vote and comment,,enjoy
ch; 20بعد يومٍ طويلٍ من الخوف والقلق، أبلغوني أنهم نقلوا إزيدورا إلى المصحّة النفسية شعرتُ أن روحي تسحب ببطء، وكأنني كنتُ أمشي على أرضٍ زلقة لا أستطيع أن أجد فيها موطئ قدمٍ ثابت.
حينما دخلنا قسم الصحة النفسية كنتُ برفقة جينا، والدة إزيدورا جلسنا في غرفة الانتظار، على تلك الأريكة البنية التي بدت فجأة أضيق مما ينبغي، وكأنها تضغط على صدري
نظرتُ إلى جينا، فرأيتُ القلق مرسوماً بوضوح على ملامحها المتحجرة. لم نكن بحاجةٍ للكلام، فالصمت بيننا كان أثقل من أي حديث.
ثم انفتح الباب، وصوتُ خطواتٍ بطيئةٍ متعبةٍ ملأ الفراغ رفعتُ بصري وعندما رأيتها... شعرتُ أن الهواء انسحب من رئتي.
إزيدورا.
كانت تسير ببطءٍ شديد، ظهرها متقوس قليلًا وكأن وزن العالم قد انحنى على كتفيها. وجهها كان شاحبًا، ملامحها مرهقة، وعيناها... عيناها فارغتان، خاويتان، كأنهما لا تنتميان إلى هذا المكان، إلى هذا الزمن.
وقفتُ سريعًا، فتحْتُ ذراعيَّ لها بحنينٍ جارف، وعندما وصلت أمامي، ضممتُها إلى صدري. كانت باردة. لم تبادلني العناق، ولم ترفع حتى يديها لتطوقني. كانت مجرد جسدٍ خالٍ من الروح، من الحياة.
طبعتُ قبلةً دافئةً على خدها، لكن حتى دفء شفتيّ لم يحرك أي شيءٍ بداخلها جلستْ أخيرًا أمامي، وصمتُ ثقيلٌ ساد الغرفة كأن الزمن توقف للحظات، وكأن الكلمات لم تعد قادرةً على إيجاد طريقها بيننا.
رفعتْ بصرها إليّ ببطء، وقالت بصوتٍ هادئٍ، فارغٍ تمامًا من المشاعر:
"أين فلورنس؟"
شعرتُ بانقباضٍ في صدري، فأجبتها بلطفٍ، محاوِلةً الحفاظ على هدوئي:
"إنها في حضانة الأطفال، إنها بخير، لا تقلقي"
أومأتْ برأسها دون تعليق كنتُ أنظر إلى يدها، إلى الضمادة التي تغطي معصمها، إلى آثار الجريمة التي كادت أن تسلبها مني إلى الأبد شعرتُ بغصةٍ حادةٍ في حلقي، لكنني حاولتُ أن أُخفي ذلك عنها لم يكن عليّ أن أُظهر لها ضعفي.
ثم فجأة، نهضتْ إزيدورا من مكانها.
نظرتُ إليها باندهاش، سألتها بقلق:
"إلى أين..؟"
أجابت بنبرةٍ هادئةٍ، باردة، وكأنها ليست معي أبدًا، وكأنها لم تكن هنا أصلًا:

أنت تقرأ
المُخملِي
Romance" كأنني احاولُ جاهدة دفعها بعيدا عني ثم بلا رغبتي أعودُ اليها خاضعة متذللة أعمل تحت أمراها أنتظر أن تبدأ أسطوانةُ مشاجراتنا اليومية " - wlw - since 2024