مرت الأيام بعد عودة رعد من المعركة، وكانت الأجواء في المعسكر قد بدأت بالهدوء تدريجيًا. كانت ألماس تحاول إعادة ترتيب نفسها بعد العناق الذي جمعها مع رعد، ولكن الأمور لم تكن كما توقعتها. كانت الغيرة تسيطر على قلبها بشكل مفاجئ.
في أحد الأيام، بينما كانت ألماس في الخيمة، رأت رعد يتحدث مع فريدة (أحد أفراد القبيلة)، وكانت ابتسامة فريدة واضحة ومشعة في وجوده. شعرت ألماس بشيء ثقيل في قلبها، ولم تستطع أن تزيل هذه الفكرة من ذهنها.
"ما الذي يفعله معها؟" تمتمت في نفسها، وكلما نظرت إلى ابتسامة فريدة الحانية لــ رعد، كلما ازداد شعورها بالغضب والغيرة.
حين اقترب رعد منها لاحقًا، كانت ألماس تبتسم ببرود، متجاهلة محاولاته في الحديث. حاول رعد أن يفهم سبب صمتها، لكن ألماس لم تتحمل الصمت أكثر.
"هل أعجبك حديثك مع فريدة؟" قالت بنبرة حادة، وهي تنظر إليه بعينين مشتعلة بالغضب.
"ماذا تعنين؟" أجاب رعد، وهو يحاول أن يخفف من توتر الموقف.
لكن ألماس كانت قد وصلت إلى مرحلة الغضب التي لم تعد تحتمل. فجأة، وبدون أن تشعر، أرسلت يدها بسرعة إلى خصره، وكأنها تريد أن تحكم قبضتها على قلبه، وتلك الحركة كانت مليئة بالغيرة."أنت لم تفهمني، أليس كذلك؟" قالت بتحدٍ، والدماء تتدفق إلى وجهها. كان شعورها بالغيرة يغلي داخلها بشكل غير متوقع.
"ألماس، لا داعي للغضب." قال رعد، وهو يبتسم بتهدئة، محاولًا أن يقربها منه. لكن ألماس كانت قد قررت أنها لن تكون هادئة بعد الآن.
تطورت المشاعر بين ألماس و رعد بشكل مفاجئ. كان الغضب يتصاعد والغيرة تشتعل، وفي لحظة غير متوقعة، أخذ رعد بيد ألماس إلى جانب أحد جدران المعسكر.
"ماذا تفعل هنا؟" قالت ألماس، عيناها مليئة بالاستفهام.
"أريد أن أفهمك." أجاب رعد، بينما كان يقترب منها خطوة بعد خطوة.
"لكنني لا أريد أن أشرح." ردت، وهي تحاول الابتعاد.
لكن رعد كان قد قرر ألا يتركها تبتعد، فأمسك بمعصمها برفق، ووقف خلفها بقوة. كانت ألماس تشعر بارتباك واضح في جسدها، بينما كان قلبها ينبض بسرعة لم تشعر بها من قبل.وقفا أمام الجدار، وكانت ألماس تقاوم بضعف، لكن في تلك اللحظة كانت تضعف أمامه أكثر. شعر كلاهما بتلك المسافة المتوترة بينهما، وكان رعد ينظر إليها بعينين مليئتين بالاهتمام.
"أنتِ تهمينني أكثر مما تعتقدين." قال رعد، وهو يهمس في أذنها.
لكن قبل أن تتمكن من الرد، اقترب منها أكثر، إلى أن تلامس جسده جسدها أمام الجدار. كانت ألماس في حالة توتر شديد، وتحرك قلبها بسرعة، لكن من شدة تأثيره عليها، لم تستطع الابتعاد.كانت لحظة صمت ثقيلة، بينما ظل رعد مستندًا على الجدار خلفها، غير قادر على إخفاء مشاعره. وفي تلك اللحظة، شعر أن كل شيء بينهما قد تغير. لم يعد مجرد غضب أو مشاعر عابرة، بل كان هناك شيء أعمق وأكثر قوة بينهما.
![](https://img.wattpad.com/cover/385171601-288-k952044.jpg)
YOU ARE READING
عشق على حدود الدم
Romanceتقديم في عالم حيث تكون الحدود بين القبائل هي الفاصل بين الحياة والموت، يلتقي الكره والحب في نقطةٍ واحدةٍ من التوتر والخطر. ألماس، ابنة زعيم قبيلة شرف الدين، تحمل في قلبها جرحًا عميقًا من الخيانة والحرب، بينما رعد، ابن زعيم قبيلة العدية، يظل محاصرًا...