التناقضُ القاتِل

609 46 7
                                    



vote and comment, enjoy
ch; 17



كعادتي بقيت على سريري أبكي بصمت، وكأنني أحترق من الداخل مرّت ساعة، ساعتان، ثلاث... الوقت كان يتلاشى وأنا غارقة في دوامة من المشاعر المتناقضة

قطع شرودي صوت رنين هاتفي التقطته بيد مرتجفة، نظرت إلى الشاشة بيأس، فرأيت اسم هانا يلمع.

أجبت بصوت خافت، كأن طاقتي بالكامل استُنزفت من ليلة أمس "مرحبًا.."

"مرحباً.. اشتقت لكِ كثيراً.. !"أردفت هانا بتلك النبرة السعيدة. 

"أنا أيضاً.."قلت بهدوء

"أسمعي، سنقيم وانا والفتيات ليلةً في ذلك المقهى الذي اعتدنا نذهب اليه مارأيك أن تأتي لأنني حقا اشتقت إليك!"

قلت بهدوء جداً وانا احدق بالسقف"لست اعلم.. لكنني سأفكر"

لكن خلف هدوئي المدمر، جاء صوتها مبتهجًا، مليئًا بالحياة:
"خمّني ماذا؟!"

أغلقت عيني بتعب "ماذا؟"

"تذكرين الفتاة الجديدة التي تعمل معي؟ تلك التي كنت أخبرك أنها تمنحني نظرات إعجاب؟"

توقفت لحظة ثم أكملت بحماس يكاد ينفجر"ستأتي اليوم! هذا يعني أن لدي فرصة كبيرة لمضاجعتها!"

هانا كانت تتحدث بسعادة غامرة بعكس حالتي تمامًا كنت ممددة على السرير، أحدّق بالسقف أستمع إليها بصمت، دون أن أتفاعل

ثم قاطعني دخول فلورنس كانت تحمل كتاب تلوين ويدها ما زالت في الجبيرة قالت بصوتها الصغير: "ماماي.. انظري!"

نهضت وجلست، نظرت إلى كتابها ثم طبعت قبلة على رأسها بحنان ، عدت لهاتفي، قلت ببرود "حسنًا، إلى اللقاء" ثم أغلقت الخط.

حملت فلورنس بين ذراعي، وغادرت الغرفة متجهة نحو المطبخ

هناك... كانت إزيدورا جالسة في الصالة، شعرت بشيء يتحرك داخلي، مزيج من الغضب والانكسار لكنني تجاهلتها كليًا وفتحت باب الثلاجة

سألت فلورنس برفق "هل تريدين الفراولة؟"

هزّت رأسها بحماس "أجل! أجل!"

المُخملِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن