بعد أسابيع من الهدوء النسبي، انقلبت الأمور بين قبيلتي شرف الدين و ألعدية بشكل مفاجئ. كان الصراع على السلطة والنفوذ بين القبيلتين قد بدأ يتصاعد مرة أخرى، وأصبحت كل قبيلة ترى في الأخرى تهديدًا لوجودها.
في ظل هذا الصراع، قرر شيوخ القبيلتين أن ألماس و رعد يجب أن يتوقفا عن العلاقة التي كانت تجمع بينهما، وذلك بهدف تفادي أي حرب قد تدمّر القبيلتين. وبالطبع، فرضوا على ألماس أن تتزوج من باسم، وهو شاب من قبيلة ألعدية، كحل لتقوية الروابط بين القبيلتين وإخماد الصراع. كانت ألماس مجبرة على قبول هذا الزواج رغم مشاعرها تجاه رعد.
"لا أريد أن أتزوج من شخص آخر!"، قالت ألماس بصوت محموم في وجه شيخ القبيلة.
"إنها إرادة القبيلة، ولن تستطيعين رفضها." رد شيخ القبيلة وهو ينظر إليها بحزم.بينما كانت ألماس في صراع داخلي، كان رعد قد اكتشف الخبر فجأة، وعيناه تشتعل بالغضب. "لن أسمح لهم بأخذها مني!" كان يردد ذلك لنفسه وهو يستعد للذهاب إلى مكان ألماس، لكن قبل أن يصل إليها، اختطفها من مكان الزفاف.
-كانت ألماس تقف أمام الموكب الذي جهزته قبيلة ألعدية للاحتفال بزواجها من باسم. قلوب أفراد القبيلة كانت مليئة بالفخر والفرح، لكن ألماس كانت تشعر بأن قلبها سينفطر من الألم. كلما نظرت إلى باسم، كان يزداد إحساسها بالضياع.
بينما كان الجميع مشغولًا في استعدادات الزفاف، شعر الجميع فجأة بوجود حركة غير عادية، ثم اكتشفوا أن رعد كان يجر ألماس بعيدًا عن الأنظار، لا أحد كان يعرف ما الذي يجري.
"ماذا تفعل هنا؟" قالت ألماس بلهجة مندهشة وهي تشد يده.
"أنتِ لي، ولن أسمح لهم بتزويجك من أحد آخر." همس رعد في أذنها، وهو يسحبها بعنف إلى مكان بعيد.بعد أن خطف رعد ألماس، اختبأ بها في أحد الأماكن المعزولة التي لا يعرفها أحد. كانت ألماس في حالة من الفوضى العاطفية، في حين كانت مشاعر رعد مختلطة بين الغضب والحب.
"هل تفهم ما الذي تفعله؟" قالت ألماس، بينما كان قلبها ينبض بسرعة. "لم يكن لدي خيار آخر."
"لن أسمح لكِ بالزواج من باسم، سأخطفك إذا لزم الأمر." رد رعد بنبرة حاسمة، وهو ينظر إليها بعينين مليئتين بالتهديد.
لكن ألماس لم تكن على يقين من نواياه. "لكن ما الذي سيحدث الآن؟" قالت بقلق، وهي ترى أن الأمور تزداد تعقيدًا.
بينما كان رعد و ألماس مختبئين، بدأت القبيلتان في البحث عنهما. كان كل فرد في القبيلتين يعلم أن رعد قد خطف ألماس، ولم يكن أحد يعلم كيف ستنتهي هذه القضية.
لكن، في لحظة كانت فيها ألماس و رعد يتحدثان عن مصيرهم، قرر رعد أن يعيدها إلى قبيلتها. كانت عيون ألماس تلمع بالغضب والحيرة، لكنها قررت أن تواجها جميعًا، حتى لو كلفها الأمر مواجهة القبيلة بأكملها.
"لن أسمح للقبيلة بأن تتحكم بحياتي. أنا معك، لكن علينا أن نواجه هذا معًا." قالت ألماس بنبرة قاطعة.
حينما عادوا إلى قبيلتهما، كانت المواجهة حتمية. رفض رعد و ألماس الالتزام بالقواعد التقليدية، وواجهوا الغضب الذي كان ينتظرهم. في النهاية، كانت القبيلتان مضطرتين إلى التفاوض، لكن الغيرة والتوتر بين رعد و ألماس لم تختفِ بعد.
YOU ARE READING
عشق على حدود الدم
Romanceتقديم في عالم حيث تكون الحدود بين القبائل هي الفاصل بين الحياة والموت، يلتقي الكره والحب في نقطةٍ واحدةٍ من التوتر والخطر. ألماس، ابنة زعيم قبيلة شرف الدين، تحمل في قلبها جرحًا عميقًا من الخيانة والحرب، بينما رعد، ابن زعيم قبيلة العدية، يظل محاصرًا...