الفصل "14"

16 2 0
                                    


"إذن، حدثيني... كيف عرفتي كل هذا؟"

ابتسمت بسخرية، ثم نظرت إليه بثقة وبدأت تتحدث: "انا؟ اممم... حسناً..."

نزلت من المكتب و تمايلت بستفزاز: "دعنى نقل أن الأمر بدأ قبل أسبوع... أو أكثر؟ هيا اخبرني؟.... في ليلة كانت الأمطار فيها تتساقط بغزارة. قتلتَه، أخذت كاميرات المراقبة، وعدّلت مسرح الجريمة بمهارة، لكن... كان هناك خيط مفقود، آخر جزء من اللغز لم يكتمل بعد."

تقدمت بخطوات بطيئة نحوه، ونظرتها مليئة بالاستفزاز، قائلة: "لو كنت مكانك، لما صدّقت أن تاجر مخدرات عادي يمكن أن يتجوّل دون سلاح. أين المنطق في ذلك؟ حتى لو كنتَ قد سيطرتَ عليه، لا بد أنك تعرضت لإصابة، أليس كذلك؟ ثم، أليست الدماء متخثرة تمامًا؟ لو كانت فعلاً ثلاثة أيام كما تزعم، لكانت مختلفة."

توقفت فجأة، وواصلت بنبرة جادة: "السؤال هنا... من أين أتتك الإصابة إذن؟" اشارت الى جانب بطنه ثم رفعت سبابتها قائلة: " قلت إن العملية تمت منذ ثلاثة، لا، الآن خمسة أيام. الوقت لم يكن كافيًا لتتعافى وكذلك... انت لم تقم بٱي عمل خطير في الآونة الاخيرة صحيح؟... قررتَ انتحال شخصيته، أليس كذلك؟ لأنك تعلم أن الجميع سيلاحظون اختفاءه، وأنه إذا عرفوا بموته ستسوء الأمور أكثر."

ثم رفعت حاجبًا مستفهمة وقالت: "أخبرني... من أخبرك أننا نملك دليلاً مصوّرًا؟ هل تصدق كل شيء تسمعه؟"

أظهرت له جهاز التنصت قائلة بسخرية: "في الواقع، أكره من يحاول التنصت علي. كنتُ أعلم أنك تستمع لكل شيء يدور بيني وبين هارلي، ولذلك لعبنا الدور بذكاء لتظن أننا نملك دليلًا. ووقعتَ في الفخ الذي نصبناه لك."

تقدمت خطوة أخرى نحو وجهه، وعيناها تلمعان: "أخبرك هارلي بالمكان الذي كنت تبحث عنه، أليس كذلك؟ ودعني أقول لك، المعلومات التي وجدناها في الخزن... ثمينة للغاية. قل لي، لماذا كنت تخرج باكرًا من دوامك وتعود متأخرًا للمنزل؟ لماذا تضاعفت الأموال في حسابك فجأة؟ و... لماذا انتَ هنا في هذا الوقت؟ ماذا كنت تفعل هل كنت تمثل الدور جيدًا ام انك أسقطت واحدًا آخر؟ وكذلك هذا الكناش... الدماء عليه هي دماء هارلي...للاسف هذا الشيء كان سليمً تماما في يدي ولكن تعمدنا تشويهه...وتمزيق الاوراق التي نحتاجها... لانك بالفعل تعرف محتوى هذا الشيء... هل كنت تعرف ذلك؟ كان عليك وضع جهاز تنصت آخر خارج السيارة"

بمعنى أن اليوم الذي قرر فيه هارلي أن يربطها في الصندوق، وعند خروجهما، قام بتمزيق الصفحات بدماء يده، بينما لم تقم هي بذلك، لأن أصابعها كانت نحيلة جداً ولا تستطيع أن تظهر آثار الدماء على الأصابع الكبيرة كما فعل هارلي.. كان الهدف من إدخالها إلى الصندوق مجرد عذر لكي يقع داميان في الفخ. ولا يسمع حديثهما خارج السيارة لان الجهاز موضوع في داخل السيارة ولكن، هارلي نفسه كان قد أقدم على هذه الخطوة بجدية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ما وراء القناع و الشبكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن