كانت الشمس تدنُو منبت السمَاء عندما تخلّل سوكادور غاباتَ الآمازون، قد تخلّى عن سيارتهِ في مكان ما خارج جدائلِ الشجر والدغل وكل ما أخذه هو عدوته رفيقته وتحذيراتِ كل من رآه يخرجُ معها بأن هذه الفكرة خاطئة.
مبقيًا على جانبِه الحذر وتوجّسه لكل تفصيلٍ يشهده فيها، محلّلاً خطاه قبل خطاها أمامه بين ظلال الشّجراءِ حيث تثبُ وتحطّ غير بعيد ونيتها أن لا تثيرَ شكه فيما لا ترغب.
تخبرهُ أنها لا تضمَر ما يتوقعه رغم أنه لم يتخلى عن حذره يومًا معها، لكن اليوم في مهمتهما ستحتاجُ بعض ثقته.
قادته حتى مشارفُ الحدودِ ولم تشر لمكان معيّن، تبعها بعد حتى وصلا الحدود فشعرت به يتوقف خلفها.
خزرته ولم يكن بينهمَا سوى خطٌّ وهمي صنعته الحرب والغضبُ وسنين غابرة من العداء.
كان الجو الرطبُ يبرقُ جلده فيلمع، خصلاته ذابلة على رأسه وجبينه بدت كمصباحٍ وسطَ الظلال.
عيناه..
عيناه الظلال.غبشهَا من نور مصباحهِ وظلمةِ ثغره الذي باحَ
-- لا يفترضُ بي عبور هذا الحد، كما لم يكُن يفترضُ لكي عبوره.
لكنكِ تسألينني العبورَ إليكِ، بكلّ ما فيكِ من قوة، وأنا هنا لا أدري..
إن خطوتُ إليكِ ودمّرتُ مبادىء العهدِ بيننا، هل سيرضيني ما بعدَ فعلي هذا؟--تردّدت في سابقة على ردات فعلهَا وقد رأى ذلك وبصره فيها، بحثَت جيدًا في احتمالاتِ نتائج الحديث.
-- أنا من تدعوك..
لا تثِق بي.
لكن..--سارَت نحوه تعود أدراجها نحوَ الحد الفاصل، حيث يقف هو على طرفٍ وهي على طرفٍ وبينهما أزمنَة من الحقدِ والهرج.
أخذت من جيدهَا قلادة كانت معلّقة خلفَ الحبال والحزامِ لا تظهرُ للعيان ولا تتحرّك، محفوظٌ ما ربطَ بها في مزيدٍ من القماش والخيوط، ملفوفة حول كرية خشبية مصقولة يبدُو عليها القِدم.
كانت تنزعُ اللفائف وهي تتقدّم نحوه ولم يبدو على سوكادور أنه يعتقدُ بما تفعله سوءا رغم مخالفَة هذا لسابق قوله وفعله في عدم الثقة بها.
عندما وصلته كانَ الكرية المعلقة بقلادَة من الجلد المتين الأسود دون سترٍ، مدّت ڤين ديرما يدها إليه عبر الحدود، استغرقَ وقتًا ومدّ يده كذلك، خطوةٌ سمعها لوقعها كسرَ الحشائش أسفل قدمه، لا غير ذلك سوى أصواتَ الطيور والوحوش.
-- قد يضعفني سُمّكَ الذي في جيبك.
تقتلني إن قتلت آيثن ثير لكنك لا تفعل.
قد ترميني في الضباب وانتهي، لكنه أطول..
أما هذا..
هذا قاتلي، أضعه بين يديك، إن شعرتَ بالحاجة له..
افتحهُ، فأموت.--
أنت تقرأ
〖️عمقَ داكن: سوكادور.〗️
Lobisomemتقرأُ الوصفَ لتعرف إن كانَت تستحقُّ فعلا. ألم تملّ هذه العادَة بعد؟ الجزء الثاني من "داكن" متمثلاً في قصة أخرى لأحد الشخصيات التي ولدت في داكِن لكنها أكبر من أن تسَعها فحسب. ⬅تم النشر في : ٢٠/١١/٢٠٢٠ ⬅ مستمِرة. [استعمل عقلك وجهدك وأصالتك، لا تسرق فك...