في ذلك الصباح، وصلت أون شي إلى بوابة جامعة BK، نظرت حولها برهبة، وكأنها دخلت عالمًا آخر. كانت الحديقة الأمامية واسعة تزينها أشجار خضراء معمّرة، تتناثر بينها نوافير تضفي إحساساً بالترف والرقي. مباني الجامعة بواجهاتها الزجاجية الشاهقة عكست الشمس كأنها مرايا عملاقة، مما جعل المكان يبدو أكثر اتساعاً وعلوًا.
خطت أون شي خطوات مترددة، عيناها تتنقلان على الطلّاب المنتشرين في كل مكان. بدت غالبية الوجوه عابسة، تخرج من سيارات فارهة يقودها سائقون خاصون، يلقون بحقائبهم الثمينة على أكتافهم. البنات يرتدين أحدث صيحات الموضة، والشباب بأزياء مميزة، كأنهم جميعاً في عرض أزياء فاخر. لم تكن ترى سوى قلّة قليلة من الطلّاب المتواضعين، الذين كانوا يقفون جانبًا، كأنهم يختبئون.
كانت أون شي ترتدي كمامة داكنة وقبعة تغطي جزءًا كبيرًا من وجهها، تتجنب التحديق المباشر بالآخرين، لكنها لم تستطع إلا أن تشعر بحدّة التناقض بينها وبينهم. لم يكن أمامها خيار سوى محاولة الاندماج وسط هذا العالم الجديد، عالم لم تتخيل يوماً أنها ستكون جزءاً منه، رغم أنها قد تشعر في قلبها أنها لا تنتمي إليه.
توجهت أون شي إلي أحد المقاعد في الساحة الخارجية للجامعة وجلست عليه، تحاول أن تتنفس بهدوء رغم شعورها بالرهبة والاضطراب. ارتشفت من زجاجة المياه التي كانت تحملها، عيناها تتنقلان بحذر بين الطلّاب المتجمعين. المكان كان يعجّ بالحركة والصخب، ولكن فجأة، خيّم نوع من الصمت المشحون، وكأن الجميع متفقون على انتظار شيء ما.
توالت الهمسات من حولها، "إنهم قادمون!"
"النجوم... النجوم وصلوا!"رفعت أون شي نظرها بحذر نحو البوابة الرئيسية، حيث توقفت عدة سيارات سوداء فاخرة، تلمع تحت أشعة الشمس كأنها قادمة من عالم آخر. خرج أولاً من السيارة الأولى شاب وسيم بملامح مألوفة جداً لأون شي، عرفت فوراً أنه جيمين، ابن عمها، كان يرتدي ملابس أنيقة، يحيي الجميع بابتسامة جذابة جعلت الحشد يصطف من الجانبين وكأنه نجم سينمائي، من المفترض أنه غادر قبلها ببعض الوقت. لمَ تأخروا هكذا في الوصول؟.
من الجهة الأخرى من السيارة، خرجت نونا، ابنة عمها أيضاً، تتمايل بخطوات متفاخرة وكأن الأرض ملكها. كانت ترتدي معطفاً باهظ الثمن، وحقيبة تلمع بماركة عالمية، نظرتها الحادة تمسح المكان كأنها تبحث عن أي شيء أقل من مستوى ذوقها الفخم.
أخذت أون شي نفساً عميقاً وحاولت الانكماش في مكانها، تخشى أن يلمحها أي منهما. ولكن قبل أن تستوعب ذلك، توقفت سيارة أخرى بجانب الأولى، وخرج منها شاب كان مألوفاً لها.... للحظة، شعرت وكأن أنفاسها توقفت. إنه ذلك الفتى! تذكرت ذلك اليوم الذي قابلته فيه صدفة أثناء شرائها للحاسوب، ملامحه كانت محفورة في ذاكرتها، لكنها لم تكن تعرف آنذاك من يكون كانت تظنه أحد العاملين في المتجر.
أنت تقرأ
عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"
Romance"أون شي، التي لم تكن يومًا من عشاق الكتب أو الروايات، تجد نفسها فجأة أمام كتاب غامض. بعد محاولات عديدة للتخلص منه، يسيطر عليها فضول غريب لقراءته. بين صفحات الكتاب، تجد نفسها غارقة في قصة جونغكوك، الشاب الذي يعاني من قسوة عائلته الثرية. تتألم لأجله و...