نظرت دينا إلى ساميّ وهو يمسح آثار جريمتها في القبو، عينيها تراقب حركاته بدقة، وكأنها تدرس كل تفاصيل ردّ فعله، لتكتشف إلى أي مدى سيذهب من أجل حبها. لم تخبره بالحقيقة الكاملة، لم تخبره أنها كانت في البداية تدافع عن نفسها، ثم سرعان ما تحول إلى عنف وحشي...
كانت الغرفة باردة، والهواء ثقيلًا برائحة المستشفى المعتادة. شعرت بضعف في كل جزء من جسدي، لكن الأسوأ كان في أعماقي، حيث الندم والعار يختبئان، يأكلانني ببطء. كل شيء كان ضبابيًا، عيني مثبتتان على السقف، أفكر في كل ما حدث، في الخطأ الذي ارتكبته، وكيف تحطمت حياتي في لحظة واحدة.
دخل الطبيب بهدوء. كان وجهه متعبًا ، دق قلبي بسرعة.
توقف لبرهة، وكأن الكلمات ثقيلة عليه، لكنه أكمل: "لنتتمكنيمنالمشيمرةأخرى."
شعرت كأن العالم انهار فوق رأسي. الصوت داخل رأسي كان يصرخ، لكنني لم أستطع أن أنطق بكلمة. كل شيء حولي اختفى في تلك اللحظة. لم أعد أشعر بشيء سوى الفراغ.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الطبيب ظل يتحدث، يشرح تفاصيل الحالة، لكنني لم أكن أسمع أي شيء. الكلمات ضاعت في الضباب. كل ما فكرت فيه كان حياتي التي تحطمت تمامًا الآن. ليس فقط جسدي، بل كل ما تبقى مني. تلك الخيانة العاطفية، الغرق في مشاعر الضياع، والآن هذا. كان عقابي أكبر مما كنت أتخيل.
كيف سأعيش مع هذا؟ و كيف سأواجه زوجي بعد تلك الخيانه ؟
اتمني الموت .. لكنه لم يعد خيارًا حتى. لن أستطيع الهروب من هذا الجسد المعطل، ولن أستطيع الهروب من الذنب الذي سيبقى معي كل لحظة.
أصبحت حبيسة جسدي، مثلما أصبحت حبيسة خيانتي. تمنيت لو أنني أستطيع العودة إلى تلك اللحظة قبل أن يسوء كل شيء، لكن الآن كل ما أمامي هو هذا الألم، وهذا السرير الذي سأظل فيه، غير قادرة على الهروب.
كلما أفكر في ما سيأتي، أشعر بالخوف، من مواجهة الحقيقة. لن أستطيع أن أسامح نفسي، ولن أستطيع أن أطلب المغفرة من زوجي. كنت السبب في تدمير حياتنا، والآن أنا محطمة بكل معنى الكلمة.
نظرت إلى الطبيب، لم أستطع أن أقول شيئًا. الكلمات كانت تختنق في حلقي، لكن عينيّ قالتا كل شيء: تمنيتلوأننيمتّبدلًامنأنأعيشبهذاالعذابالذيلنينتهي ..