الفصل الثاني

74 3 1
                                    

عندما فتح عينيّ لأول مرة، رأيت سقفًا غريبًا. لم يكن سقف بيتي القديم، ولا مستشفى. كان مزخرفًا بشكل مبالغ فيه، كما لو أن الجدران نفسها كانت تضحك عليّ. حاولت أن أتحرك، لكن جسدي كان ثقيلًا، لا يستجيب. شعرت بأطرافي وكأنها أجزاء من جسد آخر، لا علاقة لها بي. عرفت حينها أنني لم أعد كما كنت.

سمعت خطوات تقترب، وأدركت أنه هو. جاء ليقف عند قدميّ، بعيدًا، بعيدًا بما يكفي حتى لا أستطيع رؤيته بوضوح، لكنني شعرت بوجوده، بثقله في الغرفة. صمت طويل، كأنه كان يستمتع بالصمت، يستمتع بمعرفته أنني لن أتحرك.

ثم سمعت صوته .. كان صوته هادئًا، باردًا كالجليد.

"لن أطلقك،" تابع بصوت هادئ. "لن أريحك. ستبقين هنا، محبوسة بين هذه الجدران، تشاهدين حياتي تستمر، بينما تتوقف حياتك هنا."

. حاولت أن أتكلم، أن أقول أي شيء، لكن لم يخرج مني سوى صوت ضعيف، أشبه بالهمس.

"لماذا؟"

اقترب ببطء، رأيته أخيرًا وهو يقف فوقي، عينيه باردتين، لا تحملان أي أثر للرحمة. "لأنني أستطيع."

ثم استدار وترك الغرفة، وتركني وحدي.

بعد ساعات دخلت ا الخادمة. شابة، تبدو خائفة، كما لو أنها تعرف أن هذا المكان يحمل لعنة. لم تنظر في عيني، كانت تخشى أن تراني كما أنا الآن. قدمت لي الطعام ببطء، ولكنني لم أستطع أن أتناول شيئًا. الشهية كانت آخر ما فكرت فيه. كل ما أردته في تلك اللحظة كان الإجابات.

أمسكت بيد الخادمة عندما اقتربت مني لترتيب الوسادة، وقلت لها بصوت ضعيف: "أين هو؟"

نظرت إليّ بعينين مذعورتين، ثم همست بصوت خافت: "إنه في الحديقة، سيدتي... مع زوجته الجديدة."

تلك الكلمات كانت كالسهم في صدري. زوجته الجديدة. لم يكن قد مضى سوى بضعة أشهر، وربما أقل، وها هو قد استبدلني. كنت مجرد صفحة قديمة في كتاب حياته، صفحة قرر تمزيقها بلا تردد...

* * * *

في الصباح التالي ، كان الجو هادئًا أكثر من المعتاد. شعرت بوقع خطوات غريبة في الممرات خارج جناحي المعزول، خطوات لم أسمعها من قبل. كانت هذه المرة مختلفة، ولم يكن الصوت متسارعًا كما هو المعتاد عندما يدخل أحدهم. كان هناك نوع من الهدوء، وكأن الوقت قد توقف.

بعد لحظات، فُتح باب الغرفة ببطء، ودخل هو.

لم يكن هناك حاجة للحديث أو لأي تعابير؛ كانت ملامحه بارد ، الكلمات كانت تخرج من فمه دون أي مشاعر.

زوجتي الخائنهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن