مي تشا

24 9 4
                                    

جلست أون شي في الغرفة الفخمة التي باتت تألف تفاصيلها ببطء، تُقلّب فطائرها بالشوكة بهدوء، فيما شمس الصباح تُرسل خيوطها عبر الستائر المخملية. ظلت تراقب كوب العصير أمامها، تتظاهر بالاستمتاع، بينما عقلها يعج بالأفكار والأسئلة التي لم تجد لها إجابة بعد.

فجأة، انفتح الباب دون أي طرق، ليقتحم المشهد ثلاث فتيات بملابس موحدة. بدا عليهن النشاط والدقة، كأنهن فرقة خاصة بتنفيذ المهام المستحيلة. كل واحدة بدأت بوضع أدواتها على الطاولة الصغيرة بجانب أريكة الغرفة، بتنسيق أشبه بعرض مسرحي صامت.

ارتبكت أون شي، لم تستطع فهم ما يجري. "من أنتم؟ ماذا تفعلن؟" سألت بصوت مشوب بالدهشة، لكن لم تلتفت أي منهن للإجابة.

بعد دقائق من النشاط السريع، تقدمت واحدة منهن بابتسامة رسمية وقالت بثقة: "سيدتي، لاحظنا أنك لم تزوري صالون التجميل منذ فترة طويلة. لذا، قررنا أن نأتي إليكِ!"

لم تستطع أون شي إلا أن تحدق بها في ذهول، بينما أحضرت الأخرى كرسياً وطلبت منها الجلوس. قبل أن تتمكن من الرد، دخلت نونا، ابنة عم جاييل، بغتةً. كانت تمسك بفنجان شاي وابتسامتها العريضة لا تفارق وجهها.

"يا إلهي، جاييل! أخيراً قررتِ الاعتناء بنفسك! دعيني أشارككِ جلسة الاسترخاء هذه، أحتاجها بشدة." وضعت نونا فنجانها على الطاولة وانضمت إليها كأنها جزء من الطقس المتفق عليه مسبقاً.

جلست أون شي على الكرسي الوثير في الغرفة الفاخرة، محاطة بالفتيات اللواتي انهمكن في تنظيف قدميها ويديها بحرفية ودقة. كانت المظاهر من حولها توحي بالرفاهية.

"أتعلمين؟ عليكِ أن تخرجي معنا الليلة. تايهيونغ عاد أخيراً، وسيقيم حفلة في منزله للاحتفال بعودته. ستكون حفلة رائعة، الجميع سيذهب!"

تايهيونغ... هذا نفس الاسم الذي كان يطلق على كيانغ. أفكارها تقلبت كصفحات كتاب ممزق.

لاحظت نونا برودها، لكنها استمرت بالكلام كأنها تحاول كسر الجليد. "جاييل، هل تذكرين تايهيونغ؟ إنه الابن الأصغر لعائلة كيم. هذه الحفلة ستكون مميزة، لأن أخاه الأكبر، سوك جين، سيحضر أيضاً. جين نادراً ما يشارك في أي شيء، حتى في الجامعة بالكاد نراه."
ظلت أون شي صامتة، تحافظ على هدوء ملامحها، لكنها لا تستطيع نسيان تصرف نونا الحقير في الجامعة. ورغم أن نونا لم تكن تعلم أن أون شي هي من تحمل هذه الهوية، إلا أن البرود كان سلاح أون شي في التعامل معها.

عندما لاحظت نونا صمتها المريب، سألتها بفضول: "هل أنت بخير؟ تبدين وكأنك تفكرين في شيء ما."

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن