خرجت ذات العيون اللؤلؤية، تتلألأ نظراتها بسعادة كأنها تحتضن نور الشمس. ابتسامة عريضة زينت وجهها، وخدودها الوردية تتلألأ كزهور الربيع في بستان مفعم بالحياة. انسدل شعرها الأسود بحرية، يرفرف مع نسيم الهواء كأجنحة طائر يحلق في الأفق. حملت كيسًا كرتونيًا ، تسير بخطوات مفعمة بالبهجة نحو مقهى "إينو"، لكن شعورًا غريبًا تسلل إلى قلبها، كأنما يدٌ خفية تضغط على منطقة كبدها. نظرت إلى الأسفل برعب، لترى يدًا ترتدي قفازات سوداء، توجّه مسدسًا نحوها، همس بصوت خافت: "تصرفي بشكل طبيعي، ألا إن كنت تريدين أن تصبحي جثة هامدة أمام هذا الحشد من الناس."
توقف قلبها عن النبض وكأن الزمن قد تجمد. ارتجفت يدها وهي تمسك بالكيس، وصوت "كيبا" يتردد في أذنها: "أنتِ في خطر." استرقت بنظراتها لترى رجلًا أطول منها قليلاً، لم تكن ملامح وجهه واضحة من تحت القبعة، لكن شعره الأشقر المتدلي على كتفيه كان بارزًا، لا يتناسب مع ملابسه السوداء.
"أوه عزيزتي، مضى وقت طويل لم أرك.. متى أتيتِ إلى كونوها؟" قال الرجل بصوت مسموع، استطاع الجميع سماعه.
وضعت هيناتا يدها على فمها وضحكت ضحكة خافتة، "أوه عزيزي، أردت أن أفاجئك!" قالت بصوت واثق، لكن قلبها كان يهتز كأنما في عاصفة. كانت ممثلة لذا كانت بارعة في تزيف مشاعره
"يا له من مفاجأة رائعة! دعينا نحتسي كوبًا من الشاي معًا," قال الرجل، مشيًا جنبًا إلى جنب.
تبادلا الأحاديث، وكانا يبدوان كزوجين سعيدين، لكن تلك العيون الزرقاء، كزرقة المحيط، كانت تخفي خلفها أسرارًا قاتمة. استمر الحديث بينهما حتى وصلا إلى زقاق مظلم.
"ادخلي هنا," حذر الرجل.
فعلت هيناتا ما طلب، وهي تدرك أنها تخطو نحو مصيرها المحتوم. وقفت أمام نهاية مسدودة، وقد أبعد الرجل المسدس عنها. "لقد قمتِ بعمل رائع في عدم إثارة الشكوك، وكمكافأة لذلك سأجعل موتك سريعًا."
تسللت دمعة من عينيها اللؤلؤية، وهي تفكر في عائلتها، ثم ابتسمت في وجه الرجل. ارتسمت على وجهه ملامح غريبة، رغم تهديده، كانت هي تتبسم كالمجنونة.
"أوي، هل أنتِ سعيدة أنكِ ستموتين؟"
"وماذا إن كنت كذلك؟"
ضحك الرجل بهستيرية على جرأة الفتاة. "أنتِ مثيرة للاهتمام.. لو لم أكن مكلف بقتلك، لجعلتك حبيبتي."
كان مركزًا في حديثه، ولم ينتبه إلى الشخص الذي تسلل خلفه كالنينجا. في لحظة عابرة، اخترقت رصاصة رأسه، ليسقط جثة هامدة على الأرض.
تجمدت نظرات ذات العيون اللؤلؤية على الرجل الذي كان يهددها قبل قليل، وقد أصبح الآن جثة هامدة. ثم حولت نظرها إلى من أطلق عليه، لتجد الشاب الأشقر الودود قد تبادلت ملامحه إلى الجدّية، وهو يحمل مسدسًا بكاتم صوت. أرجع مسدسه إلى جيبه وتقدم بخطوات ثابتة نحو الفتاة، التي بدأت تتراجع خطوة خطوة إلى الوراء، خائفة.
"لا تقترب مني!" صرخت هيناتا، لكن ناروتو وضع يده على شفتيها ليُسكتها. نظرت إلى عينيه الزرقاوين، وقد بدأ حزن عميق يرتسم على ملامحه، وكأنما يحمل همومًا لا تُحصى. فكرة ردوة في ذهنه " كيف يمكن أن يحمل قاتل بدم بارد مثل هذه الملامح"
قاتل! نعم، لقد أصبح ناروتو قاتلًا في نظرها.
"آسف، هيناتا," تمتم بصوت خافت حزين، وبعد أن قال ذلك، وضع منديل مبلل بمادة مخدرة، لتسقط مغمى عليها بين يديه.
حملها بين ذراعيه كالأميرة، ولاحظ أنها ما زالت متمسكة بالكيس. استدار أمامه ليجد ساسكي وساكورا وساي وأينو في انتظاره.
بصوت قائد راسخ، قال: "ساكورا، تعالي معي." ثم نظر إلى الآخرين، "أما أنتم، نظفوا هذه الفوضى."
"حاضر، زعيم!" قال الأربعة بصوت واحد.
مشى ناروتو متوجهًا وهيناتا بين يديه نحو السيارة، بينما تابعت ساكورا خطواته. نظرت الثلاثة إلى بعضهم، وتنهدوا وهم ينظرون إلى الجثة الملقاة على الأرض.
"لقد بالغ الزعيم هذه المرة كثيرًا," قالت أينو.
"منذ توليه هذه المهمة، لم يعد طبيعيًا," أضاف ساساكي
ابتسم ساي وهو يرتدي معطفًا لحماية نفسه من الاتساخ بدماء الجثة، وفعل الآخرون مثله. "الزعيم له مشاغل كثيرة، لم يكن لديه خيار.. نحن أصلاً من جعل الزعيم يتصرف هكذا في وضح النهار," صرح ساي.
لم يكن أمام الاثنين إلا النظر إلى الأرض بخيبة أمل، شعرا أن ساي قد ضرب الوتر الحساس. لو انتبه إلى هيناتا أكثر، لما تمكن هذا العميل من اللجوء إليه بسهولة.
عندما قاد ناروتو ساكورا إلى السيارة، كانت نظراتها تسترق نظرات خاطفة على رئيسه، الذي كان يحتضن هيناتا في حجره، يربت على شعرها بلطف، بينما ابتسم ابتسامة مريرة.
أنت تقرأ
لقاء القدر
Fiksi Penggemarغادرت مسقط رأسي بعد الفاجعة التي حلت بعائلتي، تاركة خلفي ذكرياتي وأحزاني. الآن، أشعر وكأنني مجرد روح هائمة، تبحث عن ملاذ في عالم جديد. رحلتي إلى كونوها كانت محاولة للابتعاد عن تلك العصابة التي أدمت قلبي، عسى أن أجد راحة البال التي أفتقدها. لكن، لسوء...