الفصل الثامن: الغيبوبة الأبديه

92 6 0
                                    

وقف الطبيب أمام سامي، وجهه متعب لكنه يحمل بصيصًا من الأمل، وهو يتحدث بصوت مفعم بالقلق: "سامي، دينا لم تمت، لكنها في غيبوبة عميقة. النزيف كان خطيرًا، وقد فقدت الكثير من الدم، لكننا تمكنا من إنقاذ حياتها... الآن الأمر بيدها. لا نعلم إن كانت ستستيقظ أو متى."

لم يستوعب سامي الكلمات فورًا. كان يقف هناك، مشلولًا تقريبًا، وعيناه معلقتان على وجه الطبيب. "غيبوبة؟" تمتم بصوت بالكاد يُسمع. "ماذا تعني أنها في غيبوبة؟"

"دماغها في حالة سبات نتيجة النزيف والإجهاد الذي تعرض له جسدها. لا نعلم كم ستظل على هذه الحال. قد تستيقظ... وقد لا تستيقظ أبدًا."

تغيرت ملامح سامي بين الأمل واليأس، يداه ترتجفان بينما يأخذ خطوة نحو الطبيب. "لكنها... حية؟ هي ما زالت هنا، أليس كذلك؟"

أومأ الطبيب برأسه ببطء. "نعم، هي هنا، لكن لا يمكننا أن نعد بشيء. حالتها خطيرة جداً، والأيام القادمة ستكون حرجة."

أحس سامي بفراغ في صدره. كان يريد أن ينهار، أن يصرخ، لكنه كان عالقًا بين الألم والارتياح الغريب. لم تمت... لكنها ليست هنا أيضًا.

"هل يمكنني رؤيتها؟" سأل سامي بصوتٍ بالكاد خرج من فمه.

"بالطبع، لكن لا تحاول أن توقظها. دعها ترتاح، فقد تحتاج جسدها إلى كل القوة الممكنة للشفاء."

قاد الطبيب سامي إلى غرفة العناية المركزة، حيث كانت دينا مستلقية بلا حراك، محاطة بالأجهزة والأسلاك. بدت شاحبة، ضعيفة، وكأنها تذوب في سريرها، لكنها كانت تتنفس.

اقترب سامي ببطء، وجلس بجانبها. أمسك يدها الباردة بلطف، وقربها إلى وجهه.

"دينا..." همس وهو يغلق عينيه بشدة، الدموع تنهمر من جديد. "أنا هنا... أنا آسف... أرجوك، لا تتركيني. لا تذهبي... أحتاجك. سأفعل أي شيء... أرجوك استيقظي."

لم يكن هناك رد. فقط صوت الأجهزة المرافقة لنفسها البطيء.

خرج من الغرفة ضائعا ، حائرا ، لمح شخصًا مألوفًا يمر في الممر. كانت تلك اللحظة كافية لإشعال النار في داخله. لقد كان ابن عمه، الشخص الذي ظنّ يومًا أنه عائلته، لكنه الآن يجسّد كل شيء خاطئ في حياته. بدون تردد، اندفع نحوه.

بكل ما تبقى من قوته، رفع يده وضرب ابن عمه بقوة على وجهه. "أيها الوغد! كنت السبب في دمار حياتي!"
كانت صرخته مليئة بالغضب والقهر، صدى كلماته يتردد في الممر الخالي.

تراجع بصدمة، واضعًا يده على وجهه حيث تلقى الضربة. لم يكن مستعدًا لهذا الهجوم المفاجئ، لكنه سرعان ما رفع يديه في محاولة للتهدئة. "صدقني، سامي... أنا حاولت أن أبقى بعيدًا. لم يحدث شيء بيني وبين دينا، أقسم لك!"

لكن سامي لم يكن قادرًا على السماع، كل ما يشعر به كان الغضب الذي يفوق الوصف. "أنت كاذب! رأيت كيف كنتما معًا، رأيت كيف نظرت إليها، وكيف نظرت إليك. دمرت حياتي! دمرت زواجي!"

زوجتي الخائنهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن