وقفت هناك للحظات، أراقبهم بصمت. رأيته يضحك معهم، يربت على رأس أحد الطفلين بينما تشبّث الآخر بذراعه، وابتسامة دافئة تعلو وجهه. شعرت بثقل يضغط على صدري، وبدأت الأفكار تهاجمني بقسوة. هل كانوا عائلته حقاً؟ أم أنني أتوهم؟
حاولت التراجع خطوة إلى الوراء، لكنني كنت مشدودة إلى المشهد، غير قادرة على التحرك. كان في كل حركة يقوم بها أمامي جزء من الحقيقة التي كانت تُكشف ببطء، وبشكل لم أكن مستعدة له.
وفجأة، تلاقت نظراتنا. رأى سامي وجهي من بين الزحام، وصارخ صدمة عابرة في عينيه. تجمد للحظة، ثم سحب يده من يد المرأة، وتقدم نحوي بخطوات بطيئة، كما لو كان يحاول الوصول إليّ من خلف جدار شفاف. رأيت في عينيه ترددًا، شيئًا لم أره فيه من قبل، وكأنه يحاول شرح ما يحدث دون أن يقول شيئًا.
"دينا... ليس كما يبدو..." قالها أخيراً، بصوت خافت وكأنه يبحث عن الكلمات الصحيحة.
نظرت إليه، وخيبة الأمل تعبث بمشاعري، فشعرت بالعجز عن الكلام. "ليس كما يبدو؟ سامي، من هؤلاء؟ من هي؟ الأطفال... هل هم أطفالك؟"
تلعثم، ثم أجاب بتردد: "دينا، أستطيع شرح كل شيء. لكن أرجوك، ليس هنا... سأشرح لك حين أعود إلى المنزل."
أومأت برأسي، لكن شيئاً داخلي كان قد تكسر.
عدتُ إلى السيارة وحاولت تهدئة نفسي، لكن الفضول والألم دفعاني للبقاء في انتظاره بالخارج. قررت ألا أعود إلى المنزل وحدي كما طلب، بل أن أتبعه لأكتشف الحقيقة كاملة، فلم أعد أستطيع تجاهل الشكوك المتناثرة في عقلي.
انتظرت في سيارتي، وعندما تحركت سيارته مع المرأة والأطفال، تبعتهم بحذر حتى لا يشعروا بوجودي. قلبتني المشاعر طيلة الطريق بين الخوف والفضول والحنين الذي كان يعود بقوة دون أن أتمكن من تفسيره. استمررت في القيادة خلفهم، وكل خطوة أقرب إلى الحقيقة كانت تزيد من ثقل الخوف داخلي.
حتى وصلنا إلى قصر ضخم تكتسيه الفخامة، وقفوا أمامه ونزلوا من السيارة. وبينما كنت أراقبهم وهم يدخلون، عادت الذكريات إلى ذهني كعاصفة.
تسارعت الذكريات في رأسي بقوة، لتكشف لي حقيقة كنت قد نسيتها ، تذكرت هذا القصر كقيدٍ كنت أحاول التحرر منه.
هنا، عشت أيامي بين خوف وألم، بين حائطين كانا شاهدين على معاناتي. تذكرت كيف كان يعاملني ببرود وجفاء، وكيف تحولت نظراته لي إلى شيء من القسوة، كيف كانت كلماته قاسية، وكأنها سكاكين تغرز في روحي.
تذكرت كيف كان يصرخ في وجهي، وكيف كانت يديه تمتدّ في لحظات غضب لم أكن أفهمها. تذكرت تلك الليالي التي قضيتها وحيدة، أسيرةً للخوف والألم. ومع كل ضربة، كان شيء داخلي ينكسر، يتلاشى
شعرت بنوبة من الذعر تجتاحني كالعاصفة. نبضات قلبي تتسارع، وصدري يضيق وكأني أختنق.
ولم أعد أستطيع التفكير بوضوح. كانت يداي ترتجفان، وجسدي يضعف، بينما تخنقني الدموع. حاولت التقاط أنفاسي، لكن الهواء بدا ثقيلًا، وكأن كل شيء حولي يتداعى.
أنت تقرأ
زوجتي الخائنه
Lãng mạnنظرت دينا إلى ساميّ وهو يمسح آثار جريمتها في القبو، عينيها تراقب حركاته بدقة، وكأنها تدرس كل تفاصيل ردّ فعله، لتكتشف إلى أي مدى سيذهب من أجل حبها. لم تخبره بالحقيقة الكاملة، لم تخبره أنها كانت في البداية تدافع عن نفسها، ثم سرعان ما تحول إلى عنف وحشي...