ألقت إلارا نفسها على السرير، تحاول جمع أفكارها قبل أن تقرر الاتصال بوالدتها. كانت تعلم أن المكالمة ستكون صعبة، لكنها لم تجد خيارًا آخر.
"ألو، ماما؟ عندي خبر، لكن أرجوكِ، لا تنزعجي مني."
جاء صوت والدتها مليئًا بالقلق: "قولي يا حبيبتي، أنا هنا، أسمعك."
تنفست إلارا بعمق وقالت: "ماما... حصل شيء. لكن قبل أن أقول لكِ، أريدكِ أن تفهمي أنني أفعل هذا لأجلك ولأجل بابا."
ردت والدتها، صوتها مليء بالخوف والحزن: "إلارا، لا تعذبي نفسك بسبب أخطاء والدك. لا أريد منكِ أن تفعلي أي شيء لإرضائنا. لا تضغطي على نفسك."
قاطعتها إلارا بصوت مهتز: "لكن، ماما... لا أريد أن أخسركِ أو أن أرى بابا يتعذب. لا أستطيع الوقوف مكتوفة اليدين."
تحدثت والدتها بحنان: "أنا أثق بكِ يا حبيبتي، وأعرف أنكِ تفكرين بعقلانية. فقط أرجوكِ، لا تكسري نفسكِ لأجلنا. قراراتك هي حياتك، وأنا هنا لأدعمك مهما كان القرار."
أغمضت إلارا عينيها وقالت بصوت خافت: "لن أفعل، ماما... أحبكِ."
أغلقت الهاتف وتنهدت بعمق. فجأة، فتح والدها الباب ودخل الغرفة، وجهه مليء بالقلق.
"إلارا، لماذا فعلتِ هذا؟ أنا لا أثق بهذا الرجل. كيف يمكنني أن أترككِ بين يديه؟"
نظرت إلارا إلى والدها بحب وحزن في الوقت ذاته، ثم احتضنته وقالت: "بابا، أنا متأكدة مما أفعله. لا تقلق."
احتضنها بقوة، وكأن العالم كله يمكن أن يتهاوى، لكنه سيبقى معها. "زفافكِ غدًا، هل أنتِ مستعدة؟"
ابتسمت ابتسامة باهتة، مزيفة. "نعم، مستعدة..." وبعد أن خرج، نظرت إلى نفسها في المرآة. كانت تعرف أن هذه اللحظة ستغير حياتها، لكنها قررت أمرًا واحدًا: "لن أكون مثل أي فتاة أخرى. سأكون الجحيم ذاته."
بينما كانت تتناول غداءها، رن هاتفها فجأة. رقم غريب.
"ألو، من معي؟"
جاء صوت بارد من الطرف الآخر: "زوجكِ، داريوس."
تجمدت إلارا للحظة قبل أن ترد بتوتر واضح: "ماذا تريد؟"
ضحك داريوس بخفة، ثم قال بسخرية: "ليس كأنني مهووس بكِ، ولكن... هيا، جهزي نفسكِ. سنخرج لاختيار فستان الزفاف. أنتِ زوجتي الآن، ويجب أن تكوني تمثلينني."
ردت عليه ببرود واستهزاء: "مهما يكن." ثم أغلقت الهاتف دون أن تعطيه فرصة للرد.
كانت تعلم أن القادم سيكون معركة، لكنها لم تكن تخشى المواجهة لتذهب وتجهز نفسها.
فستانًا اسود مرصع مصنوعًا من قماش حريري يلتصق بجسدها برقة، مما يبرز خصرها النحيل وينسدل بخفة ليصل إلى منتصف فخذيها المتناسقين، بشرتها البيضاء الناعمة تتوهج تحت الأضواء