8. اضْـطِـرَابٌ.

1.1K 84 10
                                    

رواية "عالم آخر".
الفصل الثامن:
"اضْـطِـرَابٌ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توالت الأيام والأسابيع والشهور، وتحسنت العلاقة بين عمر وعمه بشكل ملحوظ، حتى شعرا وكأنهما عاشا معًا كل السنوات التي غاب فيها عمر عنهم. بدأ يشعر بأنه جزء لا يتجزأ من حياتهم، وكان يزورهم بين الحين والآخر. في تلك الأثناء، كان سليم يتابع تجهيز شقته الجديدة استعدادًا لزفافه، حتى جاء وقت استلامها. بعد أن أتم كل شيء، أخبر نور بأنهما سيبدآن الاستعداد لحفل زفافهما.
ذات مرة، أثناء تسوقه لشراء بعض الأغراض لمنزله الجديد، التقى سليم بامرأة تصغره بعامين. عندما رآها، تفاجأ وتوقف للحظة، وكأن ذكرياته عادت به لسنوات مضت. نظرت إليه الفتاة وابتسمت، فألقت عليه التحية برقة، لكنه تركها وذهب دون أن يرد عليها. وأثناء رحيله، سقط منه بطاقة العمل الخاصة به، مما جعلها تبتسم بسعادة. لم تلحظ خاتم الخطبة الذي كان في خنصره الأيمن.
تبيّن أن هذه الفتاة هي خطيبته السابقة، مرام، التي تركها قبل ثلاث سنوات عندما قرر الانتقال إلى الإسكندرية لأداء خدمته. كانت مرام الابنة الوحيدة لوالديها، ورفضت أن تتركهما وتعيش معه في الإسكندرية. كان سليم يحبها حبًا عميقًا، لكنه كان مضطرًا للاختيار بين عمله وبينها. بعد ذلك، عاد إلى عمله وهو مشغول بالتفكير في مرام، التي سرقت عقله منذ أن رآها، ولم يتخيل يومًا أنه سيراها بالصدفة.
بينما كان يفكر فيها وفي نور في الوقت ذاته، قرر الاتصال بنور ليخبرها بأنه لم يجد الأغراض التي طلبتها في المتجر، فأخبرته بأنها ستذهب إلى متجر آخر بعد انتهاء عملها. أنهى المكالمة، لكنه كان لا يزال غارقًا في أفكاره حول مرام.
كان عمر في عمله الذي أصبح أفضل بكثير بفضل الله وبفضل اجتهاده هو وفريق العمل. وبدأ يشعر بالارتياح تجاه موظفة العلاقات العامة، سلمى، التي بدأ يتعلق بها يومًا بعد يوم. قرر أن يستدعيها إلى مكتبه، وعندما دخلت، نظر إلى وجهها للمرة الأولى وسألها عن رقم هاتف والدها. تفاجأت وسلمت، وعندما سألته عن السبب، أجاب بأنه يريد التقدم لخطبتها.
كانت سلمى معجبة بعمر أيضًا، لكنها كانت تخفي مشاعرها، فهي أرادت أن تحافظ على قلبها نقيًا حتى يأتيها الحب الحلال. في اليوم التالي، تفاجأ سليم بدخول مرام، فنهض بتؤدة ليجدها أمامه تبتسم بتلك الابتسامة البريئة التي كان يعشقها. فسألها في الحال:
- أنتِ بتعملي إيه هنا!
- مقدرتش أنام طول الليل، لحد ما أخدت قرار وقُلت إني لازم أجيلك.
- عرفتِ مكان شغلي منين؟!
جلست مرام ونظرت له وقالت بثقة:
- لما شوفتك هنا في القاهرة توقعت إنهم نقلوك هنا.. وطبعًا أنا كنت بتابع أخبارك لحد ما عرفت إنك اترقيت وبقيت نقيب.. ألف مبروك يا سيادة النقيب.
تحرّك نحوها ووقف بجوارها ثم قال:
- وجودك هنا غلط وكلامك معايا غلط ورؤيتي ليكِ غلط.. أنتِ عايزة إيه؟!
نهضت ووقفت أمامه، ثم قالت بخفوت:
- عايزة أقولك إنك مغبتش عن بالي ولا لحظة من اللحظة اللي قررت فيها إنك تتخلى عني عشان متجيش القاهرة، وأهو في الآخر خسرتك وخسرتني وبرضو جيت القاهرة! طب ليه مفكرتش تسأل عني.. إيه.. بطلت تحبني؟
- احنا حكايتنا انتهت من زمان وزي ما قولتلك من شوية أنتِ مكنتيش ينفع تيجي هنا.. اللي بتعمليه ده ميرضيش ربنا!
- واللي أنت عملته فيا هو اللي يرضي ربنا؟!
وضع يده على وجهه من فرط غضبه فلاحظت خاتمه أخيرًا ثم قالت بصدمة:
- إيه ده يا سليم! إيه اللي في إيدك دي؟!
ابتسم وقال باستنكار:
- آه صحيح.. أنا نسيت أقولك إني خطبت وفرحي قرّب.
نزلت تلك الكلمات عليها كالصاعقة فشعرت بالدوار من فرط صدمتها.. كادت تسقط أرضًا لولا أنه أمسك بها وأسندها، فقال:
- أنتِ مجنونة.. جاية لحد هنا عشان يغمى عليكي!! أنا أخو خطيبتي رائد هنا ولو شافك معايا هتبقى مصيبة!
نظرت إليه بدموعٍ منهمرة، ثم قالت:
- للدرجة دي بتحبها!
ظل صامتًا لم يجيبها على سؤالها فابتسمت بسخرية ونهضت واقفة، ثم قالت:
- أنا همشي يا سليم بس اعمل حسابك إن كلامنا لسه مخلصش..
- مبقاش فيه كلام بيني وبينك.. وياريت تكون دي آخر مرة أشوفك فيها..
ابتسمت بسخرية ومضت من أمامه وعندما فتحت الباب تفاجأ سليم بدخول عادل الذي نظر إليها بتعجب وعندما دخل سأل سليم عنها فأجابه أنها قريبته من الإسكندرية كانت تريد مساعدته في قضية ما.. ليسأله عادل في الحال:
- هتحددوا الفرح امتى؟
- الأول هننزل نشوف العفش والفرش وبمجرّد ما كل حاجة تجهز نحدد على طول..
- على خير إن شاء الله..
كان عمر يجلس في منزل عمه يحتسي القهوة ويتحدث إليه عن الفتاة التي ينوي التقدم لخطبتها. فرح جمال بهذه الأخبار وأخبره أنه سيأتي معه ولن يتركه بمفرده. شعر عمر بالسعادة أيضًا، وعندما وصلت نور، ألقت التحية وذهبت إلى غرفتها، تفكر في اقتراب زواجها، ثم استسلمت للنوم من شدة التعب.
مع حلول موعد زفاف سليم ونور، ارتدت نور أجمل فستان أبيض واستعدت للخروج. كانت تتواجد في حديقة منزلها، التي زُينت بشكل رائع، بينما كان سليم ينتظرها في نهاية الحديقة. حملت باقة من الزهور البيضاء وتوجهت نحوه، لكنه كان واقفًا إلى ظهره. وضعت يدها على كتفه، وعندما استدار، تلاشت ابتسامتها شيئًا فشيئًا لتكتشف أنه عمر وليس سليم. ابتسم عمر وأخبرها أنه قد رأى هذا اليوم في حلمه من قبل وكان ينتظر حدوثه، فردت عليه بابتسامة وأخبرته بحبها المتجدد في قلبها منذ أن رأته. ثم أخذ بيدها وانطلقا معًا إلى ساحة الاحتفال.
استفاقت نور على صوت منبهها وكأنها كانت تعيش كابوسًا مزعجًا. كانت تفكر في ذلك الحلم العجيب، فنهضت من سريرها وذهبت للاستحمام، استعدادًا للذهاب إلى العمل. وعندما كانت ترتدي حذائها، نظرت إلى خاتم خطبتها وشعرت بالضيق. حاولت أن تهدئ نفسها، مبررة الأمر بأنه مجرد حلم لا أكثر.
ذهبت إلى العمل، لكن تفكيرها انصب على عمر والحلم الغريب. تلقت رنين هاتفها، وكان سليم يخبرها بأنهم سيتوجهون إلى معرض الأثاث لشراء المستلزمات. كلما اقترب موعد زفافها، كانت تشعر بالقلق أكثر. في المساء، جلست مع ملك وأخبرتها عن توترها من الزواج. حاولت ملك أن تهدئها، ثم ذهبت نور إلى النوم. لكن عندما جاء الصباح، لم يتلاش أثر الحلم بل زاد، رغم أنها لم ترَ عمر مرة أخرى، إلا أنها شعرت بأن مشاعرها تجاهه تتزايد. تمنت أن ينفجر رأسها من شدة التفكير.
نزلت إلى الأسفل قبل ارتداء ملابس العمل، فوجدتهم جميعًا يجلسون على مائدة الإفطار، فقالت بلا مقدمات:
- أنا هفسخ الخطوبة..
نظر إليها الجميع بدهشة، وبدأوا يطرحون عليها العديد من الأسئلة. أخبرتهم بأنها تشعر بالاستياء ولا تشعر بالراحة، كما تعاني من التعاسة والضيق طوال الوقت. وأوضحت أنها كانت تعتقد في البداية أنها ستغرم به، لكن تبين لها أن مشاعرها كانت مجرد إعجاب وقبول لا أكثر.
قال جمال:
- مش مبرر برضو.. وبعدين هو كل اللي بيتجوزوا لازم يكونوا بيحبوا بعض!
- لا مش لازم يكونوا بيحبوا بعض.. بس أنا رافضة فكرة إني أتجوز واحد حاولت أرتاح معاه ومقدرتش!
تدخلت ملك وقالت:
- أنا مش شايفة أي سبب منطقي يخليكِ تاخدي قرار مفاجئ زي ده.. سليم شخص كويس وبيحبك وشاريكِ، ليه تعملي فيه وفيكِ كده؟
- ده قراري أنا لوحدي وبعد إذنكم مش عايزة حد يتكلم مع سليم.. أنا هروحله وأرجعله كل حاجة وأقوله إن كل شيء قسمة ونصيب.
صمت الجميع وعادت نور إلى غرفتها فنهضت ملك وذهبت ورائها لتسألها ما الذي تغيّر، فاستدارت نور وقالت:
- مبقتش متقبلاه.. يكفي شعوري إني مش سعيدة يا ملك.
- خلاص يا نور براحتك.. أتمنى تكوني قد قرارك ده، أنا هروح ألبس وهاجي معاكِ..
- لا يا ملك.. أنا هروح لوحدي.
- هتروحيله البيت لوحدك!
- هكلمه من على الباب..
- هستناكِ تحت العمارة على الأقل..
ظلت نور صامتة، فذهبت ملك إلى غرفتها لاستعدادها. جلست نور على السرير، تشعر باضطراب شديد يكاد يفتك بقلبها وعقلها. بدأت بجمع كل الأغراض والهدايا المتعلقة بسليم، وضعتها في حقيبة كبيرة، ثم نزلت مع ملك.
في تلك الأثناء، كان سليم يتناول الطعام حين رن جرس الباب. نهض ليفتحه، ليتفاجأ بمرام أمامه. ازدرد ريقه بصعوبة، ثم قال:
- أنتِ!
دخلت مرام دون أن يأذن لها وظلت تشاهد المنزل، فابتسمت وقالت:
- أكيد مش ده البيت اللي هتتجوز فيه..
- أنا عايز أفهم.. أنتِ بتعرفي مكاني منين؟!
- سيادة الرائد اللي أنت فهمته إني أبقى قريبتك.. روحت وسألته عنك قالي إنك في إجازة وخدت منه العنوان..
- وهو اداكِ العنوان بالبساطة دي!
- فهمته إن بابا هو اللي عايزك ومنعرفلكش أي عنوان في القاهرة..
- أنتِ للدرجة دي بجحة!
كان سليم يسكن بالقرب من منزل نور، وعندما وصلت مع ملك أمام المنزل، طلبت منها أن تنتظرها في السيارة. أخذت الأغراض ودلفت إلى العمارة. في تلك الأثناء، استمرت مرام في أفعالها المريبة، ثم قالت:
- أنا لسه شايفة نفس نظرة الحب واللهفة اللي في عيونك.. نفس النظرة اللي كنت بشوفها زمان، هي هي متغيرتش.. أنت مبتحبش خطيبتك يا سليم، أنت عمرك ما نسيتني عشان تحب غيري..
سمعت نور تلك الكلمات، وشعرت بصدمة لم تختبرها من قبل. كان الباب مفتوحًا لأنه لم يغلقه بعد دخول مرام، كي لا ينفرد بها. نظرت إلى عينيه وقالت بكل جراءة:
- أنا بحبك يا سليم وأنت بتحبني.. سيبها لأنك هتسيبها وهترجعلي بس وقتها هيكون فات الأوان.
تلك الفتاة اللعينة التي لا تخشى الله في تصرفاتها وحديثها، وقد تملك منه الشيطان بعد التزامه. شعر بالضعف والفتنة أمامها. دخلت نور عليهما، وكانت تسفق وتضحك بهستيريا، ثم قالت:
- كملوا كملوا.. كأني مجتش.
قال سليم بصدمة:
- نور!
- أيوة نور يا حقير يا خاين.. كده كده أنا مكنتش مرتاحة وسبحان الله من قبل ما اكتشف خيانتك كنت جاية عشان أقولك إن كل شيء قسمة ونصيب، بس أنت حتى متستاهلش الكلمة الحلوة..
خرجت من المنزل مسرعة وركبت السيارة وهي تبكي، بينما طلب سليم من مرام أن تذهب. أخذ مفتاح سيارته وعندما نزل لم يجدها. طلبت نور من ملك أن توصلها إلى المقهى الذي يعمل فيه عمر، وطلبت منها أن تتركها بمفردها. وبعد إلحاح شديد، قررت ملك أن تتركها.
نزلت نور من السيارة ودلفت إلى المقهى، وجلست على إحدى الطاولات. فتحت حقيبتها وأخرجت علبة صغيرة لتضع فيها خاتم خطبتها. خرج عمر من المكتب بعد أن أخبره رامي بقدوم نور، فرأها من بعيد وهي تخلع خاتم الخطبة وتضعه في علبتها. لاحظت سلمى نظرات عمر لنور فسألته عنها، فأجابها أنها ابنة عمه. ثم ذهب إليها وسألها:
- أهلًا يا نور.. أنتِ كويسة؟
نظرت إليه بعينين حزينة، وترجرجت الدموع في مقلتيها. كانت تشعر باضطراب، لكن خفقات قلبها زادت عندما رأته أمامها. هدأت عندما نظرت إليه، وشعرت بسكون وراحة وأمان، وهو الشعور الذي لم تشعر به من قبل تجاه سليم. لم ينبض قلبها له مرة واحدة. كرر سؤاله مرة أخرى، فأجابت أنها على ما يرام.
تفاجأت بدخول سليم، وهو يطلب منها أن تذهب معه. لكن نور رفضت، فترجاها كثيرًا. طلب منه عمر أن يهدأ ويجلس ليتحدثا بهدوء. وعندما جلس، قررت نور أن تذهب، فأخذت سيارة أجرة وعادت إلى المنزل، حيث قصت ما حدث لوالدها. ذهب جمال بعيدًا ليهاتف سليم، وقد سمع كل شيء لكنه لم يصدقه، ولم يشعر بالشفقة تجاهه.
مرت الأيام، وكان سليم يتتبع نور في كل مكان حتى شعرت بالضيق. كانت تخبر والدها بكل شيء، لأن عادل كان في مأمورية في سيناء ولن يعود الآن. أخذ جمال يفكر في كيفية التخلص من سليم، حتى وجد الحل.
في نفس الليلة، كانت نور جالسة مع أختها ووالديها عندما رن الجرس. نهضت ملك لفتح الباب، فوجدت سليم يقف هناك. دخل دون أن يأذن له أحد، فنهضت نور عندما رأته، وقالت:
- أنت إيه اللي جابك هنا؟!
دخل عليهم عمر فابتسم جمال، وقف بجوار نور ونظر إلى عمه وقال:
- أنا عايز أتجوز نور..
تفاجأ الجميع، عدا جمال، ونظرت إليه نور بصدمة. كان عمر يتألم لأنه لا يبادلها نفس مشاعر الحب، بل يحب سلمى، لكن عمه طلب منه ذلك لفترة مؤقتة حتى يعود عادل ويختفي سليم من حياتهم. اقترب سليم من عمر وحدق في عينيه، وقال بغضب:
- أنا كنت متأكد من البداية إن ده كان هدفك.. أنت السبب!
لكمه في وجهه فسقط أرضًا، فاضطرب المكان. نزلت نور لمساعدة عمر وطردت سليم من المنزل، ثم قالت:
- أنا موافقة.. موافقة أتجوزك يا عمر..
كانت تشعر بسعادة كبيرة، بينما نظر سليم إليها بصدمة، فقد شعر بظلم لم يعرفه من قبل. فاقترب جمال منه وقال:
- اسمع يا ابني.. أنا لحد دلوقتي مش عايز أبعت لأهلك وأعرفهم تصرفاتك مع بنتي، ولولا سفر عادل أنا كان زماني شوفت شغلي معاك.. نور وعمر هيتجوزوا بكرة إن شاء الله ياريت تطلع من حياتها عشان مش هتبقى حلوة في حقك إنك تجري ورا واحدة متجوزة..
أومأ برأسه ونظر إلى نور بحسرة وندم شديد، ثم خرج من المنزل. كانت ملك تنظف الدماء التي سالت من أنفه، ثم قال عمر:
- إنسان غبي وغشيم..
فقال جمال:
- إن شاء الله نخلص إجراءات كتب الكتاب وشوفوا أنتوا حابين تعيشوا فين..
عادت نور إلى غرفتها وهي تشعر بسعادة مفرطة فجاءت ملك وراءها وغلقت الباب وقالت بنبرة حادة:
- إيه الحكاية يا نور! عمر السبب مش كده؟
- السبب في إيه؟
- إنك تاخدي قرار فسخ الخطوبة..
ظلت نور صامتة فعلمت ملك الإجابة ثم قالت بنبرة ساخرة:
- يعني أنا عندي حق! أنتِ خنتِ سليم زي ما هو خانك..
- لا لا يا ملك.. أنا مخُنتش سليم أقسم بالله ولا في أي حاجة بيني وبين عمر، أنا فعلًا كنت مضطربة من فترة كبيرة ومكنتش مرتاحة وتعبت أكتر لما حددوا ميعاد الفرح.. ملك أنا...
- أنتِ إيه؟
- أنا بحب عمر..

عَالَم آخَـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن