الفصل "6"

19 7 2
                                    

---

في صباح اليوم التالي، كانت سيا تمشط شعر مارلي بهدوء ومرح.

"شعرك ناعم جدًا يا مارلي، يبدو حريريًا تمامًا"، قالت سيا بابتسامة.

"حقًا؟ هل تعتقدين ذلك؟" أجابت مارلي بدهشة خفيفة.

"بالطبع! عليك الاعتناء به جيدًا."

"شكرًا لك..." قالت مارلي بخجل.

ثم سألتها سيا بنبرة فضولية: "إذن، أخبريني يا مارلي... منذ متى وأنتِ هاكر؟"

"متى؟... همم، ربما منذ أن كنت في الإعدادية..." أجابت مارلي وهي تتذكر.

"حقًا؟ أليس هذا غريبًا بعض الشيء؟"

"بالفعل، الأمر محير قليلاً..." ابتسمت مارلي بتوتر.

"هل كانت فكرة الدخول في هذا العالم من البداية فكرتك أنتِ؟"

"كيف أقول... كان الأمر نوعًا ما بالصدفة."

"صدفة؟" سألتها سيا وهي تنظر إليها بتعجب.

"أذكر جيدًا، قبل ست سنوات... تلقيت رسالة..."

"رسالة؟"

"نعم، لكنها لم تكن رسالة عادية... كانت مشفرة. شعرت بشيء غريب، كأن هذه الرسالة تحمل سرًا مهمًا، شيئًا قد يغير حياتي. فأصبح لدي فضول لفك الشفرة. بدأت أتعلم الاختراق، وبدأت باختراق المنصات الصغيرة حتى وصلت إلى الأجهزة الحكومية. انضممت إلى فريق من المخترقين، وكان 'الشبح' قائد ذلك الفريق."

ثم توقفت مارلي قليلاً وأضافت بنبرة مفعمة بالغموض: "لكن هل تعلمين؟ في يوم من الأيام نجحت في فك الشفرة... لكن الملف..."

"ماذا وجدت فيه؟" سألتها سيا بترقب.

"كان... فارغًا."

نظرت سيا إلى مارلي بذهول، وقد بدأت الأسئلة تتساقط في ذهنها كالأمطار.

"فارغ؟ ماذا تعنين بأنه كان فارغًا؟" سألتها بلهفة.

تنهدت مارلي، وكأنها تحمل ثقل تلك اللحظة منذ زمن طويل، ثم قالت: "نعم، لا شيء. مجرد ملف فارغ. كل ذلك الجهد، كل ذلك الفضول... لأجل لا شيء. شعرت بخيبة أمل هائلة."

"ولكن... لم يكن هناك أي شيء آخر؟ أي دليل أو تفسير؟" تابعت سيا وهي لا تزال تحاول فهم ما حدث.

"لا شيء. كنت أتوقع أن أجد شيئًا خطيرًا أو معلومة سرية، لكن ما وجدته كان مجرد فراغ. ومع ذلك، لم أستطع التخلص من الشعور بأن الرسالة كانت تحمل معنى أعمق."

صمتت سيا للحظة، ثم سألت بحذر: "وهل توقفتِ بعد ذلك؟ أعني، بعد تلك التجربة؟"

ابتسمت مارلي بمرارة: "توقفت؟ لا، بالعكس. ذلك الملف الفارغ زاد من فضولي. جعلني أتساءل: لماذا قد يرسل أحدهم رسالة مشفرة فارغة؟ ما هو الغرض؟ وبدأت رحلة البحث عن الإجابة، وانغمست أكثر في هذا العالم. أصبحت جزءًا من فرق أكبر، وتحولت إلى شخص مختلف."

ما وراء القناع و الشبكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن