بإذن الله
اختكم في الله: نورهان احمد