خيوط الحب تتشابك في الظلال

9 8 0
                                    

توقفت جماعة جيرايا أمام نزلٍ لليانبيع الحارة يتلألأ في زوايا المدينة، حيث نظر جيرايا إلى باب النزل بفرحٍ غامر، بينما أبدى الآخرون نظراتٍ من اشمئزازٍ، متسائلين في أنفسهم عن دوافعه. عندها، جذبت كونان ياقته بشدة، قائلة: "لا وقت لدينا."

انتفض كالطفل بين يديها، بينما كانت كونان تسحبه خلفها، وامامه، كان ناغاتو وياهيكو ينظران إليه بنظراتٍ تحمل الشفقة.

على الجانب الآخر، كان ناروتو في مكتبةٍ يبحث عن معلوماتٍ حول العصابة التي تهدد حياة هيناتا، لكنه لم يجد شيئًا مفيدًا، إذ كانت العصابة قد أخفت كل شيءٍ يتعلق بها. حكّ رأسه بانزعاج، وقرر أخيرًا الاستعانة بمساعدة.

"ساساكي!" نادى بصوتٍ عالٍ.

دخل الغرابي، وبدت على ملامح وجهه علامات الانزعاج.

"ماذا تريد؟"

نظر إليه الأشقر بنظراتٍ نارية، كيف يتجرأ على مخاطبة رئيسه بهذه الطريقة، لكن بعد لحظات، انفجر الاثنان ضاحكين.

"نادي شيكمارو لتحليل الأوراق واكتشاف أي شيءٍ عن العصابة." قال ناروتو.

نهض من مكانه، مرتديًا سترته على كتفه.

"سنتحرك أخيرًا." رد ساساكي.

كانت نظراته مثبتة على رئيسه وهو يغادر.

"نعم، بمعرفة تفاصيل أكثر عن العصابة، وعندما يصل جيرايا سينسي، سنهجم عليهم."

"يبدو أن جيرايا سينسي وتلاميذه قد وصلوا اليوم إلى اليابان، سيتطلب الأمر يومًا آخر للوصول إلى كونوها."

تبادل الاثنان النظرات، وقالا بصوتٍ واحد: "هذا إن تخلص من عادته."

خرج الأشقر من الباب، لكن قبل أن يغادر، التفت إلى الغرابي: "أين هيناتا؟"

حدق الغرابي مطولًا في رئيسه، عازمًا في قلبه على عرقلة هذا الطلب، لكنه أجاب في النهاية: "في المتجر التجاري."

"شكرًا ساساكي." قال، وهو يلوح بيده معلنًا مغادرته.

وقفت ذات العيون اللؤلؤية أمام مجموعةٍ من الفساتين، محتارة بين الأسود والأبيض. كانت التصاميم جميلة، ورغبت في شرائها جميعًا، لكنها كبحت نفسها، تحاول التخلص من هذه العادة. بينما كانت في حيرة، شعرت بأنفاسٍ فوق رأسها، الفتت لتجد الأشقر واقفًا خلفها، يراقب الفساتين بتمعن. شهقت من الخوف وتراجعت للخلف، مما جعل الزبائن ينظرون إليها باستغراب. أدركت ذلك، فوضعت يديها على فمها، وانحنت معتذرة عن تعكير الجو.

بينما لوح الاشقر بيديه مبتسمًا لردة فعلها اللطيفة: "يا لها من مصادفة جميلة، يبدو أننا نلتقي كثيرًا."

فكرت هيناتا في نفسها، "مصادفة؟ من سيصدق أنها مصادفة؟ منذ قدومه إلى كونوها، استمرت لقاءاته مع ناروتو، بدأت في الحديقة، ثم في المقهى، وتبين انه جاره ،والآن ها هو هنا في المركز التجاري."

"نعم، إنها مصادفة غريبة." ثم أضافت بنبرةٍ مشبوهة: "كأنك تتبعني."

التفت الأشقر يمينًا ويسارًا، فلم يرَ أحدًا، ثم أشار إلى نفسه: "من أنا؟"

أومأت الفتاة برأسها، ونظرتها كانت تكاد تحرق الواقف أمامها. لوح الأشقر بيديه في الهواء رافضًا فكرته: "لا، لا يمكن. أنا هنا فقط أتسوق، وصدفة أن رأيتك محتارة أمام متجر الفساتين."

تجولت عيناها اللؤلؤيتان تفحصان جسده، ورأت أكياسًا كرتونية في يده. "إذن لم يكن يكذب، كانت مجرّد مصادفة." فكرت في نفسها.

تجاهلته وعادت لتفحص الفساتين بعينيها. نظر إليها الأشقر باهتمامٍ شديد، ورآها منسجمة تمامًا، ثم نظر إلى الفساتين: "ماذا تفعلين؟"

"أحاول اختيار فستانٍ مناسبٍ."

"هل ستخرجين في موعد؟" سأل، مفكرًا إن كانت ستخرج مجددًا إلى البار.

هزت الفتاة رأسها بالنفي: "أحاول فقط قضاء بعض الوقت."

نظر إليها الأشقر بنظرات إغراء، وهو يعض شفتيه: "إن كنت تشعرين بالملل، أستطيع أن أعرّفك على أماكن مثيرة في كونوها."

نظرت ذات العيون اللؤلؤية إليه باشمئزازٍ واضح، تفكر أنه منحرف: "لا شكرًا."

ضحك الأشقر بخفّة: "كانت مزحة."

ثم عاد لينظر إلى الفساتين، وقع نظره على فستانٍ أزرق دون أكمام، بسيط من الأمام، لكنه يحمل ذيلًا من الخلف مطرزًا بفراشات زرقاء جميلة، وأشار إليه: "هذا سيبدو جميلًا عليك."

نظرت إليه ثم إلى الفستان، وحقًا كان فستانًا جميلًا، لكنها استغربت من قوله إنه سيبدو جميلًا عليها.

"معك حق، إنه فاتن."

"سيبدو فاتنًا أكثر عليك." خرجت الكلمات دون وعي، وعندما أدرك ما قاله، استدار ليجد هيناتا تنظر إليه باستغراب. احمر وجهه كحبة الطماطم، ثم أبعد عينيه عن عينيها: " أراك مرة أخرى." وهرب بسرعة كالقط.

نظرت الفتاة إلى الطريق الذي اختفى منه الأشقر مثل الضباب، ثم إلى الفستان، مفكرةً في نفسها: "لم لا يبدو جميلًا؟"

نادت إحدى الموظفات، وهي امرأة جميلة في منتصف الثلاثينيات، بشرة بيضاء وشعر بني مموج، وعيون حمراء كالياقوت النادر: "كيف أستطيع مساعدتك، آنستي؟"

"أريد تجربة هذا الفستان." قالت وهي تحمل الفستان بيدها.

"يا له من اختيارٍ جميل، آنستي. اسمحي لي أن أدلك على غرفة قياس الملابس."

تبعته هيناتا إلى الغرفة الصغيرة. دخلت الغرفة، وغيّرت ما كانت ترتديه، حيث كانت ترتدي فستانًا أزرق سماويًا بسيطًا وسترةً بسيطة باللون الأبيض ا. وعندما خرجت من الغرفة، وضعت كوريناي يدها على فمها مندهشة بجمالها: "آنستي، تبدين جميلة كأن هذا الفستان صُمم لك شخصيًا."

احمرت الفتاة خجلاً: "شكرًا لك، سأخذه."

وعادت إلى الداخل، نظرت إلى نفسها في المرآة، وأعجبت بشكلها: "يملك ذوقًا جميلًا." تمتمت لنفسها وهي تتذكر ناروتو.

لقاء القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن