حين يَسود العُنف

530 43 9
                                    


vote and comment ,enjoy
ch 16;



كان الهواء في الغرفة ثقيلاً، كأن شيئًا غير مرئي يسحقني تحت وطأته لم أكن نائمة حقًا، بل كنتُ مستلقية على السرير أحدق في السقف بعينين متعبتين أفكر في كل شيء

ولا شيء في آنٍ واحد شعرتُ بجسدي وكأنه يغرق في الفراش لكن ليس من راحة بل من إرهاقٍ يسحبني إلى القاع مزاجي كان معكرًا غائمًا والسبب.. كالعادة إزيدورا

قسوتها لي ليلة أمس كانت موجعة أكثر مما أود الاعتراف به في كل مرة أغمض عينيّ كنتُ أسمع صوتها أشعر بثقل كلماتها وأتذكر كيف انتهت الليلة بقلبي مثقلًا كحجر

لم أحتج إلى النظر إلى الباب لأعرف أنها قادمة سمعتُ وقع خطواتها الحادة تعبر الممر، متجهة نحوي بثبات مخيف كأنها إعصارٌ يعرف طريقه جيدًا كان في خطوتها تحذيرٌ صامتلكنني كنتُ مرهقة جدًا مشتتة جدًالأحاول الهرب

عندما فتحت الباب لم تنتظر حتى تدخل بالكامل قبل أن تتحدث صوتها جاء كسكين، باردًا، حادًا، قاطعًا: "أين كنتِ ليلة أمس؟"

رفعتُ رأسي ببطء نظرتُ إليها بعينين نصف نائمتين لم أُدرك فورًا فداحة السؤال كان وجهها متصلبًا وذراعاها معقودتان فوق صدرها كأنها تحاول كبح شيء أعمق بكثير من مجرد الغضب

"كنتُ معكِ... في المستشفى" أجبتها بصوت هادئ بالكاد تجاوز همسًا لم أفهم لماذا تسألني عن أمرٍ تعرفه جيدًا كنت امامها ليلية أمس بأكمله ؟

لكنها لم تتراجع بدت ملامحها وكأنها تزداد تيبسًا مع كل ثانية تمر عيناها اشتعلتا بتلك النظرة الخطيرة التي لم أرَها منذ وقتٍ طويل تقدمت خطوة أخرى كأن اقترابها وحده كافٍ ليُسقط دفاعاتي.

"حينما قلتِ لي إنكِ ستذهبين لإحضار بطانية فلورنس" صمتت لوهلة قصيرة ثم أضافت ببطء بصوت مشوب بالاتهام: "خمس وخمسون دقيقة، فالنتينا أين كنتِ خلالها؟ لأن أمي قالت إنها لم ترَكِ تعبرين البآب أساسا"

انقبض صدري للحظة وعبستُ بلا وعي سؤالها لم يكن مجرد استفسار كان أشبه بمصيدة، مصيدة لم أفهم كيف وجدتُ نفسي فيها

"ربما..." ترددتُ قليلاً بحثتُ عن إجابة تبدد شكوكها لكنها كانت تراقبني بعينيها الحادتين، تحاصرني بنظرتها وحدها "ربما وصلتُ للبيت قبل أن تأتي هي"

المُخملِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن