الفصل "11"

10 3 0
                                    

تفتح عينها ببطء لتجد نفسها في غرفة صغيرة ومظلمة، جدرانها مغطاة بألوان داكنة تعكس شعورًا بالكآبة، بينما تنبعث منها رائحة كيميائية خفيفة. على الجدران، توجد أجهزة إلكترونية حديثة، بعضها يضيء بلون أزرق خافت. في الزاوية، يظهر مكتب خشبي قديم مع حاسوب محمول أنيق، وكرسي دوار، ونافذة صغيرة مغلقة بألواح معدنية، مما يحجب الضوء الخارجي.

"هاه... تبا..." تسند بكوعها لتنهض، وقد عاد الألم في كاحلها، حيث كانت الضمادات ملتوية على كاحلها وفخذها. تتجاهل الألم، وتبدأ بالتحديق بالغرفة.

قبل أن تستجمع قواها، انفتح الباب بهدوء ودخل هارلي بخطوات متثاقلة، يقف أمامها بابتسامة ساخرة تُظهر انتصاره. اقترب منها وهو يتفحص ملامحها المتعبة بنظرة متهكمة. تمايل برأسه قليلاً، وقال بلهجة ممزوجة بالازدراء: "لا أصدق أنك عنيدة حتى وأنتِ في هذا الوضع."

نظرت إليه بعينين تلمعان بالغضب والتحدي، لم تقبل أن يظهر عليها الضعف أمامه، حتى وإن كانت غير قادرة على الحركة. ردت بنبرة متحدية، "وماذا عنك؟ تتظاهر بالقوة وأنت تستمتع بمشاهدتي عاجزة؟ لا تفرح كثيراً... ستندم."

اقترب منها أكثر، يتلذذ بحدّة نظراتها رغم وضعها الضعيف، وقال مستهزئًا: "أنتِ حقاً لا تتعلمين، لا من كلمات ولا من أفعال... هاه...كل شيء فعلتيه سيكلفك الكثير...."

رفعت حاجبها، تحدق فيه بجرأة لم تخفت رغم ضعفها الواضح وقالت: "إذن، أخبرني... أين أنا؟"

ابتسم هارلي ابتسامة باردة، تلك الابتسامة التي تثير رعشة غير مرئية في الأجواء، وقال بتسلط: "أنتِ في مكان عملك الجديد. من الآن فصاعدًا، ستعملين هنا... وتحت عيني."

لم ترد، لكن نظرتها ظلت تتحداه، متجاهلة الوضع الذي وجدت نفسها فيه. أما هو، فاقترب منها أكثر، متعمداً ترك مسافة ضئيلة بينهما، ونظرة استمتاع مخيفة تتراقص في عينيه."أتسألين لماذا؟"

"اظن انني اعرف السبب بالفعل"

"هممم...جيد"وقف مجددا قائلا: لنتكلم الان عن القواعد "

"قواعد؟"

"نعم، قواعد...قاسية... " قالها ببرود، ثم صمت للحظة، يُثقل الجو بنظرة ثابتة تحمل خلفها تهديدًا غير معلن. رفع يده وبدأ يعدّ بأصابعه، وكأن كل قاعدة تحمل وزنًا خاصًا بها.

"أولًا..." قالها بنبرة ثقيلة، نبرته تتعمق بكل قاعدة وكأنها توثق في ذاكرة من أمامه.
" ممنوع خروجك هذه الغرفة دون اذني و ثانيا ستطيعي كل أمر امليه عليك واخفاقك سيكلفك غاليا، وثالثا... ان فكرت في مهاجمة رجالي او الهروب فقط سأجعل موتك بطيئا... "

رغم تهديده، ظلت ملامح وجهها ساخره وهي تستفزه، كأن كلماته ليست أكثر من تحدٍ يستهويها. فجأة، أخرج مسدسه وأمسك بها بقوة، دافعًا إياها نحو السرير، مثبتًا جسدها تحت وطأة جسده، وعينيه تحدقان في ملامحها بتمعن، وكأنهما تدرسانها كفريسة يجب إخضاعها. تجمدت أنفاسها لوهلة، مشاعر الخوف تتصاعد داخلها، لكنها لم تخفض عينيها، ظلّ الإصرار يطفو فوق الخوف...

ما وراء القناع و الشبكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن