عندما وصل رعد و ألماس إلى ساحة القبيلة، كان الجميع في انتظارهم، والعيون مليئة بالدهشة والغضب. كانت القبيلتان مشتعلة بالحماس بعد اختفاء ألماس وعودتها مع رعد بعد الخطف. لم يكن أحد يتوقع أن يعودا معًا بهذه الطريقة. كانت الأجواء مشحونة تمامًا، والكل ينتظر ردة فعل الشيوخ.
"أنتم تجرؤون على معارضة إرادة القبيلة؟" قال أحد شيوخ قبيلة ألعدية بنبرة حادة، وهو يرمق رعد و ألماس بنظرات غاضبة.
"لقد خالفتم التقاليد، والآن يجب أن تدفعوا ثمن أفعالكم." أضاف شيخ آخر من قبيلة شرف الدين، وهو يطرق بعصاه على الأرض، في إشارة إلى شدة غضبه.لكن رعد لم يتراجع. ظل واقفًا، وعيناه مليئتان بالعزم، وتوجه نحو الجميع قائلاً:
"لقد اخترتُ أن أكون مع ألماس، ولن أسمح لكم بتدمير ما بيننا. الحب لا يعترف بالتقاليد، ولا يمكنكم منعنا."ألماس التي كانت بجانبه، لم تستطع أن تخفي مشاعرها. توجهت نحو القبيلة وقالت، وهي تتنفس بصعوبة:
"أنا أحب رعد، ولم أعد أستطيع أن أعيش بدون هذا الحب. لم يعد يهمني إذا كان هذا يتوافق مع قوانين القبيلة أو لا."كانت الكلمات التي خرجت من فم ألماس كالرصاص على آذان الجميع. بعض أفراد القبيلة كانوا في حالة صدمة، والبعض الآخر شعر بالغيرة والاحتقار. كان هناك خوف من رد فعل الشيوخ، لكن رعد و ألماس وقفا معًا، متحدين في وجه كل هذا.
"لن نسمح لأحد أن يفرقنا. سنكون معًا رغم كل شيء." قال رعد، وهو يمد يده نحو ألماس.
كان الصراع بين القبيلتين قد وصل إلى ذروته، والشيوخ الذين كانوا يراقبون المشهد لم يعودوا قادرين على التحمل. "ماذا نفعل الآن؟" قال شيخ قبيلة ألعدية بصوت حاد.
"أنتما تُهدِّدان كياننا، ويجب أن تفرقا فورًا." أضاف شيخ قبيلة شرف الدين، وهو يشير إلى ألماس و رعد.لكن رعد لم يكن ليصمت. "لن أبتعد عن ألماس، هذا هو قراري، وإن كان ثمنه دماءنا." قال بصوت قوي، وعيناه تلمعان بالحزم.
"إذا لم تقبلوا عودتنا، فسنرحل عنكم، ونجد مكانًا آخر." أضافت ألماس بحزم، رغم الخوف الذي كان يملأ قلبها.كانت القبائل على وشك الدخول في صراع مفتوح، والشيوخ يصرون على إتمام الزواج القسري لـ ألماس مع باسم، إلا أن رعد كان قد قرر أن يهرب مع ألماس بعيدًا عن هذه الأجواء المشحونة.
وفي ليلة مظلمة، قرر رعد أن يركب خيلها برق، وهو حصان سريع لا يخطئ طريقه أبدًا. كان هذا هو الخيار الوحيد أمامهم للهروب من قبائلهم والتوجه إلى قبيلة السلام، التي كانت تشتهر بكونها محايدة في النزاعات بين القبائل.
"هل أنتِ مستعدة للرحيل؟" قال رعد وهو يقف أمام ألماس، وعيناه مليئتان بالعزم.
"نعم، سنرحل. سنكون معًا، بغض النظر عن الصعاب." ردت ألماس، بينما كانت تلمس برق، الذي كان جاهزًا للانطلاق.ركبوا الخيل بسرعة، واتجهوا في الليل عبر الطرق الوعرة. كان الهروب مليئًا بالخطورة، لكنهم لم يهتموا. كان حبهم أقوى من أي تهديد، وأملهم في العيش معًا بلا قيود يشتعل في قلب كل منهما.
مع مرور الأيام، ابتعد رعد و ألماس عن القبيلتين، وكانت الرحلة صعبة، لكنها مليئة باللحظات التي عززت الرابط بينهما. لم يكن لديهم سوى بعضهم البعض، وكان هذا يكفيهم.
أخيرًا، بعد رحلة طويلة، وصلوا إلى قبيلة السلام، وهي قبيلة نائية تحترم حقوق الأفراد، بعيدًا عن النزاعات القبلية. كانت ألماس و رعد يعلمان أن حياتهما ستكون مختلفة تمامًا هنا، بعيدًا عن الحروب والتقاليد القديمة التي تعيق الحب.
"لقد وصلنا أخيرًا، لا أحد يمكنه أن يفرقنا الآن." قالت ألماس، وهي تنظر إلى رعد بحب لا يوصف.
"أنتِ لي، وأنا لكِ، لا شيء يمكن أن يوقفنا." قال رعد، وهو يمسك بيدها، ليقويا على المواجهات المقبلة.
YOU ARE READING
عشق على حدود الدم
Romanceتقديم في عالم حيث تكون الحدود بين القبائل هي الفاصل بين الحياة والموت، يلتقي الكره والحب في نقطةٍ واحدةٍ من التوتر والخطر. ألماس، ابنة زعيم قبيلة شرف الدين، تحمل في قلبها جرحًا عميقًا من الخيانة والحرب، بينما رعد، ابن زعيم قبيلة العدية، يظل محاصرًا...