المعركة بين قبيلة شرف الدين و قبيلة الرواد، كان التوتر في المخيمات يصل إلى ذروته. كانت قبيلة الرواد قد بدأت بالفعل بتحريك قواتها نحو المعسكر، وأصبح الجميع في حالة تأهب. في ذلك اليوم، دقت طبول الحرب في المعسكرات، وساد الجو الحماس والترقب. كان الجميع يتحدث عن المعركة القادمة وكأنها معركة حاسمة مصيرية.
لكن بين كل هذه الفوضى، حدث شيء غير متوقع.
في لحظة حاسمة، اكتشف رعد أمرًا غريبًا. بينما كانت القبيلة تتأهب للقتال، عثر أحد رجال قبيلة شرف الدين على رسالة مشبوهة مخبأة في حقيبة سلمى. عندما تم فتح الرسالة، تبين أنها كانت تحمل معلومات حساسة عن خطط القبيلة، بالإضافة إلى رسائل كانت تُرسل سرا إلى قبيلة الرواد، مما كشف أن سلمى كانت تعمل كجاسوسة لصالحهم.
كان الخبر صادمًا، خاصةً لــ رعد، الذي بدأ يشك في نوايا سلمى منذ البداية. وعندما تم استجوابها، اعترفت بارتباطها بقبيلة الرواد وأنها كانت تحاول اختراق قبيلة شرف الدين من الداخل.
"لم أكن أريد ذلك... كان فقط لأجلهم." قالت سلمى، وهي تبدو في حالة انهيار. لكن القبيلة لم ترحمها، وفور اكتشاف خيانتها، كان حكم الإعدام هو المخرج الوحيد لحماية القبيلة من المزيد من الفتن.
وما إن وقعت الحادثة، حتى أصبح القلق يسيطر على الجميع. ألماس، التي كانت تراقب الموقف عن كثب، شعرت بصدمة كبيرة، ولكنها لم تكن تستطيع إخفاء شعورها بالخوف. كانت الحرب على الأبواب، وكان فقدان أحد أعضاء القبيلة بهذه الطريقة يثير الفزع أكثر من أي وقت مضى.
وفي ذلك المساء، كانت طبول الحرب تدق في ساحة المعركة، معلنة عن بداية المواجهة الكبرى. الجميع استعد للمواجهة، والرجال يحملون أسلحتهم جاهزين للقتال، بينما ألماس و رعد كانا في خيمة القيادة.
"لن نسمح لهذا بالحدوث. سنقاتل كما لم نفعل من قبل." قال رعد، وهو يقف أمام مجموعة من الرجال في ساحة المعركة.
"اليوم، إما أن ننتصر، أو نكون قد خسرنا كل شيء."لكن قبل أن يخرج الجميع للقتال، كانت هناك مفاجأة جديدة تنتظرهم.
بعد أحداث موت سلمى وتهديدات قبيلة الرواد، أصبح التوتر بين رعد و ألماس أكثر وضوحًا. لم يعودا قادرين على إخفاء المشاعر التي بدأت تتسلل بينهما مع مرور الوقت.في أحد الأيام قبل المعركة، كان رعد و ألماس يجلسان في خيمة القيادة، يتحدثان بصوت منخفض. كانت اللحظات بينهما قد أصبحت أكثر دفئًا، والتقارب بينهما يزداد بشكل مفاجئ. لم يكن هناك مجال للشك في أن ما كان يجمعهما أكبر من مجرد التزام بالزواج القسري.
"أنتِ تعلمين أننا قد لا ننجو من المعركة." قال رعد بصوت حازم، وهو ينظر في عيون ألماس.
"إذا حدث شيء لي... أريدك أن تعرفي أنني..." لكن لم يكمل جملته."أنا هنا." قالت ألماس، بابتسامة بسيطة. كانت قد بدأت تدرك أن مشاعرها نحو رعد قد أصبحت أكثر عمقًا مما توقعت.
لحظات من الصمت، قبل أن يقترب رعد منها قليلاً، وتحركت أصابعه في شعرها بشكل غير إرادي. كان ذلك تلامسًا خفيفًا، لكنه كان يحمل الكثير من المعنى بينهما. لم يكن التلامس الذي حدث بينهما مجرد تصرف عابر؛ بل كان يحمل شعورًا جديدًا بالراحة بين الطرفين، وكأن الحرب لم تكن سوى جزء من عالم آخر.
في وسط كل هذا التوتر، كان هناك لحظة من المرح التي غيرت الجو تمامًا. بعد أيام من الاستعدادات القتالية، كان رعد و ألماس يقفان بجانب الخيول، يستعدان للركوب إلى ساحة المعركة. لكن أثناء تحضير رعد لخيل ألماس، تبين أنه قد ربط الحبل الخاص بالخيل بطريقة خاطئة، مما جعل الخيل يرفض التحرك.
"هل أنتِ متأكد أنك تعرف كيف تدير هذا الخيل؟" قالت ألماس، وهي تضحك من الموقف، بعدما حاول رعد رفع السرج على الخيل بشكل غير صحيح.
"أعتقد أنني فعلت ذلك مرات عديدة..." قال رعد وهو يبدو محرجًا قليلاً، بينما حاول إصلاح الموقف. لكن الخيل كانت ترفض تمامًا التعاون.
وفي النهاية، ألماس هي التي قامت بتعديل الحبل بطريقة سريعة، مما جعل الخيل يتحرك بشكل طبيعي. "ربما أنت بحاجة لبعض الدروس." قالت ألماس، مبتسمة له بتحدٍ.
"أنتِ تستهزئين بي الآن؟" قال رعد وهو يبتسم، لكنه كان يقدر سرعتها في التعامل مع الموقف.
ثم ضحك الاثنان معًا لأول مرة، وكان الضحك يشع الأمل في قلبيهما وسط حالة التوتر المحيطة. كانت تلك اللحظة بمثابة تذكير بأن في قلب الصراع، هناك أيضًا مساحة للتقارب واللحظات الصغيرة التي يمكن أن تكسر الجمود.
YOU ARE READING
عشق على حدود الدم
Romanceتقديم في عالم حيث تكون الحدود بين القبائل هي الفاصل بين الحياة والموت، يلتقي الكره والحب في نقطةٍ واحدةٍ من التوتر والخطر. ألماس، ابنة زعيم قبيلة شرف الدين، تحمل في قلبها جرحًا عميقًا من الخيانة والحرب، بينما رعد، ابن زعيم قبيلة العدية، يظل محاصرًا...