هديّة

1.5K 68 46
                                    


"في تلك اللحظة، كان الزمن يتوقف، والظلام يحيط بكل شيء. نزلت من السماء قطرات مطر باردة، وكأنها تحمل أسرارًا قديمة لا أحد يجرؤ على اكتشافها. كانت أون شي تقف أمام الباب الأسود، ذلك الباب الذي لم تجرؤ على فتحه من قبل. خلفه، كان كل شيء قد فقد معناه، وكانت الوجوه التي رحلت تهمس في أذنيها. أما هو، في الزاوية المظلمة من قلبها، فكان يراقبها بعينين غامضتين، وكأن مصيرها قد تداخل مع مصيره منذ زمن بعيد. وفي تلك اللحظة، أدركت أن العودة مستحيلة، وأن الطريق أمامها قد بدأ. لكنها لم تكن الوحيدة التي كانت تخشى تلك الخطوة. كان هناك شخص آخر، واقفًا في الظلال، يراقبها بهدوء، يدرك تمامًا أن دخولها لهذا العالم المظلم قد يعني فقدانه هو أيضًا."



🍂

نظرت بهدوء إلى الأمطار التي تصطدم بزجاج النافذة بقوة،ثم تنحدر فوق الزجاج مُعلنةً عن نهاية رحلتها. ماذا لو كانت تعلم بتلك النهاية المأساوية؟ هل كانت لتغادر بحثاً عن مكان تظنه أفضل؟

"ابتسمتُ بسخرية على ما يحوم في خاطري من أفكار. لقد احتلني التشاؤم حتى بات المطر، تلك التربيتة القديمة على القلب، وكأنه يثقل الحِمل أكثر مما يُخفِّفه."

في مكان آخر، وقف هو مغطىً بكومة من الندم والشفقة.
انعكست صورتها في مقلتيه وهي تنظر للسماء وكأن الشمس لن تظهر مرة أخرى.

فرقع بأصابعه النحيلة ليظهر كتاب أسود يكسوه الغموض،بلا عنوان يكشف هويته.
"إنه المنقذ الوحيد من ذلك الندم الخانق والحزن المؤلم لكلينا."

اهتزت الأجراس المعلقة على باب المطعم تنبه عن الدخيل.

التفتت لتهتز معها خصلاتها البنية.

عقدت حاجبيها بتعجب، ألم يرَ اللافتة على الباب؟ مكتوب "مغلق" بوضوح!

«هل يمكنني الحصول على بعض الرامن؟»

«

آسفة، لكن المكان مغلق الآن!»


«من فضلك! إن منزلي بعيد ولا توجد مطاعم أخرى قريبة.»
حدق في عينيها اللامعتين بتضرع..بينما هي شعرت بالضيق قليلاً من طلبه، تنهدت بقلة حيلة.

«ربما يتأخر قليلاً.»


«سأنتظر!»
سحب أحد المقاعد ثم جلس يراقبها بهدوء وهي تعد الرامن.

سألته بصوت مرتفع:
«اللحم أم الخضار؟»


«الخضار من فضلك.»
نظر بعيون ذابلة في نواحي الغرفة
"عينيه توقفت عند صورة على الحائط؛ رجل طويل الشعر بني، امرأة جميلة تبتسم بإشراق، وطفلة صغيرة تحمل تذاكر حفلة موسيقية. قلبه ارتجف للحظة."


"هل كانت هناك، كانت متواجدة في ذلك اليوم الذي لا يستطيع أن ينساه؟"
أمسك شعره الأشقر بحيرة شديدة، وتحركت يده بعشوائية على المنضدة، مرّت أصابعه على حافة الزهرية الرقيقة، قبل أن تصطدم بالأرض وتتحطم إلى قطع صغيرة، ملأ المكان صوت تصادمها المزعج.

«سيدي؟»

"«آسف، لم أقصد ذلك!» قالها بسرعة، وكأن صوت الزهرية وهي تتناثر كان يطعن قلبه."

جففت (أون شي) يدها وإندفعت نحوه بسرعة.

«لا بأس، سوف تجرح يدك. لدي قفاز!»
انحنت (أون شي) وجمعت قطع البورسيلين الصغيرة.

"«هل أنت بخير؟!» همست وقد كان في صوتها بعض القلق المتصاعد"

«ن... نعم، فقط صداع خفيف.»


«سوف أحضر لك بعض القهوة الساخنة.»

في تلك اللحظة، نظر إليها وهي تمسك بكوب قهوة وكان البخار يخرج منه.

«تفضل، ستساعدك للتخلص من أعراض الصداع.»

لامست أصابعه الباردة يديها الدافئتين وهو يلتقط الكوب لتتورد وجنتاها بخجل، محاولةً إخفاء إرتباكها"

بعد فترة، راقبته بابتسامة وهو يتناول آخر رشفة من الحساء.

«إنه لذيذ جداً.»

«سعيدة أنه أعجبك.»


أعطاها المال مقابل الراميون ثم أخرج الكتاب الصغير من جيبه.
«إنه هدية بسيطة مقابل القهوة اللذيذة.»

«أوه، لا داعي لذلك. شكراً لك.»

تحدثت بعيون هلالية لطيفة.
.
.
بعد أن غادر، فحصت الكتاب بتمعن ثم همست بخفوت:
«لا أحب الكتب.»

ارتفعت زوايا شفتيه وهو يراقبها من بعيد أعلى التلة.


✨✨✨✨✨✨✨

فصل تمهيد

في الفصل القادم نتعرف أكثر عن حياة البطله🦋

ممكن حد يساعدني بالغلاف 🥺

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن