كان الليل قد انقضى، والجو في المنزل ملبد بالأفكار القاتمة. كان كل شيء هادئًا، إلا أن إلارا لم تستطع النوم.
قررت إلارا أن تتجه لريو لذهب نحو مكتبه. لكنها سمعت صوتا لتقفت عند الباب، واختبأت في الظلام، بينما تسللت أصواتهم إلى أذنيها. كان ريو يتحدث مع أحدهم بصوت منخفض:
"نحتاج إلى تنفيذ الخطة في أقرب وقت. إذا نجحنا في القضاء على فيكتور، ستكون إلارا طعم مثالي. لن تتاح له الفرصة للهروب مني ."
شعرت إلارا بصدمة تسري في عروقها. الكلمات كانت كالسيف الذي طعن قلبها. كيف يمكن لرجل أحبته بعمق أن يكون جزءًا من خطة تتعلق بوالدها؟ لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.
فتحت الباب ببطء، ودخلت، وعيناها مليئتان بالدموع. "كيف تجرؤ؟" كان صوتها خافتًا لكنه يحمل ثقل الغضب.
تجمد ريو في مكانه، وظهر الذهول على وجهه. "إلارا، لا..."
"لا تخبرني اي شيئ!" قاطعته، قلبها ينفطر. "سمعت كل شيء. كنت تخطط لاستخدامي لتحقيق أهدافك!"
اقترب منها، لكن إلارا تراجعت إلى الوراء، بعيدة عن لمسته. "كنت أظن أنك تحبني، لكنك كنت تخدعني طوال الوقت."
"إلارا، أستطيع أن أشرح كيف تشكين اقسم اني احبك!"
"لا حاجة لذلك!" صرخت، بحزنها يتفجر. "لقد خذلتني. لا أريد أن أكون مع شخص يستخدمني لخططه."
"أنتِ لا تفهمين!" قال ريو، محاولًا استعادة توازنه. "هذا ليس كما يبدو، لكن الوضع معقد."
"اذا كيف هو؟" سخرت. "أنت تحبني؟ كيف يمكنك أن تكون ذلك بعد أن جعلتني جزءًا من مؤامرة لقتل والدي؟"
لم تستطع تحمل المزيد. تراجعت، وقررت المغادرة. "لا أريد أن أراك مرة أخرى لن أعود."
في منزل فيكتور
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
توجهت إلارا إلى منزل والدها، وعندما دخلت، كانت الدموع تنهمر على وجنتيها. "أبي!" نادت بصوت مكسور.خرج فيكتور من مكتبه، ورأى ابنته في ذلك الوضع المأساوي. احتضنها بقوة، وكأن تلك الحضنة ستجعل كل شيء أفضل. "ما الذي حدث، حبيبتي؟ لماذا تبكين؟"
"أبي، ريو... لقد كان يخدعني. كان يخطط لإنهاء حياتك..."
شعر فيكتور بالغضب يتصاعد في داخله، كأنه بركان على وشك الانفجار. "ما الذي تقصدينه؟"
"سمعت كل شيء. كان يتحدث مع شخص ما عن خطته. كان يستخدمني كوسيلة للإطاحة بك!"
كان الغضب في عينيه يتزايد، وعانق ابنته بقوة أكبر. "لا، لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا. سأجعل هذا الوغد يدفع ثمن خيانته."
"أبي، لا أريدك أن تخاطر بحياتك لأجلي."
"إنه أمر لا خيار فيه، ليقول والدها إلارا. لقد كسر قلبك، وأنا لن أتركه يفلت من العقاب. سأقضي عليه."
في تلك اللحظة، دخلت سيلين، والدة إلارا، إلى الغرفة. كانت عيناها مليئتين بالقلق، وعندما رأت حالة ابنتها، أدركت أن الأمر يتطلب اتحادًا جديدًا.
"فيكتور، علينا أن نتحد من أجل إلارا." قالت سيلين، صوتها مليئ بالجدية. "هذا ليس وقتًا للخلاف. يجب أن نكون معًا لحمايتها."
نظر فيكتور إلى سيلين، ورأى في عينيها نفس الغضب الذي يشعر به. "أنت محقة. يجب أن نضع اختلافاتنا جانبًا من أجلها."
"لن نسمح لريو أن يسبب المزيد من الأذى لابنتنا." أضافت سيلين بحزم. "يجب أن نتأكد من أنها آمنة كما سأقضي عليه لا احد يجرأ على لمس صغيرتي بسوء مهما كان ايا من كان."
بينما احتضن فيكتور إلارا مرة أخرى، أدركت أنها ليست وحدها في هذه المعركة. كان لديها والدين مستعدان للمواجهة، حتى لو كان ذلك يعني الحرب ضد شخص أحبته بعمق.
بينما احتضنها فيكتور وسيلين، أدركت إلارا أن الحب والخيانة يمكن أن يكونا مترابطين، وأن الحياة لم تعد كما كانت. كانت على حافة جرف مظلم، ولا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.؟