جريمة لا تُغفر

54 16 12
                                    

في صباح اليوم التالي، استيقظت أون شي من نوم متقطع، تحمل أثقالاً من أفكار الليلة الماضية. ارتدت ملابسها ببطء، وسارت نحو شرفة غرفتها بحثاً عن بعض الهواء الذي قد يُخفف من اضطرابها.

بينما كانت تطل على الحديقة الخلفية، جذب انتباهها صوت مرتفع تخلله ضحكات مستفزة. رفعت عينيها لترى نونا وجيمين يقفان أمام طاولة صغيرة تحت شجرة قديمة. على الطاولة، كان هناك حاسوب محمول، من الواضح أنه يعود لجونغكوك.


"هل يمكنني اللعب بهذا قليلاً؟" قالت نونا بنبرة استهزاء وهي ترفع الحاسوب بيدها. ثم، دون تردد، ألقت به بقوة على الأرض. تحطم الغطاء الخارجي، وتناثرت القطع الصغيرة في كل اتجاه.

ضحك جيمين بسخرية، متقدمًا بخطوات واثقة نحو الحاسوب المهشم. "يا إلهي، يبدو هشًا تمامًا مثلك،" قال قبل أن يدوس على لوحة المفاتيح بحذائه، محدثًا صوتًا حادًا بينما تناثرت الأزرار كالألعاب المكسورة.

رفعت نونا يديها إلى فمها، مقلدة الصدمة بمبالغة واضحة. ثم أضافت بنبرة مليئة بالسخرية: "أوه، أووبس! نسيت تمامًا أن شيئًا تافهًا كهذا قد يكلفك عملك... لسنة كاااملة!"

جونغكوك كان واقفًا بالقرب، يُراقب ما يحدث ببرود غريب. لم يُظهر أي محاولة لإيقافهما، ولم يبدُ عليه أي أثر للغضب أو الحزن. فقط عينيه، اللتين كانتا تتسعان بلون مظلم، حملتا معنى واحدًا: لامبالاة كاملة.

من الشرفة، كانت أون شي تُراقب المشهد بصمت. قلبها كان يتأرجح بين شعورين: رغبة في التدخل ورغبة في البقاء بعيدة. تذكرت بوضوح كلماته الباردة من الليلة الماضية، تلك التي كشفت عن وجهه الآخر.

رفع جونغكوك رأسه فجأة، والتقت عيناه بعينيها. للحظة، بدا كأنه يتوقع منها رد فعل، لكنه سرعان ما صرف نظره عنها بلا اهتمام. انحنى بهدوء ليجمع بقايا الحاسوب المحطم، دون أن ينبس ببنت شفة.

نونا وجيمين واصلا سخريتهما لبعض الوقت، ثم غادرا المكان، ضاحكين. أما هو، فقد بقي حيث كان، يضع قطع الحاسوب في كيس بلاستيكي وكأن شيئًا لم يحدث.

على الشرفة، شعرت أون شي بارتباك يزداد في داخلها. كانت تريد أن تصرخ، أن تُوقف هذا العبث، لكن صوتًا في داخلها كان يُذكّرها:
"إنه ليس الضحية التي تظنينها... إنه فقط ينتظر اللحظة المناسبة."

تراجعت إلى الداخل، تاركةً المشهد خلفها، لكنها كانت تعرف أنها لن تستطيع تجاهله طويلاً.

~

كانت الغرفة مظلمة رغم أن الشمس قد ارتفعت منذ ساعات. جلست أون شي على طرف سريرها، عيناها مثبتتان على الأرض، وكأنها تبحث عن إجابة وسط الفراغ. شعرت بثقل لا يُطاق.

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن