تململ الأشقر وهو يحك خده بإصبعٍ متوتر، غير مصدقٍ ما يراه. سأل هيناتا للمرة المائة: "هل تعيشين هنا؟"
نظرت ذات العيون اللؤلؤية إلى منزله مرةً أخرى بسبب شك ناروتو، أصبح لديها شعور بأنها أخطأت في تحديد منزلها. "أجل، هل من مشكلة؟"
حك الأشقر مؤخرة رأسه وهو يلعب بعيونه. "حسناً، في الواقع، أنا أعيش هنا في الشقة 109."
كان المبنى عبارة عن شقق للإيجار. رغم ثروة هيناتا، فضلت استئجار شقة رخيصة لتجنب الشبهات. بينما كان الأشقر يعيش في هذه الشقة أيضاً لتجنب الأضواء، زعيم أشهر عصابة ووريثة هيوغا، كان من المتوقع أن يعيش في منازل فخمة أو فنادق ذات خمس نجوم، لكنهما أرادا البساطة فقط.
نظرت له هيناتا باستغراب، وشعرت أنه يتبعها. لكنها تذكرت عندما انتقلت إلى هنا، أرادت أن تحييا جيرانها، لكنها لم تجد مستأجر الشقة109. أخبرتها عجوز أن هذا المستأجر يتأخر في عمله في الشركة حتى وقت متأخر، وأحياناً لا يعود إلى المنزل لأيام. لكن الحقيقة كانت أن ناروتو يبقى خارجاً حتى وقت متأخر ينفذ طلبات العملاء. لم تكن هيناتا العملية الوحيدة له، إذ كانت تأتيه يومياً مئات الطلبات، أغلبها تتضمن الاغتيالات، لكنه اليوم أخذ راحة وكلف ساساكي بمهماته.
"أنت هو المستأجر الدائم، تعمل ساعات إضافية في الشركة؟" قالت هيناتا، وهي تضرب قبضة يدها براحة يدها.
استغرب ناروتو من كونه موصوفاً كموظف شركة، ثم تذكر أن إحدى العجائز سألته عن عدم عودته إلى المنزل لعدة أيام، وكان هذا عذره. "أجل، أنا هو"، رد ناروتو بتوتر.
"انتظر هنا"، قالت هيناتا وهي تفتح باب شقتها.
استغرب ناروتو من تصرفها.
دخلت هيناتا بسرعة إلى الشقة وأخرجت من الثلاجة علبة متوسطة الحجم وعادت إلى مكان ناروتو، أعطته إياها في يده، وازداد استغراب ناروتو أكثر. "ما هذا؟" سأل ناروتو.
"إنه حلويات، اشتريته لأعطيه للجيران قبل أيام، وكنت أنتظر صاحب الشقة رقم 109"، ردت هيناتا وهي تلعب بأصابعها.
ابتسم ناروتو وأخذ قطعة منها ليأكلها. "شكراً لك، هينا"، قال وهو يتلذذ بقطعة الشوكولاتة.
ابتسمت هيناتا، ودون أن تشعر، وجدت قطعة شوكولاتة على شكل قلب تدخل فمه. نظرت إلى ناروتو ورأته يبتسم. "مني إليك"، قال وهو يضحك.
لم يكن يعرف الأشقر سبب تصرفه هذا، لكن احمرار خدود هيناتا من فعلته جعله مبتسماً وسعيداً.
أكلت ذات العيون اللؤلؤية قطعة الشوكولاتة. "لا تعمل ساعات إضافية في الشركة، ذلك مضر بصحتك"، قالت وهي تتراجع خطوة بخطوة حتى وصلت إلى بابه، انحنت وهي تدخل.
فكر الأشقر أن خجلها لطيف وغادر وهو يأكل الشوكولاتة. "حسناً، سأعود باكراً من أجلك، عزيزتي. من الأفضل لك أن تكوني في انتظاري".
فتحت الباب ورمت عليه فردة حذاء. "لا تعد أبداً"، قالت، وخدودها منتفخة حمراء.
بينما الأشقر ضحك أكثر والتقط فردة الحذاء وأعادها لها. "هل تريدين أن تكوني سندريلا خاصتي برمي فردة حذائك علي، عزيزتي؟" قال ناروتو مازحاً، لكن تلقى صفعة على وجهه الجذاب بعد أن صفعته، وأغلقت الباب في وجهه.
بينما ناروتو فقط ضحك وهو يتجه إلى شقته. "إنها قوية"، فكر في نفسه، "لكنه مثل قطة تعض صاحبها وتحتاج إلى حمايته".
____
"هذا بسبب أنها هيناتا، تظن أنني أعمل موظفاً في الشركة. تبين أنه جارتي"، قال ناروتو بتوتر.
حاول الأربعة كتم ضحكاتهم، لكن خانهم التعبير.
استغرب ناروتو من ذلك. "لحظة، هل كنتم تعلمون؟" سأل ناروتو محتاراً.
"أجل، أنت الوحيد الذي لم يعلم"، قال ساساكي وهو يضحك، أخيراً ضحك ذلك الوجه البارد.
"حقاً... يا لكم من أوغاد، لماذا لم تخبروني؟"
من بين ضحكات الجميع، قالت إينو وهي تضرب كتف الأشقر: "هذا بسبب أنك كنت دائماً في مهمات، وكان ساساكي يراقب هيناتا. أردنا رؤية ردة فعلك فقط". ضحك الأشقر معهم.
أنت تقرأ
لقاء القدر
Fanficغادرت مسقط رأسي بعد الفاجعة التي حلت بعائلتي، تاركة خلفي ذكرياتي وأحزاني. الآن، أشعر وكأنني مجرد روح هائمة، تبحث عن ملاذ في عالم جديد. رحلتي إلى كونوها كانت محاولة للابتعاد عن تلك العصابة التي أدمت قلبي، عسى أن أجد راحة البال التي أفتقدها. لكن، لسوء...