حب لا يموت وخصوم تحتدم

0 0 0
                                    

خرجت إلارا من المكان بحذر، محاولة استنشاق الهواء النقي لتهدئة قلبها المضطرب وأفكارها المتشابكة. شعرت بشيء من الراحة بينما أخذت أنفاسًا عميقة في الليل الهادئ، لكن إحساسًا غريبًا تملكها فجأة، شعرت بضعف يتسلل إلى جسدها، وبدأت عيناها تظلمان ببطء. لم تستطع مقاومة الانهيار، وسرعان ما خارت قواها وسقطت أرضًا، ليظهر ظل ثقيل أمامها

استيقظت إلارا لتجد نفسها في مكان غريب، يحيط بها ضوء خافت وجدران باردة، وهي مقيدة إلى كرسي. لم تكن وحدها؛ كان آرثر يقف أمامها بابتسامة شريرة، وكأن الغدر لعبته المفضلة. قال بصوت هادئ ولكنه مليء بالتهديد، "حسنًا، يا زهرتنا الجميلة، يبدو أنني الآن أملك ورقة رابحة ضد الجميع."

لم يكن آرثر يريد مجرد الانتقام، بل أراد السيطرة، وأراد أن يظهر لوالدها وزوجها أنه الأقوى. أرسل رسالة لوالدها ولريو، مُهددًا إياهما بأن مصير إلارا بين يديه، وأن عليهما الاختيار: الانصياع لرغباته أو خسارتها للأبد.

وصلت الرسالة لريو أولاً، وبسرعة فاقت توقعات آرثر، كان ريو في طريقه إلى عرين آرثر. لم يتردد، بل اخترق المكان، مدفوعًا بالغضب والرغبة في إنقاذ إلارا، قتل العشرين رجلًا الذين واجهوه كأنه وحش جامح لا يمكن إيقافه، عازمًا على استعادة زوجته مهما كلفه الأمر.

لكن آرثر كان قد أعدَّ مفاجأة. استغل تسرع ريو ليقوده إلى موقع آخر، مجرد فخ فارغ. وما إن وصل ريو إلى هناك، حتى أدرك أنه وقع في خدعة، لكن الوقت كان قد فات. وجد نفسه محاصرًا بظلام دامس، وحوله أسلحة وجهت نحوه.

وفي تلك الأثناء، وصل والد إلارا، مبتسمًا بسخرية موجهة نحو ريو، الذي شعر بالغضب من نظراته المستهزئة. قال والد إلارا بلهجة لاذعة: "هكذا أنت يا ريو، متهور كطفل صغير، تندفع بغير تفكير، ألم تتعلم شيئًا بعد؟"

لم يعجب ريو بتهكم والد إلارا، لكن لم يكن أمامه سوى محاولة التماسك. قرر والدها التدخل لإنقاذها بطريقته الخاصة، ومعرفته الدقيقة بأساليب آرثر ساعدته في تحليل كل خطوة وتفادي الفخاخ المدمرة التي نصبها الأخير. كان يعرف مدى دهاء آرثر، وكان مستعدًا للتعامل معه بذكاء بدلاً من القوة المفرطة.

بإشارة خفية منه، تسللت مجموعة من رجاله المحترفين حول الموقع، محاصرين آرثر بهدوء وبراعة، وكأنهم يحاصرون فريسة في فخ محكم. أما آرثر، الذي ظن أنه تمكن من كسرهم وإخضاعهم لخطته، وجد نفسه محاصرًا.

تمكن والد إلارا من الوصول إلى ابنته أولاً، ليجدها مرهقة ومصابة برضوض خفيفة، لكنها لا تزال قوية بنظراتها الحادة. اقترب منها وأزال قيودها بحنان، ثم التفت لريو قائلًا: "إذا كنت حقًا تريد إنقاذها، عليك أن تتعلم التفكير قبل الاندفاع. هنا، تعلم من تجربتي."

نظر ريو لوالدها بامتعاض، لكنه أدرك أن الحكمة ربما أنقذتهما هذه المرة. ومع خروجهم، قرر ريو أن يسدد آخر ضربة لآرثر، لكن والد إلارا أوقفه قائلًا: "أحيانًا، العقاب ليس هو الحل، بل تركه ليتذوق الخسارة وحده."

♡لعبة السلطة♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن