وقف ريو بصمت، مشيحًا بنظره نحو الأفق، ثم قال بنبرة باردة، لكنها حملت في عمقها مشاعر خفية:
"إلارا ستبقى معي. الوضع خطر الآن، ولن أخاطر بفقدان زوجتي وابني... حتى لو اضطررت إلى قتل أي شخص يقف في طريقنا ولو كان انا."نظرت إليه سيلين، عيناها تحملان نظرة ثاقبة جمعت بين الحب والحزم، فاقتربت منه بهدوء، ثم قالت بصوتٍ خافت لكنه ممتلئ بالتحدي:
"عدني إذن، يا ريو... أن تحافظ على سعادتها. أن تكون سببًا في ضحكتها، لا سببًا لبكائها. وإن لم تفعل، سأنتزع تلك العيون الجميلة، حتى ولو اضطررت لجعلها ذكرى عالقة في ماضيك."قهقه فيكتور بجانبها، وبدت في ضحكته نبرة من التهديد، ثم أضاف وهو ينظر إلى ريو بحدة:
"هذا لا يكفي، سيلين... ربما علينا أن نقطعه إلى قطع صغيرة، لنقدمه طعامًا لكلابي الجائعة."ضحك ريو بخفة، كان يعرف أن كلماتهما ليست مجرد تهديدات فارغة. التفت نحو إلارا مبتسمًا وقال بلطف:
"الآن فهمتِ، حبيبتي، لماذا لا أحد يجرؤ على العبث معك."نظرت إليه إلارا بابتسامة دافئة، واقتربت منه، تحتضنه برفق. شعر بدقات قلبه تتسارع وكأنها تسللت إلى أعماقه، تمسح عنها كل قلق. احتضنها بقوة، وكأنه يخشى أن يفلت منها لحظة.
بعد لحظات، ابتعد عنها بلطف ونظر في عينيها قائلاً:
"أعدك أن أزورك كل يوم، لكنكِ ستبقين عند أهلك لبعض الوقت... حتى يهدأ هذا الوضع."نظرت إليه إلارا نظرة حزينة، وكأنها تخفي الألم خلف عينيها، وأومأت بصمت، لتقول بصوت مخنوق بالكلمات:
"كما تريد…"غادرت مع والدها، تاركةً وراءها ظلالًا من قلق ريو المترسخ، الذي راح يراقبها حتى اختفت عن أنظاره. صعد إلى سيارته، وكأن السيارة أصبحت مساحة ضيقة، تضج فيها أفكاره المتوترة.
---
في مكان آخر، كانت ليا منهمكة في أوراقها، تحاول أن تغرق في بناء شركتها، لكنها لم تستطع التخلص من شعور غامض بالقلق. فجأة، اندفع لوكاس إلى المكتب، يلهث من الحماس وكأن الخبر الذي يحمله لا يحتمل التأخير.
رفعت ليا رأسها ببطء، وألقت عليه نظرة ساخرة قائلة:
"ما الذي يجعلك تلهث هكذا؟ تبدو وكأنك مطارد."حاول لوكاس التقاط أنفاسه، ثم قال بصوت متقطع ولكنه جدي:
"أيتها المتسرعة، توقفي واسمعي جيدًا، لديّ خبران في غاية الأهمية."نهضت من كرسيها، عيناها تحملان مزيجًا من الفضول والقلق، وقالت:
"توقف عن المراوغة، ما الأمر؟"أخذ نفسًا عميقًا وقال بجدية تامة:
"الخبر الأول… إلارا قد اختُطفت."شعرت ليا بأن قلبها توقف للحظة، توسعت عيناها بصدمة، والتفتت نحوه بصوت متردد:
"إلارا… اختُطفت؟ كيف يحدث ذلك؟ ولماذا تبدو وكأنك سعيد بهاذا؟"