ريانغ

47 20 14
                                    

كانت أون شي تسير بسرعة في الزقاق الضيق، وحيدة، مع إحساس غريب بأن هناك من يراقبها. كانت تسرع في خطواتها محاولة تجاهل تلك المشاعر المزعجة التي تلتصق بها. لكن كلما تقدمت، ازداد الشعور بغموض ما يحيط بها. لم تكن تعرف أن رجلين كانا يقتربان منها شيئًا فشيئًا، يحاولان أن يظهروا غير مبالين بينما يراقبانها عن كثب.

في لحظة، شعر أحد الرجلين بالفرصة وقد حانت، فتقدم خطوة نحوها، وحرك يده في اتجاهها، عينيه تتسمرّان على وجهها بنظرة متسلطة. لم تلتفت أون شي، لم تكن تدرك ما كان يخطط لها.

ثم، فجأة، ظهر شخص آخر في الزقاق. كان جونغكوك. لم يمر بجانبها بشكل عادي، بل وقف على بعد خطوات، يراقب بهدوء، وكأن شيئًا ما قد لفت انتباهه. لم يظهر أي تعبير على وجهه، لكنه كان مرئيًا بشكل كامل.

"أنتما..هناك؟" صوته الهادئ وصل إليهما، لكنه كان يحمل نوعًا من الحدة التي جعلت الرجلين يتوقفان عن التقدم. نظر الرجلان إلى بعضهما البعض للحظة، فزعًا، قبل أن يتراجع أحدهم خطوة إلى الوراء.

"ابتعدا." قال جونغكوك بنبرة حازمة، لكن من دون أن يرفع صوته، فقط كأن كل شيء في تلك اللحظة صار مسيطرًا عليه.

لحظات من الصمت. أون شي كانت تسير في طريقها، غافلة عن ذلك المشهد، تركز فقط على خطواتها أمامها. لكن الرجلين لم يحاولا الاقتراب أكثر، بل اختفيا في الظلال مرة أخرى، دون أن ينطقا بكلمة.

لم يتوقع جونغكوك أنهما جبانان إلى هذا الحد، وسيختفيان دون أي مقاومة.

مرت لحظات، وأون شي شعرت بشيء غريب، ولكنها لم تدرك أبدًا أن الحماية كانت تأتي من شخص كان يتبعها بهدوء، ويراقبها دون أن تعلم.

وصلت أون شي إلى وجهتها و دخلت بخطوات مترددة، تتلفت حولها بقلق، تدرس كل زاوية وكل تفصيل في الغرفة الغريبة. تقدمت إلى أحد الرجال الواقفين عند الباب وسألته بصوت منخفض:«أين أجد ريانغ؟ سمعت أنه يمكنه مساعدتي.»

الرجل نظر إليها بنظرة استغراب، ثم أشار برأسه نحو آخر الغرفة حيث كان يجلس رجل ضخم بملامح قاسية وأجواء مهيبة، محاطاً برجال يراقبون كل حركة بعين حادة.

أون شي تقدمت نحوه ببطء، توقفت أمامه وقالت بثقة حاولت جمعها:«أحتاج إلى خدمة... أريد تزوير بطاقة جامعية.»

ريانغ رفع حاجبه بسخرية، وبدأ يضحك بعمق، وضحكته أشبه بصدى مزعج تردده جدران المكان الكئيب. نظر إلى رجاله وقال بلهجة مستهزئة:«يا شباب، اسمعوا! البطلة هنا تريد بطاقة جامعية»

انفجر الرجال ضاحكين، وأحدهم قال متهكماً:«بطاقة جامعية؟ لما لا نضيف لك بطاقة نادي؟»

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن