بسم الله الرحمن الرحيم
___________________1. البداية:
بدأت خطوات سليم تتردد في الصمت الخانق للدهليز. كلما تقدم أكثر في ممراته، كان الهواء يصبح أثقل، وكأن الدهليز يبتلع كل صوت وكل حركة. ضاق صدره، وشعر بأنه لا يتنفس بشكل طبيعي. خلفه كان رامي وليلى يسيران ببطء، وكأنهما يخشيان أن يخطوا خطوة أخرى.
"هل تشعرون بهذا؟" همس سليم دون أن يلتفت.
*"نعم،" أجاب رامي، ونبرته مليئة بالقلق. "كأن المكان ينتظرنا... يراقبنا."
لم يكن الدهليز مجرد ممر من الحجر القديم؛ كان أشبه بكائن حي، ينبض بالهمسات الغامضة التي تتردد بين جدرانه، همسات كانت تتغير مع كل خطوة يخطونها.
توقفوا فجأة عندما رأوا انعكاسًا ضبابيًا على الجدران أمامهم. كانت هناك صور غريبة تظهر على السطح الحجري، وكأن الجدران نفسها بدأت تحكي قصة.
"ما هذا؟" سألت ليلى وهي تقترب بحذر، تحاول أن تلمس الصورة، لكن يدها توقفت قبل أن تصل إلى الحجر.
على الجدار، ظهرت صورة لرجل يقف وحيدًا في وسط دهليز مشابه. كان يرفع يده نحو شيء غير مرئي، ثم تحول المشهد إلى فوضى، حيث اشتعلت النيران من العدم، والرجل اختفى في لهيب كثيف.
"هل هذا تحذير؟" سأل رامي، وهو يحدق في الصورة المحترقة.
*"لا أعرف... لكن يجب أن نكون حذرين،" قال سليم وهو يحدق في الجدران المحيطة. "هذا المكان ليس كما يبدو."
2. الأبواب المغلقة: مواجهة المجهول
واصلوا سيرهم حتى وصلوا إلى مفترق طرق. أمامهم كانت هناك ثلاثة أبواب حجرية، كل منها يحمل رمزًا غامضًا محفورًا في الحجر. الباب الأول كان يحمل شكل عين مفتوحة، وكأنها تراقب من ينظر إليها. الباب الثاني كان محفورًا عليه رموز هندسية معقدة، أما الباب الثالث فكان يحمل نقشًا على شكل دوامة متداخلة.
"أي باب نختار؟" سأل رامي، وهو يحدق في الأبواب الثلاثة.
*"لا أعرف،" أجاب سليم، وهو يحاول أن يقرأ الرموز. "لكن أشعر أن كل باب يقودنا إلى مسار مختلف... ربما تجربة مختلفة."
*"لا يمكننا أن نتفرق،" قالت ليلى بحزم. "هذا المكان مخيف بما فيه الكفاية. إذا تفرقنا، قد لا نجد طريق العودة."
قرروا اختيار الباب الذي يحمل العين المفتوحة. بمجرد أن اقتربوا منه، فتح ببطء، وأصدر صوتًا عميقًا، وكأن المكان يرحب بهم. كانت الغرفة التي دخلوا إليها مليئة بالرموز الغريبة على الجدران، والتي تتوهج بلون أزرق باهت. في مركز الغرفة، كان هناك طاولة حجرية ضخمة، وعليها كتاب قديم مغطى بالغبار.
*"هذا الكتاب..." همس سليم وهو يتقدم نحو الطاولة. "يشبه الكتاب الذي وجدته في المكتبة."
"هل هذا ممكن؟" سألت ليلى، وهي تقترب بحذر. "كيف يكون هنا؟"