رواية "عالم آخر".
الفصل 21:
"بَـيْـنَ الْـحَـيَـاةِ وَالْـمَـوْتِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ- لا واحدة واحدة عليّا.. أنت فين دلوقتي!
- أنا كنت فِ المكتب وحاليًا راجع تاني، دورنا على كمال فِ كل مكان بس ملوش أي أثر..
- طب ابعت للمطارات وأي....
فقاطعه عادل قائلًا:
- عملت كل حاجة متخلهوش يقدر يهرب برة مصر.. المهم أنا راجع على المديرية ولا تحب أجيلك النيابة؟
- أنت إيه الاقرب ليك دلوقتي!
- مش هتفرق.. أنا هجيلك على النيابة، أنت لسه فِ موقع الجريمة!
- أيوة بس هتحرك دلوقتي.
- مسافة السكة وأكون عندك..***
ما زال عمر جالسًا على المقعد، وقد غلبه النوم، وعندما استفاق شعر بصداع شديد يعتصر رأسه. نهض ببطء وأمسك برأسه، ليفاجأ أنه في المستشفى. آخر ما يتذكره هو أنه خرج وجلَس في المكان نفسه الذي استفاق فيه الآن. حاول أن يُكذب شعوره، مُدعيًا أنه ربما نام من فرط التعب، لكن إحساسه بعدم الراحة كان أقوى من أن يُنكر.
دخل إلى الداخل ليجد العائلة مجتمعة. كان جمال في حالة مزرية، فسأل عمر عن نور، فأجابته أسماء بأنه لا جديد حتى الآن. بينما كانت ملك ترمقه بنظرات غريبة. سأل عمر عن عادل، فتفاجأت ملك وأخبرته أنه ذهب بعد أن تلقى مكالمة عمل. تعجب عمر لأنه لم يتذكر ما قالت، لكنه لم يبدِ أي اعتراض وأخبرها أنه كان متعبًا ومرتبكًا. تجاهلت ملك حديثه، فجلس بجوار عمه، وربت على كتفه في محاولة لطمأنته، رغم أنه هو نفسه كان في أمس الحاجة لمن يطمئن.
لاحظت أسماء أن جمال يشعر بالألم في جسده، فاقتربت منه وسألته:
- أنت أخدت الدوا النهاردة!
رد عليها قائلًا:
- أيوة.. بس مش عارف مالي، حاسس إني تعبان وبتنفس بالعافية..
- طب تعالى نخلي الدكتور يشوفك.. إيدك معايا يا عمر.
نهض جمال، وساعده عمر، وأسنَده حتى وصلوا إلى غرفة الطوارئ. وقف الطبيب أمام جمال وقاس ضغطه، مطمئنًا إياهم بأن السبب هو التوتر فقط. ثم أعطاه مهدئًا خفيفًا لا يسبب أي آثار جانبية. شكرهم الجميع على مساعدتهم وخرجوا إلى الخارج. طلب عمر طعامًا خفيفًا لهم لأنهم لم يتناولوا شيئًا منذ وصولهم.
عندما جلسوا، نظر جمال إلى عمر وسأله:
- إيه اللي حصل يا ابني.. أنا لحد دلوقتي مش فاهم حاجة!
نظر عمر إلى أسماء ثم نظر إلى جمال وأجاب بتوتر:
- بصراحة يا عمي احنا خبينا عليك..
طالعه جمال بنظراتٍ مليئة بالخوف ثم استأنف عمر قائلًا:
- اليوم اللي حضرتك تعبت فيه ونقلنالك على هنا.. نور اتخطفت.
نظر إليه بصدمة ثم قال:
- اتخطفت!
- أيوة.. واحد اسمه كمال الجندي هو اللي عمل كده..
- مش ده الراجل النصاب اللي نور كانت بتكتب عنه!
- بالضبط كده.. ولو حضرتك فاكر يوم كتب كتاب الدكتورة ملك، ساعتها حصلت خناقة بيني وبين واحد حاول يتعرض لنور.. الشخص ده اللي اسمه كمال هو اللي كان باعته لنور، ونفس الشخص هو اللي خطف نور بأمر من كمال.
- طب وخطفها ليه!
- عشان يخليها توقّع على تعهد إنها متجبش سيرته فِ أي مقال تكتبه.. بس الحمدلله إني قدرت أوصلها فِ أقرب وقت وأنقذها.
- وبعدين!
- نور قالتلي إنها هتستقيل وفعلًا راحت قدمت استقالتها بس مرجعتش فاضية..
- يعني إيه مرجعتش فاضية؟!
- يعني كان معاها ملف فيه كل الجرايم اللي تخص كمال.. واللي اداها الملف ده هو زين اللي خطفها..
- يعني نور رمت نفسها فِ الخطر للمرة التانية ومتعلمتش من المرة الأولى!
- بالضبط، أنا ساعتها قولتلها تديني الملف وحصلت بيني وبينها مشادّة لحد ما.....
فصمت عمر ونظر إلى الأرض بخجل فسأله جمال بقلق:
- لحد ما إيه؟
رفع عمر رأسه ونظر إلى عمه بعيونٍ دامعة ثم قال:
- لحد ما طلبت مني الطلاق وأنا طلقتها..
اتسعت عيون جمال وكذلك أسماء من فرط الصدمة ثم قال جمال:
- طلقتها!!!
- نور اللي أصرّت يا عمي وأنا بصراحة كنت تعبت من تصرفاتها وكنت ناوي أصدّرك ليها بس خُفت على صحتك..
نظر جمال إلى أسماء ثم قال:
- شوفتِ آخرة تربيتك فِ بنتك وصلتها ووصلتنا لـ إيه!

أنت تقرأ
عَالَم آخَـر
Actionلكل منّا عالمه الآخر، العالم الذي لا يعرفه أحدٌ سوى صاحبه فقط.. ماذا يفعل وما الذي يوجد بداخل عالمه هذا! حقًا لا نعلم وليس من شأننا معرفة ذلك، ولكن هل يمكن للشخص الغامض الذي يملك عالمه الآخر أو عالمه الثاني.. بأن يرتكب الجرائم من أجل استرداد حقوق ال...