بعد لحظات قليلة من الانتظار المشحون بالتوتر، اخترق صوت إطلاق النار السكون المحيط، ليهز قلب إلارا بالخوف. كانت الرصاصات متتابعة، ثلاث مرات متتالية، وكأنها نذير بما هو قادم. لحظات بعدها، ظهر داريوس أمامها، لكنه لم يكن كما غادر. جسده كان مغطى بالدماء، وبالكاد يستطيع الوقوف. قبل أن يصل للسيارة، اخترقت رصاصة أخرى ظهره، ليهوي على الأرض أمامها.
دون تردد، اندفعت إلارا نحوه، صدمة الدماء تغمرها، لكن عينها لم تفلتت من الشاب الذي أطلق النار عليه. كان يبتسم بثقة، متقدمًا نحوها. أومأت له إلارا بالتراجع، لكن ابتسامته المتغطرسة أخبرتها أنه لن يفعل. في لحظة غضب حاسم، قفزت نحوه، أمسكته من ذراعه بقوة حتى سمعت صوت كسره، لتصرعه أرضًا وهو يتلوى بالألم. التقطت سلاحه بمهارة، وأطلقت ثلاث رصاصات باردة نحو جسده، تتأكد من أنه لن يشكل تهديدًا مرة أخرى.
عادت إلى داريوس، تراه منهارًا بين الحياة والموت. رغم الكراهية التي كانت تشتعل في قلبها تجاهه، لم تستطع تركه هكذا. رفعت رأسه ووضعته على صدرها، دافعة بمشاعرها جانبًا. قادت السيارة بسرعة جنونية، وكأنها تهرب من مصير مجهول.
عندما وصلت إلى منزله، سارعت بالاتصال بماركوس وفاليريوس. لم يمض وقت طويل حتى خرجا مسرعين، يحملان داريوس الذي بدا شاحبًا بشكل مخيف، وقد غطى الألم ملامحه. أحضرت الطبيب على عجل، وبعد دقائق كان يقف أمامها.
"لا تقلقي، هو في حالة مستقرة الآن،" قال الطبيب بلهجة مطمئنة، ثم نظر إليها باستغراب وأضاف: "لكن من الذي أحضره إلى هنا؟"
أجابت إلارا وهي تحاول إخفاء اضطرابها: "أنا من أحضرته."
نظر الطبيب إليها بتمعن قبل أن يبتسم: "أحسنتِ، عليكِ الآن الاعتناء به."
تركت إلارا الغرفة لتأخذ حمامًا دافئًا، محاولة تهدئة أعصابها. بعد أن خرجت، وجدت داريوس يحاول النهوض من سريره. تقدمت نحوه بسرعة، وضعت يدها على كتفه بلطف وأمرته بهدوء: "ابقَ مكانك. أين عقلك؟ لقد أوكل إليّ أخواك مهمة الاعتناء بك، فلا تضاعف عليَّ المتاعب. وجودك هنا وحده يكفي."
نظر إليها داريوس بعناد، ثم استلقى مرة أخرى دون أن ينطق بكلمة. خرجت إلارا من الغرفة، تنادي على فاليريوس: "تعال من فضلك، لا أستطيع التعامل مع هذا الأحمق وحدي. ارجوك، ابقَ معه."
ضحك فاليريوس بهدوء، ثم دخل الغرفة وجلس بجانب أخيه. أمسك بشعره برفق، وألقى عليه نظرة مليئة بالحنان. رفع داريوس رأسه ببطء، محاولًا أن يستقيم، لكن فاليريوس أوقفه بلطف.
"إذن، ما الذي حدث بالضبط؟" سأله فاليريوس بنبرة جدية.
تنهد داريوس بصوت مليء بالثقل وأجاب: "ذهبت إلى هانك لأغلق حسابات قديمة. ذلك الوغد سلم لي أموالًا مزيفة، وكان ينوي قتلي. تخلصت منه... لكن ما لم أدركه هو أن ابنه كان ينتظر الفرصة لينتقم. أطلق النار علي وأنا شارد... بعدها، الأمور أصبحت ضبابية
لو اردت التفاصيل اسئل إلارا.