مرّت أيام طويلة بعد وصول رعد و ألماس إلى قبيلة السلام، حيث عاشا في هدوء بعيد عن النزاعات والحروب القبلية. لكن، رغم الراحة التي وجدها كل منهما، كان هناك شيء يؤرقهما، وهو الابتعاد عن قبيلتيهما وأهلهما. ومع مرور الوقت، بدأوا يشعرون بالحنين، خاصة مع غياب التواصل مع العائلات والأصدقاء الذين تركوهم وراءهم.
في أحد الأيام، طلب شيخ قبيلة السلام لقاء مع رعد و ألماس. كان الشيخ رجلاً مسنًا، حكيمًا، وشهيرًا بقدرته على التوسط في النزاعات بين القبائل. عندما دخلا خيمته، بدأ الحديث بهدوء.
"أعرف جيدًا ما تمران به، وأفهم تمامًا مشاعركما. لكن هناك أمر يجب أن أُحذركما منه." قال الشيخ، وهو ينظر إليهما بعينين مليئتين بالحكمة.
"قبيلتكما لن تترككما تبتعدان بسهولة، وأنا هنا اليوم لأقترح عليكم الحل."قال رعد: "هل تقترح علينا العودة؟"
"نعم، العودة إلى قبيلتكم ليست فقط حقكما، بل أيضًا جزء من المسؤولية. لكن يجب أن يكون هناك صلح، وأنتما من يجب أن يبدأ بالتنازل."نظر رعد و ألماس إلى بعضهما البعض. كانا يعلمان أن العودة تعني مواجهة التحديات والتقاليد الصارمة، ولكن في نفس الوقت، كان حبهما أقوى من أي شيء آخر.
"ماذا تعني بالصلح؟" سأل رعد بقلق.
"الصلح يعني أن تقبلوا العودة بشروط محددة، وهي أن تقفوا أمام شيوخ قبيلتكم وتعترفوا بحبكم لبعض، وأن تقنعوا الجميع أن عودتكما ستكون بداية جديدة للقبيلتين، بلا نزاعات ولا تدخلات قاسية. هذا هو الشرط الوحيد."ألماس أخذت نفسًا عميقًا، ثم قالت: "إذا كان ذلك ما يتطلبه الأمر لنبني حياتنا معًا، فنحن مستعدان."
رعد أومأ برأسه وقال: "لن نعود إلا إذا كان ذلك سيضمن السلام بيننا وبين قبيلتنا، وإذا كان يمكننا أن نعيش معًا بدون قيد أو شرط."
بعد أن تقبلا شروط شيخ قبيلة السلام، قرر رعد و ألماس العودة إلى قبيلتيهما، بعد أن اتفقوا على أن يكون الحب والاحترام هما أساس العلاقة بين القبيلتين. كانت العودة محفوفة بالمخاطر، حيث كانت القبيلتان في حالة من التوتر، لكن رعد و ألماس قررا أن يواجهوا مصيرهم معًا.
عندما دخلا إلى ساحة القبيلة، وقف الشيوخ جميعهم، وكان الصمت يخيم على المكان. الجميع كان في انتظار اللحظة التي سيعترف فيها الزوجان بحبهما أمام الجميع. تقدم رعد أولًا، وقال بصوت قوي، لكن مليء بالعاطفة:
"لقد اخترتُ ألماس، ولن أندم على اختياري أبدًا. نحن هنا لننهي هذه الصراعات، ولن نعود إلى الوراء. حبنا أقوى من كل شيء."ثم تقدمت ألماس، وقالت بنبرة هادئة ولكن مليئة بالصدق:
"أنا أيضًا اخترتُ رعد، ولن أسمح لأي شيء أن يفرقنا. حبنا لا يتعارض مع تقاليدنا، بل يعززها. سنكون معًا من أجل مستقبل أفضل للقبيلتين."كانت كلماتهم كالصاعقة على الجميع. الشيوخ نظروا إلى بعضهم البعض، وبعد لحظة من الصمت، وافقوا على قبول عودتهما.
"لقد أظهرتم لنا أن الحب يمكن أن يكون جسرًا بين القبائل، وليس سببًا في النزاع." قال شيخ قبيلة شرف الدين، وهو يبتسم لأول مرة منذ أيام.ثم أضاف شيخ قبيلة ألعدية:
"إذا كنتم قادرين على بناء هذه الوحدة، فإننا نرحب بعودتكم. لكن تذكروا، السلام بيننا هو الأهم.""نعدكم بذلك." قال رعد، وهو يمسك بيد ألماس بكل فخر.
بعد أن تم الصلح بين القبيلتين، عاد رعد و ألماس إلى حياتهم معًا. تزوجا في احتفال ضخم، بحضور شيوخ القبيلتين وأفراد العائلة. كانت تلك اللحظة التي تترقبها القبيلتان، وتمنى الجميع أن تكون بداية جديدة مليئة بالسلام والفرح.
مرت الأيام، وعاش الزوجان في تناغم معًا. كانت القبيلتان تعملان معًا لتطوير مناطقهم، وتعزيز العلاقات بينهما. كان رعد و ألماس قد أصبحا رمزًا للوحدة والاحترام بين القبيلتين، وحكايتهما أصبحت درسًا للأجيال القادمة.
وأخيرًا، كما وعدا، عاشت القبيلتان في سلام، ولم يكن هناك مكان للغضب أو الحروب بعد الآن. أما رعد و ألماس، فقد أكملا حياتهما معًا، لا يفترقان أبدًا، وعاشا بسعادة في قبيلتهما، حيث كان الحب هو أساس كل شيء.
النهاية.
YOU ARE READING
عشق على حدود الدم
Romanceتقديم في عالم حيث تكون الحدود بين القبائل هي الفاصل بين الحياة والموت، يلتقي الكره والحب في نقطةٍ واحدةٍ من التوتر والخطر. ألماس، ابنة زعيم قبيلة شرف الدين، تحمل في قلبها جرحًا عميقًا من الخيانة والحرب، بينما رعد، ابن زعيم قبيلة العدية، يظل محاصرًا...