جلست إلارا في غرفتها، متأملة في يومها الطويل. كانت تتوق للاستحمام بعد عودتها للتو. في لحظة، دخل زوجها الغرفة، وعينيه تقعان عليها وهي تلف المنشفة حول جسدها. صُدم للوهلة الأولى، وكأنه رأى شبحًا.
"أنت، أيها اللعين!" صاحت إلارا بغضب، وعينيها تشتعلان.
"لم يشتمني أحد من قبل، أتعرفين ذلك؟" قال بجدية، بينما كان قلبها يخفق بشدة. لكنه سرعان ما ابتعد، مدخلاً نفسه إلى الحمام.
أخذت إلارا نفسًا عميقًا، ثم قررت أن ترد على استهزائه بفستان أبيض مكشوف قليلاً. جلست على السرير، مُحاطة بالضوء الذي يتسلل من النافذة. عندما خرج زوجها من الحمام، رآها بهذا الشكل، وكاد قلبه أن يتوقف من شدة الانجذاب.
"لا ترتدي هذا مجددًا!" قال بحدة، وهو يحاول كبح مشاعره المتصاعدة.
"ولماذا؟" سألته بإصرار، "لهذا السبب أردت غرفتي لوحدي."
لم يتمكن من مقاومة ذلك، فمسك معصمها بقوة. "اسمعي، لقد أحضرت لك عضوية في صالة رياضية، لكن إذا كنتِ تريدين فرض سيطرتك هنا، أنسي ذلك!"
ابتعدت عنه بغضب، قائلة: "سافل!"
عاد ليعاود إمساكها، لكن شيئًا ما في عينيها جعله يستدرك ما يفعله. ترك يدها، لكنها تابعت: "لا تعرف الأدب!"
تجاهلها ومضى ليغير ملابسه. نزلت إلارا إلى الأسفل لتجد شقيقيه في انتظارها.
"اجلسي، إلارا، زوجة أخي." قال ماركوس مبتسمًا، وهو ينظر إليها بفضول.
رمقته بنظرة تحدٍ. "ماركوس، من أين تعرفني؟"
"أتذكرين عندما كان والدانا يتراهنان ونحن نلعب معًا دائمًا؟" أجاب مبتسمًا.
"أوه، كم اشتقت لك! كيف حالك الآن؟" سألها، بينما كان يشير إلى شخص رائع بجانبه.
تبادل الاثنان النكات والضحكات، فجأة ظهر داريوس من الغرفة، وقال: "أوه، إذاً أخي الحجر الجليدي زوجته صديقتي!"
التفت داريوس إليها وابتسم. "لولو، حالتك صعبة، أليس كذلك؟" ليضحك معا.
نظرت إلارا إلى داريوس، قائلة: "على الأقل لدينا حس فكاهي ونستطيع أن نمرح، ليس مثلك، ووجهك دائمًا على نفس التعبير."
انفجر ماركوس بالضحك، بينما خرج داريوس من المنزل وهو يشكو: "مزعجان، حقًا!"
كان الجو مليئًا بالمرح والضحك، وبدأت إلارا تشعر أن الحياة ليست سيئة كما كانت تعتقد، وأن هناك دائمًا مساحة للضحك، حتى في أصعب الأوقات.!:
بينما كانا يتحدثان، انطلقت صرخة من ليا
التي كانت تود الخروج بملابس كاشفة. "ماذا تفعلان هنا؟" قالت بحدة."هدئي من روعك، ليا!" رد ماركوس، مضيفًا بابتسامة محاكية، "اهتما انتما الآن بزوجة أخيكما."
خرجت وهي تصفع الباب خلفها بقوة. جلس فاليريوس غاضبًا، فاقتربت منه إلارا وقدمت له كأس ماء. "اهدأ، فاليريوس،" قالت: برغم فظاظتها إلا انها لا تزال صغيرة."ابتسم بخفة، بينما كان يتأمل عينيها. "أنت لا تفهمين، أليس كذلك؟" قال، محاولًا التظاهر بالجدية.
"لا بأس،" أجابت بلهجة مريحة. "سأتركك لبعض الوقت." وابتسمت قبل أن تعود إلى غرفتها.
بقي الأخوان وحدهما في الغرفة، فنظر فاليريوس إلى ماركوس، قائلًا: "كم أن أخي محظوظ بهذه الفتاة."
رد ماركوس، مبتسمًا: "أجل، إنها لطيفة حقًا. لكن هناك المزيد في شخصيتها مما تراه." !