آدمية... الزرقاء تجيب شغل، والتفاحيّة للخفّة!

894 32 433
                                    

أهلاً!

شعرت في اليوم الماضي بضيّق! حتى أن جميعُ من حولي لاحظ ذلك!
شعوراً أعتدتُ عليه. لكن رحل مُغادراً ولم أعهد مثيله، رُبما منذّ ما يُقارب السنة.
وبالحقيقة! خشيّت أن تعاود حالة الاكتئاب هجماتها عليّ.  لذلك كنت أنتظر وقت النوم لأنهي اليوم كاملاً.

أما اليوم.. رُبما أفضل.

بالمناسبة.. أقول هذا كي أخبرك عزيزي القارئ أنني مثلك، لا أعيشُ بينما تطوف الفراشات حولي، ولا تتلون جدران حياتي بالألوان الوردية.

***

دخلَ سعيد أخيراً لمنزله. الضجيجُ في المدخل يدّلُ على ذروة سهرة والده وأصدقاءه.
يذهب مُباشرةً نحو القاطع الكهربائي للشقة كاملةً. يقوم بفصل الكهرباء عن مجلسِ والده فيعّم الهدوء فيه!
وما هي إلا دقائق معدودة. ليغادر جميعُ الثمالة خارجين.

يذهب الآن لغرفته. يقذف بنفسهِ على سريره، يتفكرُ بتفاصيل يومه.
راجح.. يبدأ بهِ، كان طبيعياً كما أخبرتك في الفصل السابق.
لم يكنّ هنالك ذرة تصنع أو حتى مُحاولة لإخفاء هويته. كان سعيد.

لم يكنّ كلاهم بنفس الطبقة الاجتماعية! فيُصنف سعيد بدرجة اجتماعية أقل. لكن لم يظهر عليهِ ذلك أبداً!
ليس تصنعاً. بل حقيقته، هويته. يتصرف بما يتمنى عيشه لولا اضطراب هويته التي خُلق بها. فهو غنيّ بنفسه وذاته، حتى إن عاش في فقر شديد.
لذلك لم يكنّ الأمر صعباً عليه. فلا تزيد غرفة راجح عن غرفته كثيراً، حتى أنه رُبما تكون غرفة سعيد أفضل زينةً وطاقةً!
وحتى إن تفوقت. يستطيع بما يجمعُ من مال أسفل خشبته، أن يحول المكان لجنة.

ها هو الآن ينتهي من راجح واليوم. لبدء التفكير بيوم الغّد وعودته لنشاطه العملي والإثارة القصوى بحياته. أي زيٍّ سيرتدي؟ وأي تسريحة شعراً سيظهر بها؟

- "بنت، بكره رجعة الشغل لا تنسي."
رسالةً نصية يُرسلها إلى نوف.

وما هي إلا ثواني ليصلّ الرد منها.
- "آدمية.. أنا مهبببببطة"

أما بزاوية أخرى بنفس المبنى. وبعد أن غادرَ الجميع، نجلسُ أنا وياسر.

لا أخفي عليك.. بدأت بالتوتر ما أن غادر الجميع!
لا أعلم لماذا! لكن إلى يومنا هذا حين يأتي الأمر لممارسة الحب. تبردُ أطرافي وأرتجفُ خوفاً.
لكن ما أن يبدأ الأمر فعلياً. تجدّ أنهُ لا ستارَ بيني وبين رغبتيّ، لا أضّعُ حواجز إن كان الأمر يحدث على "سرير".

فأنا أتجردُ تماماً. ليسَ مما أرتدي فقط!
بل أتجردُ من كل القناعات والمعتقدات، مُسلِمّاً نفسي لرغبتي تماماً.
كونهُ المتعة الوحيدة بهذه الحياة. تجدني أتجرد!
ولا أُحب رسم حدوداً بالسرير. فما يتم الاتفاق عليهِ من قبل هو فقط ما سيحدث! لا تُحاول، حتى لو كان بتلميحاً.
فما أن أشعر برغبتك بشيء خلاف ما تم الاتفاق عليهِ مًسبقاً، سأفقدُ رغبتي بالأمر تماماً، ثم أنهض مُغادراً.

أذكُرنّي لامعاً.. حين كُنّا معاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن