لقاء عابر

43 17 12
                                    

كانت الشمس تتسلل بخيوطها الذهبية بين أوراق الأشجار، تلون الممر المؤدي إلى الحديقة بنعومة. أون شي، في هيئة جاييل، تسير بخطوات رشيقة وهي تحمل سلة من الخوص مزينة بغطاء أبيض مزركش. التفاح، الموز، المشمش، والتين المقطع بعناية يتناغمون بألوانهم الزاهية داخل السلة، استعدادًا لدرس صغير مع الخادمة لين حول تجفيف الفواكه.

وصلت إلى الحديقة حيث كانت لين تنتظرها بالقرب من طاولة خشبية. لكنها، قبل أن تنطق بكلمة، اصطدمت فجأة بشخص وقف بظهره لها. اهتزت السلة بين يديها، وكادت بعض شرائح التين أن تتساقط.

كان جونغكوك!!.

للحظة، توقفت أنفاسها. إنه هو. شعرت بأن الوقت تباطأ من حولها، بينما عيناها تتفحصان ملامحه عن قرب. تلك النظرة الجامدة في عينيه، خطوط وجهه الحادة، كانت كافية لجعلها تتجمد في مكانها،ولكن شيئًا آخر جذب انتباهها!.

الكدمات والجروح الخفيفة، بعضها حديث ما زال يحمل لمعان الألم، وبعضها الآخر قديم ترك آثاره الباهتة على بشرته.كيف حصل على تلك الجروح؟ ولماذا بدا وكأن الألم أصبح رفيقًا مألوفًا له، وكأن تلك الجروح جزء من حياته اليومية؟

"أوه..." تمتمت بتوتر، بينما كانت تمسك السلة بقوة لتحافظ على توازنها. شعرت بالدم يتدفق إلى وجنتيها. "أنا... آسفة."

كان جونغكوك ينظر إليها بصمت، عينيه عميقتين لكنهما تخفيان شيئًا لا تستطيع تفسيره. انحنى ببطء ليلتقط علبة نودلز صغيرة كانت قد سقطت من يده. عندما نهض، كانت عيناه مثبتتين عليها، كأنه يحاول فهم أمر ما.

شعرت أون شي أن قدميها تكادان تخونانها. لم يكن هذا اللقاء كما تخيلته أبدًا. إنه مختلف... ليس ذلك الصبي الذي ظنّت أنها تساعده.

"أنت... تأكل نودلز؟" قالت بصوت متردد، محاولًا كسر الصمت الثقيل. لم يكن سؤالها منطقيًا، لكنها شعرت أنها بحاجة إلى قول أي شيء.

رفع جونغكوك حاجبه قليلاً، وكأن السؤال فاجأه. لكنه لم يرد، فقط اكتفى بإيماءة صغيرة برأسه.

صمته زاد من توترها. كانت عيناه مثل مرآة عاكسة، لا تفسح المجال لقراءة مشاعره. لكنها لاحظت وميض خاطف، شيئًا أشبه بالتوتر أو التعجب في ملامحه.

حاولت أن تنظر بعيدًا، لكنها لم تستطع. شعرت وكأنها في معركة داخلية، كل جزء فيها يصرخ بأسئلة لا تستطيع طرحها: هل يعرفني؟

"أوه، آسفة مجددًا..." قالت وهي تتراجع خطوة للخلف، محاولًة إنهاء الموقف بسرعة.

لكن قبل أن تتحرك، استدار جونغكوك بهدوء. خطواته بطيئة وثابتة، وظهره المستقيم أضاف إلى شخصيته الغامضة.

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن