مع مرور الوقت، بدأت قبيلة شرف الدين و قبيلة ألعدية تتوحد بشكل أكبر. العلاقة بين ألماس و رعد، رغم تعقيدها، بدأت تمهد الطريق لاندماج القبيلتين بشكل تدريجي. أصبحت الاجتماعات المشتركة أكثر انتظامًا، وتبددت الكثير من التوترات بين الطرفين، لكن لم يكن كل شيء يسير بسلاسة.
كانت قبيلة الرواد، التي كانت تراقب عن كثب تطور الوضع بين قبيلتي شرف الدين و ألعدية، تعتبر هذه المصالحة تهديدًا كبيرًا لمصالحها. لذا، بدأت قبيلة الرواد في إثارة الفتن وتهديد القبيلتين لزعزعة الاستقرار الذي بدأ ينشأ بينهما.
في إحدى الليالي، بينما كانت القبيلتين يحتفلان بتوحيدهما، وصل رجل من قبيلة الرواد يحمل رسالة تهديد من زعيمهم. كانت الرسالة واضحة:
"لا يسمح لنا بوجود تحالف بين قبيلتكم. وإذا استمر الأمر، ستكون هناك عواقب."كان الموقف محرجًا بالنسبة للجميع، وكانت نبرة التهديد في الرسالة تثير القلق. رعد وقف، وقد بدا الغضب في عينيه. هو، الذي كان قد بدأ يعتاد على فكرة أن ألماس أصبحت جزءًا من حياته، كان يعلم أنه لا يمكن السماح لأي تهديد بتعكير صفو السلام الذي بدأ يتحقق بين القبيلتين.
"لن نسمح لأحد بأن يهددنا أو يفرقنا." قال رعد بصوت حازم، وهو ينظر إلى رجال قبيلة الرواد الذين وقفوا أمامهم.
"أنت لا تعرفون من نحن." أضاف بحزم، وعينيه تلمعان بالتحدي.لكن كان زعيم الرواد قد أخذ قرارًا بخوض الحرب ضد هذا التحالف الجديد. ومع تزايد التوتر، بدأت الأحداث تتسارع بشكل سريع، وكان الكل في حالة تأهب.
في وسط هذا الصراع، كان رعد يشعر بمسؤولية أكبر تجاه ألماس، خاصة مع تنامي المخاوف من أن قبيلة الرواد قد تهاجمهم في أي لحظة. كان يحبها أكثر مما كان يعترف لنفسه، لكن كان هناك خوف دائم في قلبه بشأن سلامتها.
ذات مساء، بعد أن سمع عن استعدادات قبيلة الرواد للهجوم، قرر رعد أن يتحدث مع ألماس بشكل مباشر. عندما دخل إلى خيمتها، وجدها منهمكة في تجهيز معداتها.
"أنتِ لا يجب أن تكوني في هذا المكان." قال رعد بقلق، وهو يقف أمامها.
"إذا هاجمتنا قبيلة الرواد، قد تتعرضين للخطر. يجب أن تبتعدي عن ساحة المعركة."أجابته ألماس بحزم، عيونها تعكس نفس القوة التي لطالما أظهرتها.
"أنا جزء من هذه القبيلة الآن، ولن أتركهم. إذا كان هناك صراع، فأنا سأكون معكم."لكن رعد لم يستطيع أن يتجاهل خوفه. "أنتِ أكثر أهمية من أي شيء في هذا الصراع." قالها بشكل غير متوقع، مما جعل ألماس تتوقف للحظة، وكأنها كانت تسمع منه شيئًا جديدًا.
"أنتِ لا تفهمين. إذا حدث شيء لكِ..." قال رعد، وهو يحاول إخفاء مشاعره.
"وأنت، هل تعتقد أنك تستطيع أن تمنعني؟" ردت عليه ألماس بابتسامة خفيفة، لكنها كانت تتفهم القلق الذي يظهر في عينيه.
ولكن قبل أن يستطيع رعد أن يجيب، دخلت شخصية جديدة على الخط، شخصية ستغير مجرى الأمور.
في اليوم التالي، بينما كانت القبيلتان تستعدان لملاقاة قبيلة الرواد في معركة حاسمة، وصلت امرأة غريبة إلى مخيم قبيلة شرف الدين. كانت سلمى، ابنة أحد رجال الأعمال الكبار في القبيلة، معروفة بجمالها ورشاقتها، بالإضافة إلى أنها كانت تتمتع بقدرة عالية على التأثير في الأشخاص.
عندما التقت سلمى بـ رعد لأول مرة، شعرت بشيء غريب تجاهه. كان رعد رجلاً قويًا، وعيناه تحملان أعمق المشاعر، لكنه كان بعيدًا جدًا عنها، كما لو كان هناك شيء يعوقه عن الانفتاح. وكانت سلمى تعرف تمامًا كيف تلعب على مشاعر الناس.
بينما كان رعد مشغولًا بالتخطيط للتصدي لتهديد قبيلة الرواد، بدأت سلمى تحاول التقرب منه. كانت تراقب رعد عن كثب، تحاول أن تجد طريقة لإثارة إعجابه. في أحد الأيام، بينما كان رعد يتحدث مع كبار رجال القبيلة حول التحضيرات النهائية، اقتربت منه سلمى بحركة واثقة وقالت:
"إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، فأنا هنا دائمًا. لا تقلق، سأكون إلى جانبك."لكن رعد، الذي كان مركزًا على المهمة، لم يلاحظ تلميحات سلمى المتكررة. ألماس، التي كانت تراقب عن كثب، شعرت بشيء غريب. لم تكن مرتاحة لوجود سلمى، خاصة مع قرب المعركة، وشعور رعد بالمسؤولية الكبير تجاه القبيلة.
وبينما كان رعد يتعامل مع تحضيرات المعركة، بدأت سلمى تحاول أن تجد طريقة لتدخُل في حياة رعد، مما زاد من التوتر بينه وبين ألماس. سلمى كانت تعلم أن التقرب من رعد يعني أن تكون في قلب النزاع، وكان ذلك بالضبط ما أرادت أن تحدثه.

YOU ARE READING
عشق على حدود الدم
Romanceتقديم في عالم حيث تكون الحدود بين القبائل هي الفاصل بين الحياة والموت، يلتقي الكره والحب في نقطةٍ واحدةٍ من التوتر والخطر. ألماس، ابنة زعيم قبيلة شرف الدين، تحمل في قلبها جرحًا عميقًا من الخيانة والحرب، بينما رعد، ابن زعيم قبيلة العدية، يظل محاصرًا...