الفصل السابع: شعور الموت

63 4 2
                                    

يوم آخر، عذاب آخر.

استيقظت لأجده بجانبي  مستلقيا على السرير. عينيه كانتا تراقبانني في صمت. شعرت ببرودة نظراته تسري في أوصالي، وكأن شيئًا ثقيلًا يخنقني حتى قبل أن أنطق بكلمة. أردت أن أهرب، أن أبتعد عن هذا الكابوس، لكني كنت عالقة في دوامة من الخوف والتردد.

"ماذا تفعل هنا، سامي؟" سألته بصوت منخفض، بالكاد أتحكم فيه من شدة الرعب.

لم يُظهر أي تعبير. ظل هادئًا كما لو كان يحاول السيطرة على بركان داخلي. قال ببرود: "فكرت انه من السخف أن أضرب شخصًا نائمًا. كنت أنتظر أن تستيقظي."

قبل أن أتمكن من الرد، أمسك برِجلي فجأة وسحبني بقوة من السرير، شعرت بجسدي يرتطم بالأرض بقسوة، الألم كان حادًا، لكن الصدمة كانت أكبر. حاولت النهوض، لكن قبل أن أفعل، وضع حذاءه على وجهي، ضاغطًا عليه كما لو أنني  لحم بشري عاجز ينتظر من يصفعه و يضربه و يبصق عليه .

نظر إليّ بعينيه القاسيتين وقال بهدوء مقزز: "اعترفي، هيا. اعترفي بما فعلتِ. أريد أن أسمعها منك."

صوتي خرج مرتعشًا، مشوشًا: "ماذا تريد مني؟ ألا يكفي ما فعلته بي؟"

لم يهتم. بل كان يسخر مني ببطء: "أنتِ مرتاحة... لا أراكِ تتعذبين كما أتعذب أنا." ثم نظر إلي بابتسامة ملتوية. "كيف كان نومك الليلة الماضية؟ مريح، أليس كذلك؟ أما أنا، فلا أنام إلا بالأدوية."

وقبل أن أستوعب ما يحدث، بدأ يركلني بقوة، وكأن الألم الذي يزرعه في جسدي كان متعة له. كانت كل ضربة تعصف بي، تجردني من أي إحساس بالحياة. بطني، رأسي، ساقي، كل جزء في جسدي تلقى نصيبه من العذاب.

توسلت إليه بصوت واهن: "أرجوك... توقف..."

لكنه لم يتوقف. استمر في ضرباتي بجسدي حتى صرت كومة من الألم والخوف. ثم، وكأنه اكتفى، انحنى ناحيتي، أمسك بشعري وجذب رأسي بعنف، وبصق في وجهي. شعرت بالإذلال يخنقني، وكأنني لم أعد حتى إنسانة.

"أريدكِ أن تموتي." كانت الكلمات تخرج منه ببطء، ولكنها تحمل ثقلاً لا يُحتمل. نظر في عيني مباشرة، وكأنني لم أعد شخصًا في نظره، بل مجرد شيء يجب التخلص منه.

احدق فيه بعيون ممتلئة بالدموع وقلت بصوت خافت: "حسنًا... إذا كان هذا ما تريده، فلم يعد لدي شيء أعيش من أجله. حياتي انتهت منذ زمن."

كانت تلك الكلمات كافية لتجعله يتوقف للحظة. رأيت التردد في عينيه، وكأنه لم يتوقع مني الاستسلام بهذه السهولة. لكن، سرعان ما تلاشى ذلك التردد وعاد وجهه إلى قسوته المعتادة.

"ليس بعد... ليس قبل أن أرى الندم الحقيقي في عينيك. يجب أن تشعري بما فعلتِ بي."

بدأت أبكي، دموعًا من أعماق الروح. لم يكن بكاءً عادياً، كان بكاءً على كل شيء فقدته في حياتي، بكاءا يشبه التفجع عن حياتي كله ، على روحي التي لم تعد لي، على حطامي.

زوجتي الخائنهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن