وبعد أعوام من الصبر ترى أن ذلك الإحساس الذي صدقته - دون دليل علي إمكانية تحقيقه - صائباً ..
ذلك القلب الذي عاشت تحفظه لأجله يخبرها الآن بأنها علي موعد معه.. ذلك الذي حافظ على قلبه أيضاً لأجلها 🫀
مضى اسبوع إضافي .. كان آدم يعتني بطعام والده بنفسه، وكانت صدمته كبيرة حينما رأى والدته في الكاميرات التي زرعها في المنزل دون علمها ، كانت تتلفت يميناً ويساراً وهي تضع شيئاً بطعام والده قبل أن تدخل إلي غرفته ، تأكد وقتها مما قالته حبيبة و أنقذ والده في اللحظات الأخيرة ، ثم منع دخول أي طعام له إلا أن يكون تحت اشرافه حتي أنه امتنع عن الذهاب إلي جامعته وبقى بجواره يطعمه ويعطيه دواءه بنفسه ، سألته رحمة وقتها عن سبب اهتمامه المفاجئ فنظر إليها بهدوء دون إجابة.. ما يعنيه في الوقت الحالي هو شفاء والده ، وكذلك لم يجب محمد الذي لاحظ قلقه المفرط واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة عن والده وطعامه وعلاجه مخافة أن يكون الطبيب قد أخبره بشيء ولم يخبره به رغم تحسن والده الملحوظ ، نظر إليه آدم وقتها بوجع أراد أن يتحدث ولكن بماذا سيجبه ؟!.. هل يخبره أن شقيقه وأمه تحالفا لتدمير والدهم ؟!.. الأمر المفاجئ أن أمه.. سيدة المجتمع الراقي.. رحمة هانم.. شاركت ابنها في جريمته!.. غير معقول.. هناك شيء غريب.. بالتأكيد أجبرها.. ، حينما سأله محمد عن صمته ابتسم إليه دون إجابة وهو يضمر بداخله الاصرار على معرفة الحقيقة.. أما بالنسبة لكرفان خديجة كان افتتاحه مفاجئاً بالنسبة إليها وإلى حور وطه ، حيث حصل كرفان "خديجة" كما قاموا بتسميته على ضجة كبيرة ساهمت فيها شهرة خديجة المفاجئة في الآونة الأخيرة وحضور العديد من المشاهير من أصدقاء طه وأهمهم محمد وحسام وأيضاً ريان باعتباره كان يوماً ما "تيكتوكر" وله متابعينه ، وأيضاً ساهم كل منهم في الترويج لمشروعهم الصغير وسط دائرة المشاهير المحاطه بهم في مجال عملهم .. ، لنقل دعمهم القدر من جميع الاتجاهات حتى أن الصفحة الخاصة بالكرفان تلقت الكثير من الاعجابات و المتابعات، لم تصدق خديجة وقتها أن الفكرة التي طرحتها في محاولة يائسة منها لإيجاد أي حل في وقت بائس .. أصبحت واقعاً أمامها ويبدو أن النجاح مصيرهم !، توالت الأيام ونال الطعام استحسان الجميع بعدما تولت حور وشقيقاتها وطه الإدارة والطهو.. نظرا لانشغال خديجة في عملها كرئيسة للهيئة التسويقية والذي لم يكن بالمنصب الهين وكان عليها إثبات جدارتها للجميع و أنها لم تحصل عليه بمحض الصدفة .. مر هذا الأسبوع رغم نجاحهم ثقيلاً على قلب طه وهو ينتظر اللحظة التي يعود فيها والد ندي من القاهرة ؛ لتحديد تلك المقابلة اللعينة التي لا تريد أن تتحدد في سنتها !! ولم يعد يمتلك ذرة صبر ، مثل حسام التي لم تتعطف چنان لترد عليه بالموافقة أو حتي بالرفض.. وتجاهلها له لا يبشر بالخير أبداً ! ، وبالرغم من ذلك أصر على حضورها حفل افتتاح شركته مع الجميع وإلا سيضطر إلى إحضارها بالقوة ، والحمدلله لم تتمنع.. ووافقت في النهاية ! .. كان أسبوعاً نارياً بين حور ووالدتها التي لم تقتنع بأي حال من الأحوال رفضها لريان وهي تراه العريس المناسب لها ، وكل مرة كانت تتناقش فيها معها ، يصل بهما النقاش إلى حائط سد دون حلول! .. و أسبوعاً وردياً بالنسبة إلى محمد الذى كان يذوب بها حرفياً وبالكاد يكبح مشاعره.. بينما يرتب إلى طلب زواجه منها كما طلب منه والده بعدما حكى له عنها وعن أخلاقها ، بينما نقل مساعده خبر الخاتم إلى أحد العاملين بالشركة.. ومن شخص إلي الآخر عرف جميع من بالشركة بأمره عدا خديجة والتي كانت تظنه خاتم صديقه..! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. وأخيراً جاء يوم افتتاح شركة حسام..... في الصباح وأثناء انشغالها بتجهيز المعكرونة لأحد العملاء رأت سيارة ريان تتوقف أمامها ، رمقته بلامبالاة وهو ينزل منها قبل أن تتجهم ملامح وجهها حينما رأت معه احداهن.. و لتكن صريحة مع نفسها لم تستطع إنكار جمالها ! ، ولم تستطع تجاهل أجراس الخطر التي تدق في رأسها حينما رأتهما يجلسان ويتحدثان برواق.. أما ريان كان يراقبها خلسة وملامح وجهها الغاضبة تثير ضحكته ، قالت الفتاة المواجهة له بلهجة عربية مشوبة بلكنة غربية : _ فين هي بقا.. ؟! نظر إلي "لورين" - إحدي زميلاته الانجليزية في العمل والتي قامت بتقديم الكثير من المساعدات له في السفر وقد أسعدها أن تتعرف على الفتاة التي قرأ فاتحته عليها _ ثم قال بابتسامة واسعة وأعين لامعة : _ المكشرة اللي واقفه هناك دي.. نظرت الفتاة إلى حور ، وقالت : _ كتير هلوة !.. و هلو.. ال.. وأشارت حول وجهها حيث لم تسعفها لغتها العربية لوصف الحجاب ؛ فابتسم لها قائلاً : _ الحجاب ؟! _ أيوه.. كانت تراقبهما وازداد غضبها حينما لاحظت نظراتهما إليها ويبدو أن الحفلة تقام على شرفها كما يقال ، فتوجهت إليهما بغضب ووقفت أمامهما ، ثم أسندت ذراعيها على الطاولة ، قائلة لريان الذي منحها أكبر ابتسامة مستفزة قد تراها في حياتها : _ أهلاً.. تطلبوا إيه ؟! قال ببرود وهو مستمتع بغيظها : _ شوفي السنيوريتا تحب تاكل إيه.. وأنا عايز مانجا بارده.. ضغط على كلمته الأخيرة وهو ينظر إليها ؛ ففهمت أنه يرمي بالكلام عليها ، والتفتت برأسها تنظر شذراً إليها ، ثم سألت : _ والسنيورة تحب تاكل إيه ؟!.. باسطا وألا روزيتو.. ؟! كتم ضحكته ، ثم سأل الفتاة عما تريده وأخبرته أن يختار لها ؛ فنظر إلى حور قائلاً : _ بتقولي أختارلها حاجة على زوقي .. ضحكت باستفزاز ، قائلة : _ طب تصدق إنها صعبت عليا.. أصل أنا عارفه زوقك كويس.. ! ابتسم في المقابل وقد ابتدأت حربهما الكلامية : _ طب طالما عارفه زوقي كويس.. اختاريلنا انتي بقى حاجة على زوقك.. وخدي بالك دي يوتيوبر.. يعني الأكل لو معجبهاش هتسيطك عالمياً وهتبقى فضيحتك بجلاجل.. كبحت غيظها بصعوبة ؛ فقالت من بين أسنانها : _ يوتيوبر آه !.. حيث كده بقى هجبلكم طاجن باميه باللحمة الضاني.. ثم قالت بداخلها وهي تتجه إلى داخل الكرافان "يكش يكبس على مرواحك انت وهي " ، تعالت ضحكاتهما عليها : _ هي كتير بتخب انت .. بتقولوا في مصر خيرانه.. أجابها مصححاً : _ غيرانة.. دي مجنونة رسمي وعايزه تجنني معاها.. بس على مين.. أنا وراها لحد ما أطير البرج اللى فاضل في عقلها واتجوزها.. تعالت ضحكتهما مجدداً تحت أنظار حور الغاضبة ؛ فقالت لطه : _ في عندك سِم فران..؟! ضحك طه في المقابل : _ يا ستار يارب.. هتخلصي على مين ؟! _ ابن خالك..! قالتها بغيظ ، ثم تركته لتقدم لهما الطعام ؛ فضحك قائلاً : _ والله أكتر واحد لايق عليكي.. ربنا يستر من خلفتكم.. العيلة مش ناقصه جنان ! خرجت حور ولم تجد معه لورين ؛ فقالت بسخرية : _ إيه ؟!.. هي السنيورة نفضتلك وألا إيه ؟! قال ببرود : _ تؤ تؤ تؤ!!.. إيه نفضتلى دي ؟!.. ليه ألفاظك بلدي كده يا روحي.. ؟! _ بلدي ؟!.. الله يرحم!.. وإيه روحي دي ؟! قالت جملتها الأخيرة بغيظ ؛ فتدارك موقفه ببرود : _ أنا قلت روح مش روحي.. وألا انتي بقى بتتلككي؟! شهقت بطريقة شعبية : _ أتلكك علشانك انت ؟!.. ليه شايف نفسك تستاهل يعني ؟!.. وألا انتوا معندكوش مرايات في بيتكم ؟! لا تستطيع أن تنكر غباء ما قالته نظراً لوسامته ؛ فقال ببعض الغرور : _ والله أنا مش محتاج أبص في مرايات.. دا أنا مبعرفش أمشي في الشارع من البنات يا بنتي.. _ ربع ثقتك في نفسك بس .. وعشان كده السنيورة نفضتلك مش كده ؟! ضحك باستفزاز : _ هتموتي انتي وتعرفي مشيت ليه.. وأنا هريحك.. هي راحت تجهز نفسها علشان أنا عازمها تحضر معايا الحفلة بليل.. _ تجهز نفسها من الصبح.. دي لو هتمحر حيطه مش هتاخد كل ده.. آاه دنا نسيت.. ما هو الفلتر إللي زيها علشان تقابل الناس على الحقيقة لازم تشطب وشها تشطيب شقق الأول.. نهض ببرود ، قائلاً باستفزاز : _ والله أنا شايف ان انتي آخر واحده تتكلمي عن الجمال.. أصل الحاجات دي بتاعة البنات.. أصاب هدفه واستفز أنوثتها التى تكاد تنساها وهي تعيش حياتها كالصبيان حتى أنها لم تعد تهتم بنفسها ولو قليلاً ، وضع الحساب على الطاولة وتركها واجمة تشتعل بنار غيظها من كلامه وغيرتها من تلك التي سيرافقها في الحفلة وقد أقسمت أن تجعله يندم على كلامه فأخرجت هاتفها واتصلت بخديجة ، بعد لحظات وصل لها صوت خديجة ؛ فقالت دون مقدمات: _ أيوه يا ست كخه انتى فين ؟!.. تقبي وتغطسي وتجيلي دلوقتي.. أجابتها خديجة ببرود : _ اظبطي طريقتك بدل أقفل في وشك وابقى شوفي مين إللي هيعبرك.. إيه اللي حصل فيه إيه ؟! أجابتها بقهر : _ بنت عمتك اتحط عليها قوي يا خديجة.. وأنا عايزه آخد حقي.. _ وده مين اللي أمه داعيه عليه ؟! _ هقولك.. انتي فين دلوقتي ؟! _ أنا في الشغل عدي عليا.. كده كده أنا واخده نص يوم النهارده.. _ خلاص اشطا أنا جيالك في السكة.. بعد وقت أخبرتها حور بما حدث في طريق عودتهما إلي المنزلية سيراً على الأقدام وبعد ساعة في إحدي محلات الأزياء ، قالت بعدم اقتناع : _ لأ يا خديجة أنا مش عايزه ألبس فساتين! _ ليه بس ؟!.. ده انتي بتبقى زي القمر في الفساتين.. _ وعلشان كده مش عايزه ؟! _ انتي مجنونة يا بت ؟!.. بقولك إيه.. انتي قولتي هتسمعي كلامي وتنفذي إللي أنا عايزاه.. سيبك نفسك ليا بقى.. نظرت إليها بتردد قبل أن تقول : _ ولو طلع وحش هجيب البدلة.. قالت صاحبتنا تجاريها : _ طبعاً !.. أُمااال..! ٠ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. في المساء ضرب حسام كفاً بأخرى وهو يدور حولهم في الداخل بعيداً عن الحفلة ويقرض أظافره بتوتر ، قال ريان بملل : _ ما تقعد بقى يا عم خيلتنا ! بينما محمد ضحك باستمتاع ؛ فقال حسام بغيظ : _ أقولكم إيه ؟!.. ما انتوا مش حاسين بيا.. أجابه محمد برواق : _ يا ابني هو مش انت عزمت طه واخواته ؟!.. وعزمتها هي شخصياً.. يبقى أكيد هتيجي معاهم.. جلس بقلق : _ خايف تفاجئني ومتجيش.. طب والله لو ماجتش لاروح أخدها من بيتهم بالعافية.. قال ريان بضحك : _ مجنون وتعملها.. ! _ بطل هبلك ده يا حسام.. واعقل كده أمال ضيوفك اللي بره دول مين إللي هيقابلهم.. قالها محمد ؛ فتنهد صاحبنا بقلق ووقف يضبط ثيابه متمتماً : _ وهي خلت فيا عقل ؟!.. صبرني يارب..! تعالت ضحكاتهما عليه قبل أن يلحقا به إلى الخارج ، وبعد قليل من الوقت تصنموا وانحبست أنفاسهم وأعين كل منهما متعلقة بفتاته ، بعدما دخلن بطَّلة لفتت الأنظار إليهن ،كاللآلئ.. خديجة بفستانها الاحمر الداكن المحتشم وحجابها باللون " البيج " وكعادتها بدون مكياج ، حور بفستانها " البترولي " التي اختارته لها خديجة وحجابها من نفس اللون مع قليل من المكياج يبرز وجهها صحيح أنها اهتمت بنفسها كي تلقن ريان درساً ولكن ذلك لا يعني أن تغضب ربها ؛ ولهذا كان فستانها رغم أناقته فضفاضاً ، چنان بفستان وردي اللون وحجاب أبيض وفقط مرطب شفاه وكحل ، وجويرية شقيقة حور بفستانها الزيتي اللون وحجابها بنفس لون حجاب خديجة ، وكأنهن زهور تفتحت دون سابق إنذار..! ارتسمت إبتسامة هائمة على شفاه محمد الذى رغماً عنه سحرته بطلتها الرقيقة.. أراد حرفياً أن يخطتفها بعيداً عن أعين الموجودين.. وكأنها ياقوته.. لؤلؤة ثمينة يجب أن يحافظ عليها.. ولو استطاع أن يضعها بداخل روحه سيفعل ، اتسعت ابتسامة حسام وقد سرقت فراشته قلبه كما تفعل دائماً.. ظن أن قلبه سيرتاح عندما تأتي ولكن ما حدث هو العكس ، لا يفهم هل تستمتع چنتة بتعذيبه.. وان يكن ؟!.. يحق لها ما تشاء.. فلتتدلل كما تريد وحق عليه تدليلها حتى الممات ، أما ريان خفق قلبه وهو يغرق أكثر وأكثر بها.. والآن أدرك أن تلك الفتاة صاحبة اللسان السليط قد أخذت مكاناً بداخله عنوة وسكنته بحق أو بدون وجه حق.. لا يعلم ، تلك الحورية التي أسرته من اللحظة الأولى .. لقد راهن على أنوثتها ويعلم أنها لو اهتمت بنفسها ولو قليلاً ستُجلس الكثير من الفتيات في منازلهن !، ورغم أنها لم تتكلف اي مجهود بدت فاتنة ، والآن يندم على استفزازه لها لدرجة تجعله يتمني لو يعود بالزمن ولا يفعل .. يقبل أن يكون مفتوناً بها ولا يقبل أن يُفتتن بها أحد غيره ، وكز محمد حسام في كتفه ليتوقف عن الابتسام بتلك الطريقة البلهاء ، قائلاً : _ متقلقش طالما جت يبقى استبشر خير.. قال وهو لايزال ينظر إليها : _ يارب يا محمد.. خايف ترفض.. أنا كنت عاكك الدنيا جامد والسوشيال ميديا عملت معايا الواجب.. أول مرة أندم قوي كده على حياتي اللى فاتت.. زعلان قوي من نفسي.. وبقول مش لو كنت مراعي دينك كان زمانها وافقت عليك.. نظر له محمد بشفقة : _ مش انت بتحبها ؟ قال وهو يتأمل ابتسامتها التي تقطع أنفاسه : _ بحبها ؟!.. دا أنا وقعت ومحدش سمى عليا.. ! _ يبقى خليك وراها لحد لما توافق.. واللي أنا أعرفه ان حسام الزهيري لما بيحط حاجة في دماغه بيعملها.. ضرب حسام كفة يده بكفة يد صاحبه، في نفس اللحظة التي وصلت فيها ندي.. وسُرقت أنفاس طه ؛ فغمزت إليه خديجة قائلة : _ عارفه ان بقالك فترة مشوفتهاش ولا كلمتها قلت ألحقك قبل ما تتجنن.. افتكر حركات الجدعنة دي.. أي خدمة ! نطق وهو ينظر إلى مهرته بفستانها الأسمر المطرز : _ انتي أعظم أخت في الدنيا كلها.. قبل أن يتجه إليها تلقائياً ، وقف أمامها وحمحم بخشونة يكبح نفسه ومشاعره، يريد أن يقول.. اشتقت إليك.. أريدك معى دائماً.. لا تتركيني أرجوكِ .. وبرغم عجزه تحدثت عيناه بما في قلبه ؛ فقالت بخجل : _ عارفه!.. قطب حاجبيه وهو يبتسم بدهشة : _ عارفه إيه ؟! تنهدت بخجل وقد تصاعدت الدماء إلى وجنتيها ، وقالت وهي تتحاشى النظر إلى وجهه : _ كل اللى جواك أنا عارفاه.. و أنا.. أنا كمان زيك.. ابتسم ، وقال بجدية : _ عارفه ؟!.. أبوكي لو موافقش عليا بكره.. هخطفك زي بتوع الروايات واتجوزك غصب عنه.. _ إيه ده الله !.. طب ياريت ما يوافق..! _ نعم ياختي ؟!.. هو انتوا مبتحبوش إللي بيجي معاكم بالمسايسه أبداً .. لازم أمرمطك علشان تحبيني ؟!.. _ أي حاجة معاك هحبها يا طه.. علشان عارفه ان أنا لو هنت على الدنيا كلها مستحيل أهون عليك.. تنهد بعشق : _ لأ أنا مش هستنى لبكره أنا هخطفك دلوقتي.. ! ابتسمت بخجل ، وبعيد عنهما غمز محمد إلى حسام وريان على طه ؛ فقال حسام : _ الله يسهلوا... ! وريان : _ يا ابني بس بقى يابني.. راعي قلوب السناجل يابني ! تعالت ضحكاتهم ، ثم وقفت ندي مع الفتيات وخديجة تعرفها عليهن وهو عاد إلي الشباب وسط غمزاتهم ومزاحهم ولكنه بقي يتأملها رغماً عنه بشوق ، وبجواره حدق أمير بجويرية باستغراب.. لا يريد أن يصدق أن الفتاة التي يراها أمامه هي نفسها ابنة عمة خديجة التي كان يتشاجر معها قبل أعوام.. يا الله !.. متى كَبُرت؟!.. ؛ ولأنه لايزال لا يصدق نفسه وكز ريان قائلاً : _ أريان ؟! _ هممممم ؟! أجابه بتيه وهو لايزال غارقاً بحوريته ، فسأل الآخر : _ ألا قولي.. مين المزه فاصا إللي واقفه جنب خديجة دي ؟!.. _ اتلم يلا..! _ لا بجد يا برو.. أصل أنا خايف اللي في بالي يطلع صح..! _ صح.. _ هو إيه ده ؟! _ إللي في بالك.. دي جويرية بنت طنط نوال.. _ احلف ! _ من غير حلفان ما هى قدامك أهيه.. وألا انت جالك زهايمر مبكر ؟!.. _ مش القصد.. بس أنا آخر مرة شفتها فيها من أربع سنين ومكنتش باينه من الأرض.. هي كبرت امتى ؟!.. طب هي خلصت ثانوي ؟!.. _ ثانوي ؟!.. دي داخله رابعه جامعه.. صح النوم الأيام بتجري.. انت ناسى انها أصغر منك بسنة ؟! _ طب عن إذنك بقى... أوقفه قائلاً : _ على فين يا حلو ؟! _ متبقاش قطاع أرزاق بقى يا ريان.. سبني ألقط رزقي..! _ إياك !.. حسك عينك تفكر ولو مجرد التفكير تشقطها.. هي وألا غيرها.. لم نفسك ماحناش في انجلترا هنا .. _ خلاص يا عم !.. قال يعني شايفني فاركوك وهعرف أكلمها.. كنت عرفت انت تكلم أختها.. تركه أمير وذهب إلى مكان البوفيه ؛ كي يمارس هوايته المفضلة ألا وهي الأكل ..! كانت حور قد ابتعدت عن الجميع تتأمل البحر أمامها في محاولة لتخفيف توترها ؛ حيث شعرت بأنها مراقبة وجميع الأعين تنظر إليها، ولأن ما شعرت به حقيقياً أرادت حقاً العودة إلي منزلها والاختباء بداخل غرفتها ، ابتسم ريان وتقدم ناحيتها ، ثم قال : _ توقعت إنك هتعملي كده.. ومع ذلك فاجئتيني بصراحة..! رغم توترها نظرت إليه بقوة للحظات ، ولم تجبه ؛ فوقف بجانبها يراقب البحر ، ثم نظر إليها وقال : _ تعرفي انهم ذاعوها في الأخبار.. ! نظرت إليه بسخرية رغم اهتمامها بما يقول : _ ذاعوا إيه ؟! نظر إليها بمشاكسة : _ حدث إجتماعي قعد تلت تربع بنات مصر في بيوتها.. و بيقولولك عيب بناتهم هيتجوزا إزاي كده.. ؟! رمشت بتفاجؤ من كلامه وتملكها لأول مرة منذ سنوات عجاف شعور بالخجل فأشاحت وجهها بعيداً عنه تكبح ابتسامتها ، فتنهد وخفق قلبه مجدداً من خجلها.. لا يستوعب كم الأنوثة والخجل الذي خرج منها ولا يفهم السبب وراء إخفاء الرقة التي بداخلها خلف جدار صلب من الجفاء ؟! ، في هذه اللحظة رأتهما خديجة فتسللت ووقفت على مقربة منهما تستمع إليهما ؛ لتشاكسهما تحت نظرات محمد المندهشة وابتسامته تتسع من حركاتها..! _ أمال السنيورة إللي كانت معاك الصبح راحت فين ؟!.. طنشتك وألا إيه ؟! قالتها ببعض الغيرة ؛ فابتسم وأجاب : _ طنشتني ؟! .. لا يا حور.. السنيورة إللي كانت معايا زمانها في مطار لندن دلوقتى.. _ ياعني هي مش معاك.. سافرت.. ! _ هممم.. وهي مش معايا.. علشان أنا معزمتهاش أصلاً.. كل الحكاية إنها كانت بتخلص ورق عندنا في الشغل وعزمتها على ما العميل ييجي.. ارتاح قلبها أنه لا شيء بينهما لا يمكنها أن تنكر ، فسألت بعدم فهم : _ أمال ليه.. ليه......؟ لم تستطع أن تكمل جملتها من غيظها منه ؛ فقال : _ ليه عملت كده ؟!.. علشان هي دي حور اللي أنا عارفها.. حاولت استفزك لأني عارف إنك أجمل وأرق بنوته شفتها في حياتي.. قالها ببساطة دون مراوغها وكان لكلامه تأثير السحر على قلبها ، والآن تضاعف جمالها من خجلها وارتباكها الواضح له ؛ فقال يشاكسها : _ على فكرة أنا بقول الحقيقة.. لا بعاكس ولا بجامل.. كبحت حور ابتسامتها ورغم رقة كلماته لم تنسى حقها، فقالت بابتسامة واثقة ؛ لتغيظه : _ لا من النحية دي متقلقش.. عارفة إنك لا بتعاكس ولا بتجامل.. ثم وقفت أمام وجهه ، وقالت بقوة : _ أصل الحاجات دي بتاعة الرجالة.. ! وضعت خديجة كفة يدها على فمها وهي تعوج فمها بولولة كما يفعلون ومحمد ضحك رغماً عنه وسط استغراب من معه ، صفعة قوية شعر بها ريان مجدداً من تلك الفتاة التي ستفقده عقله ، خافت حور من ملامحه التي اعتلاها الغضب ؛فتحركت من أمامه بسرعة قبل أن يتهور وينقض عليها ، ضغط بأسنانه على شفته السفلى بغضب ، ووقفت خديجة بجواره ، قائلة : _ إيه ؟!.. أجيب الدكتور عشان يخيط..؟! نظر إليها بغضب ،وقال : _ هتجوزها.. والله العظيم ما حد متجوزها غيري! تحرك من أمامها بغضب ؛ فضربت كفاً بأخري وهي تقول : _ ياعيني !.. ده ضرب خالص.. بس حبها !.. وانت هتتحب امتى يا منيل ؟! _ انتى بتكلمي نفسك ! انتفضت بخضة قبل أن ترتفع ضحكت محمد عليها ؛ فقالت : _ كابتن محمد ؟!.. خضتني يا كابتن ! تمتم بينه وبين نفسه بعشق : _ قلب الكابتن ! _ بتقول حاجة ؟!.. _ بقول واقفه لوحدك ليه ؟!.. _ لأ كان فيه حريقة بين حور وريان وملحقتش أطفيها ! ضحك باستمتاع ، قائلاً : _ لا متقلقيش عليهم.. ريان مش سهل باردو.. _ ولا حور أسهل وربنا انت متعرفهاش.. شهقت مجدداً وهي تنظر إلى الفتاة التي تقف بجوار حسام وتتقرب منه بشكل ملحوظ ونظرات چنان تشتعل بالغضب ، فقالت : _ أوبا !.. حريقة تانيه استر يا رب ! وتسللت أمامه بطريقة مضحكة وهو غرق في نوبة ضحك ، ثم تسلل وراءها؛ ليرى ما سيحدث .. كانت إحدي معجبات حسام تتقرب منه بطريقة مقززة ، في البداية طلبت منه التقاط صورة معه وهو لم يمتنع وتعامل معها بحدود ولكن تلك الفتاة تمادت في التدلل عليه لإغراءه قليلاً.. إحم!.. أقصد كثيراً.. لدرجة جعلت الدماء تتدفق إلى رأس چنان التي اندفعت وتحركت رغماً عنها، قائلة وهي تنظر إلى حسام بشر : _ مش كفاية صور وألا إيه يا آنسه ؟! رفع حسام كفيه وهو يهمس لها ببراءة : _ برىء يا بيه !.. هي إللي لزقه ! همست له في المقابل : _ تطفشها.. متعرفش تطفشها ! _ باردون!.. انتي بتكلميني أنا ؟! خرج ذلك الصوت الناعم من الفتاة ؛ فقالت چنان بسخرية ولأول مرة يخرج منها ذلك الجانب الشرير : _ لا بكلم أمي..! _ سورى!.. مش فاهمة ! _ بقالك ساعة واقفه بتتمايعي.. إيه مفيش في الحفلة غير حسام وألا إيه ؟! يكاد يرقص على أنغام دقات قلبه.. تغار عليه وتناديه باسمه دون ألقاب ، اتسعت ابتسامته وقالت الفتاة : _ وانتى مالك بقى يا حبيبتي ؟! .. متغاظه ليه ؟!.. بتغيري عليه وألا إيه ؟! أراد حسام أن يصفق للفتاة على سؤالها العظيم وهو ينتظر الإجابة بفارغ الصبر ، نظرت إليه چنان بتفكير ؛ فقال : _ سكتي ليه.. ردي! تنهدت بغضب، وقالت بثقة وقوة : _ طبيعي أغير عليه.. مش خطيبي وهيبقى جوزي.. رنت الجملة في أذنيه وتوقفت أنفاسه للمرة الألف في هذه الليلة ، لا يفهم هل قالت هذا لإبعاد الفتاة أم أنها وافقت !؟ ، ومع ذلك ابتسم بسعادة بالغة ، قالت الفتاة : _ ده بجد ؟!.. نظرت له صاحبتنا بغيظ : _ ما تنطق.. بجد وألا لأ..! اقترب منها هامساً بعدم تصديق : _ بجد وألا لأ ؟! _ هاه! _ بجد وألا لأ يا قمر الدين ؟! نظراته العاشقة أنستها نفسها ؛ فقالت بخجل وابتسامة رقيقة ترتسم على وجهها : _ بجد.. أنا موافقة.. تحركت هاربة من نظراته وخفقات قلبها التي تكاد تفضحها أكثر وأكثر أمامه ؛ فقال للفتاة بفرحة : _ يا نور النبي !.. أنا متشكر قوي يا آنسة لزقة.. انتي عملتي فيا جميل عمرى ما هنساه.. أنا بحبك قوي قوي.. تركها ولكنه عاد إليها ، قائلاً : _ لأ مبحبكيش.. أنا بحبها هي بس.. وباردو متشكر جداً .. ضربت الفتاة كفاً بالأخرى ، قائلة : _ إيه المجانين دول ؟! على بعد عدة مترات تعالت ضحكات محمد وخديجة عليهما ، قال : _ الحمدلله الحريقة اتطفت.. _ لا وانت صادق .. دي هتشعلل ! _ أعوذ بالله ليه بس.. ؟! _ علشان زي ما حضرتك متعرفش حور.. فانت باردو متعرفش عمو رمضان.. ضحك محمد منها ، قائلاً : _ انتي بتقفليها في وشنا ليه يا خديجة ؟! _ مش مني والله.. ده صاحبك اللى حظه منيل.. ! قالتها بضحك فحمحم بخشونة وهو ينظر بداخل عينيها ، قائلاً : _ أنا بقول كفاية تشيلي هم كل اللي حواليكي كده.. وجه الوقت علشان تفكري بقى في نفسك.. نظرت إليه بتيه ولكنها تمتمت بصوت عذب : _ مش.. مش فاهمة ! ابتسم بهدوء وقال : _ بكره هفهمك.. _ طب و النهارده..؟! _ مش عارف.. فكرى انتي.. فكرت ، ثم قالت بابتسامة واسعة : _ البوفيه طبعاً.. تعرف مكانه ؟! ضحك مجدداً : _ وماله.. تعالي يا أخرة صبري.. تحركت وراءه باتجاه البوفيه ، وهناك كان أمير يتلذذ بالكعك قائلاً : _ هممممم.. يارب اللي عمل البتاع ده يخش الجنة.. يلاهوي الكريم شانتيه اللي بحبه.. دا أنا أكاد من فرط الجمال والدلع أذوب..! كانت جويرية على مقربة منه وسمعته ؛ فانفلتت منها ضحكة ، وانتبه إليها وإلي ضحكتها التي لم يرَ أجمل منها ؛ فقال : _ أذوب.. أذوب.. ياخوانا بقولكم أذوب ! فجأة رأى وجه آخر أمامه ، قائلاً بغضب : _ وهتذوب ليه بقى ان شاء الله !.. فضفض يا حبيبي أنا سامعك..! لم يكن هذا الشخص سوى طه ، فقال أمير ببرود : _ وأنا أقول الجو برد ليه.. أتاري مستر توشيبا واقف قدامي.. رأت خديجة وهي قادمة مع محمد هذا المشهد ؛ فقالت : _ أوبا !! توقف محمد : _ أنا بقلق لما بتقولي الكلمة دي ! _ لحظة واحده علشان الحريقة إللي بجد بقي هتبتدي.. ! _ ليه فيه إيه ؟! _ طه أخويا.. طبعاً عارفه.. اللي متعرفهوش بقى ان دمه حامي وبيغير علينا.. وخاصة جويرية.. مش بس علشان أخوها في الرضاعة.. علشان هي أقرب واحده لسنه وطول عمرهم سوا في كل حاجة.. فعشان كده محدش بيقدر يزعلها ما بالك بقي لو عاكسها ! _ حلو !.. وده إيه علاقته باللي بيحصل ! _ شوف يا أبو الكباتن.. أنا من واقع خبرتي إللي مش قليلة أبداً أبداً.. أقدر أقولك إني مبدئياً كده قريت اللي حصل.. رفع حاجبيه بذهول من كلامها ؛ فقال : _ قولي يا أم العريف ! _ بص يا كابتن مصر.. على ما فهمت كده والله أعلم.. الواد أمير رمى الصنارة على جويرية وغمزت مع طه.. يبقى إيه ؟! _ إيه ؟! _ يبقى عليه العوض ومنه العوض.. فهمت ؟! _ لأ !!! _ مش مهم.. المهم نلحقهم تعالى ورايا. في هذه اللحظة ، قال طه : _ هعمل نفسي مسمعتش حاجة.. فأجابه أمير بتأهب : _ لأ أعمل كده ووريني نفسك.. نظر إليه الآخر للحظات ، ثم قال : _ جويرية .. حور عايزاكى .. تحركت جويرية بتوتر ورأت خديجة تمر بجوارها لتهدئتهما ، قائلة : _ إيه يا رجالة ؟!.. أبعت أجبلكم المطافي ؟! قال محمد : _ هو إيه إللي بيحصل ؟!.. أجابه أمير وهو يرمق طه شذراً : _ أنا عارف ؟.. الواحد واقف في أمان الله بياكل كيك.. جه المحروس يرمي الجتة.. قال طه وهو يطالعه بنفس النظرة : _ بقولك إيه يا محمد.. ابقى خلى حُس يرش المكان.. الحشرات كترت .. يلا يا خديجة.. قالت بضجر : _ لأ اتفضلوا انتوا.. أنا عايزه أدوق الأكل بقى بصراحة..! غادرهم طه، بينما قال الآخر بغيظ : _ أخوكي ده لو مربيتوهوش انتوا .. هربيهولكم أنا.. _ مش لما تتربى انت الأول.. ! قالتها بمزاح فاشتعلت عيناه بغيظ ، أما محمد غرق بنوبة ضحك مجددة ، ثم قال لأمير : _ صلي على النبي يا أمير.. دي أختك الكبيرة باردو..! _ بقى كده يا خديجة.. ماشي أنا هسكت ومش هتكلم.. قالت وهي تتناول قطعة حلوي بفمها : _ لأ اتكلم.. وأوعدك قايمة الأسرار اللى عندي هحكيها بالتفصيل الممل للحاجه ابتهال.. همس له محمد وسط ضحكه : _ مفترية قوي..! أجابه بقهر : _ قوي..! ثم قال لها : _ لا وعلى إيه الطيب أحسن.. على العموم ربنا يسامحك يا ديجة .. أخذ طبق إضافي من الحلوى ورحل وسط ضحكات صاحبنا ، الذي قال : _ قرصة ودن معتبره منك.. _ هو أمير كده يتعوج على الكل.. إنما أنا برزعه واحده الحاجه ابتهال يقلب بعدها قطه بلدي.. _ إنما انتي مش ملاحظه حاجة غريبة ؟!.. أنا مشفتش حد جه البوفيه غيرك انتي وقرايبك.. تعلم أنه يمزح ؛ فقالت بعفوية : _ أصل النشيد الوطني بتاع عيلتنا.. والله ورسوله والوطن.. والأكل.. ضحك للمرة التي لا يعرف عددها : _ طيب شوفي هتاخدي إيه.. علشان أروح للرجالة.. _ طب اتفضل حضرتك وأنا هحصلك.. _ ده على أساس إنك واقفه مع شرين ؟!.. اخلصي يا خديجة علشان أرجعك للبنات.. مضمنش حد يضايقك هنا.. ! كان كلامه صارماً وغير محتملاً النقاش ، فنظرت إليه للحظات ، ثم أشاحت وجهها بعيداً عنه تحاول كبح ابتسامتها..... وأخيراً مرَّ الوقت ومضت تلك الليلة باشتعال.. إحم.. أقصد بسلام.. نوعاً ما ..!!! ᡴꪫ.ᡴꪫ.ᡴꪫ. في اليوم التالي دخلت خديجة الشركة مع طه الذي كان متوتراً ؛ ذلك لأن مقابلته مع والد ندي قد حانت هذا المساء.. كانت الشركة يسودها الهرج والمرج في كل مكان وهمهمات الموطفين تتعالى حولهما ؛ فقالت بعجب: _ هو إيه إللي بيحصل يا طه ؟! _ مش عارف..! تقدما إلي الداخل ورأت محمد يقف وسط الجميع وذراعه في وسطه بغضب ؛ فتوجه إليه طه متسائلاً : _ فيه إيه يا محمد ؟!.. تنهد محمد وهو ينظر إلي خديجة بحزن ، وقال : _ الخاتم اتسرق..! _ خاتم صاحبك..؟! صاحت بها خديجة ؛ فقال : _ هممممم.. أنا ميفرقش معايا الخاتم.. بس لما يتاخد من مكتبي ومن قلب خزنتي في النهار عيني عينك كده.. تبقى بجاحة ولازم أعرف مين إللي سرقه.. وطلع مفتاح لخزنة مكتبي إزاي ؟!.. _ ده أكيد حد قريب منك قوي.. قالها طه قبل أن يأتي له مساعده بسجل الكاميرات الخاصة به والتي لا يخبر أحد عنها ، فدخل معه إلي مكتبه يتفحصها بدقة ، في الخارج وقفت شيري أمامهم جميعاً تصيح بعمال الأمن بمكر : _ إحنا كلنا اتفتشنا.. اشمعني ست خديجة بقى اللي مكتبها متفتشش.. تجمع حولهم الموظفون ، وقال طه بغضب : _ متعقلي كلامك يا شيري.. أختي مستحيل تعمل حاجة زي كده.. ! قالت ببرود وثقة مستفزة : _ أنا مقولتش عملت وألا معملتش.. أنا بس بقولهم يعدلوا.. وألا هي على راسها ريشة ؟!.. وبعدين الشيطان شاطر.. ما يمكن عملت..! صاحت نور : _ انتى عبيطة يا بت انتي ؟!.. والله يا شيري لو متلمتيش نفسك له..... قاطعتها خديجة بهدوء وثقة : _ نور !.. هي عندها حق.. اتفضلوا فتشوا مكتبي.. دخلوا إلي مكتبها ؛ للتفتيش أمام أعين شيري الغاضبة.. لو كانت تعلم أن هذا ما سيحدث وراء سرقتها للخاتم لكانت خبئته في مكتبها ، ولكن خوفها جعلها تبتعد به عن الشركة وتخبئه في سيارتها ، على كل حال كل ما أرادته هو إفساد سعادتها وما يهم أنه حدث.. بعد برهة ، خرج أحد عمال الأمن من مكتبها بالخاتم وهو يقول : _ للأسف.. الخاتم طلع في مكتبك يا آنسة خديجة..! تسمروا جميعهم بصدمة لثواني بعدم فهم ، وأولهم شيري التي لا تفهم كيف وصل ذلك الخاتم من سيارتها إلي مكتب خديجة ؟!.. ، نظرا خديجة وطه إلي بعضهما البعض بعدم فهم قبل أن تستوعب المصيبة التي وقعت على رأسها ، صاح طه بغضب : _ انت قصدك إيه هاه ؟!.. أنا أختي مش حرامية..! _ أنا مقلتش كده يا طه.. بس إحنا لقينا الخاتم في مكتبها.. ارتفع اللغط من حولهم وشعرت خديجة بقدماها لا تحملانها ، لاحظت نور ما بها فأسندتها قائلة : _ خديجة قولي حاجة .. قوليلهم ان انتي لا يمكن تعملي كده.. ! رغم عدم فهم شيري لما حدث ؛ استغلت الفرصة لطردها من الشركة ، قائلة : _ هتقول إيه.. ما إحنا لقيناه في مكتبها.. عندك معني تاني للي حصل غير إنها حرامية ؟.. صاح طه بغضب : _ اخرسي!.. متجبيش سيرتها على لسانك.. _ فيه إيه ؟! صاح بها محمد قبل أن يقترب ، وهو ينظر إلي خديجة بغضب لا يفهم كيف وصلت إلي هذه الحالة ! ، قالت شيري بشماته : _ اتفضل يا مستر محمد.. إللي حضرتك ميزتها عننا كلنا هي إللي سرقت حضرتك.. لقينا الخاتم في مكتبها.. اعتلت الصدمة وجهه وعاد ينظر إليها ، رفعت عينيها لتنظر إليه برجاء تتمني أن يصدقها وانزلقت دموعها ، ثم اعتدلت في وقفتها وتقدمت تقف أمامه ، قائلة برجاء : _ وحياة ربنا أنا ما عملت كده.. والله العظيم أنا مستحيل أسرق حضرتك.. كابتن محمد صدقني أنا مش حرامية.. أنا بخاف ربنا والله.. مستحيل أعمل كده.. حضرتك مبتردش عليا ليه ؟!.. مرت لحظات طويلة مرعبة لها من صمته وهو لا يزال ينظر إليها بغضب.. وعندما لم يتفوه بحرف نظرت إليه بخيبة أمل وهي تبكي بحرقة ، احتضنها طه وهو ينظر إليه بغضب لا يصدق أن تكون هذه ردة فعله ، في هذه اللحظة أخذ محمد قراره ، وأخرج هاتفه وهاتف أحدهم ، بعد لحظات صدر صوت والدتها من الهاتف مرحبة ؛ فانتفضت غير مصدقة من حضن طه الذي قال بنفس صدمتها : _ انت بتعمل إيه يا محمد ؟! أوقفه بكفة يده أمام صمت الجميع في انتظار ما سيُقال ، تنهد وقال بحزم : _ طنط حنان.. أنا آسف اني برن على حضرتك بدري كده.. بس الموضوع ضرورى.. جاء صوتها عبر مكبر الصوت : _ فيه إيه يا ابني ؟!.. قلقتني!.. _ خديجة.. بنت حضرتك.. ضغط على أسنانه قائلاً : _ سرقتني.. انهارت خديجة في البكاء ؛ وقالت حنان : _ بتقول إيه ؟!.. _ زي ما حضرتك سامعه.. خديجة سرقت أغلى حاجة عندي.. ساد الصمت مجدداً ، ثم استطرد : _ سرقت قلبي.. توقف نفسها بعد آخر جملة قالها التفتت تنظر إليه بعدم فهم وسط دموعها ، تلاقت أعينهما في حديث طويل فتقدم ووقف أمامها وهو ينظر إليها بابتسامة عاشقة أمام جميع الموظفين الذين نظروا إليه بصدمة مضاعفة ، وخاصة حينما أردف : _ طنط حنان.. أنا طالب إيد خديجة من حضرتك على سنة الله ورسوله..
نهاية الفصل السادس عشر ♥️ توقعاتكم إيه للبارت إللي جاي 🔥 بحبكم قوي يا حلوين ومستنية دعمكم ♥️ وشكراً من قلبي لكل إللي بيدعموني رغم ظروفي وتأخيري ومكملين معايا من أول الرواية ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.