شعور مختلف

32 7 15
                                    


ألقت أون شي بنفسها على السرير وكأنها تحاول دفن ثقل أفكارها بين طياته. أطلقت تنهيدة طويلة، ثم استدارت بجسدها مرة تلو الأخرى بملل، بينما ارتسم على ملامحها الاستياء وهي تستعيد تفاصيل لقائها الأخير مع جونغكوك. مع كل لحظة، كانت كلماتها تتردد في ذهنها كضجيج يرفض أن يهدأ، مما دفعها لدفن وجهها في الوسادة وكأنها تبحث عن مخرج. لكنها سرعان ما رفعت رأسها فجأة، تحدثت بصوت متهدج أشبه بالبكاء، رغم أن عينيها ظلتا جافتين:

«لِمَ كان عليّ أن أقول شيئًا كهذا؟! كيف أعطيتُ هذا الانطباع الأول السيئ؟!»

صمتت برهة وهي تشعر بثقل أفكارها يزداد، ثم شدت قبضتيها بإحكام وكأنها تعاقب نفسها وهمست بنبرة حازمة:
«إن لم أُصلح الأمر الآن، سيكون من الصعب تغييره لاحقًا.»

نهضت فجأة كأنما اتخذت قرارًا حاسمًا، واتجهت بسرعة نحو الشرفة وهي تحاول التقاط أنفاسها المشتتة. وقعت عيناها على جونغكوك في الأعلى، منكفئًا على إصلاح ثقب كبير في سقف الغرفة. كان يعمل بتركيز، حركاته دقيقة وقوية في آن واحد.

عقدت حاجبيها وهي تراقب ما يفعله، وشعرت بوخزة خفيفة من الشفقة تتسلل إلى قلبها. بدا له كمن يحمل على عاتقه أعباءً أكثر من مجرد سقف مهترئ.

اندفعت إلى غرفتها لتغير ملابس النوم. ارتدت تنورة بيضاء طويلة تصل إلى أسفل الركبة، مع سترة صوفية زرقاء ناعمة.


توجهت إلى المطبخ بحماس، أعدت كوبًا من العصير وشطيرة صغيرة، ثم خرجت إلى الحديقة تحمل الصينية بين يديها. خطواتها كانت بطيئة ومترددة، وكأنها تحاول تأجيل لحظة المواجهة قدر المستطاع.

كلما اقتربت، كان صوت الطرق المنتظم على الخشب يزداد وضوحًا، يتردد في أذنيها كإيقاع غريب. عيناها كانت مشدودة إلى يديه الكبيرتين وهما تعملان بمهارة، أصابع قوية تعانق الأدوات وكأنها خلقت لهذا الغرض. جزء صغير من وشم ظهر على ساعده، فاشتعل قلبها بنبضات متسارعة لم تفهم سببها.

عندما وقفت أخيرًا أسفل الغرفة التي يعمل فيها، لاحظ وجودها. توقف عن العمل ببطء، نزع نظارته الواقية ونظر إليها نظرة حادة جعلتها تتحمح بصوت خافت، محاولة التخلص من توترها.

«تفضل... هذا العصير لكَ

خرجت كلماتها متقطعة ومترددة، كأنها تخشى أن تُفسر بطريقة خاطئة. وقفت مكانها، تتململ بخجل، بينما يهاجمها صوت داخلي مملوء باللوم: "لماذا لا أستطيع التصرف بعفوية؟!"

جونغكوك لم يتحرك على الفور. عيناه الجامدتان كانت تراقبها بصمت طويل، لكن ملامحه الحادة بدأت تذوب تدريجيًا، وكأن قناع الجدية الذي يرتديه قد بدأ بالتصدع.

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن