بارت 9

153 6 3
                                        


لمى...

ليس هنالك مهرب من دخولي المشفى ..اعلم انني متعبة قلبي المجهد جسدي الواهن وجهي المصفر شفتي الجافة .. كلها علامات تشير الى ضرورة رقودي في المشفى ولكني رغم ذلك كنت احاول جاهدة تأجيل هذا الموعد حتى رؤيتي لاحمد .. نعم فلقد بات لقائي به وقضاء يوما معه امنية لا يفتئ قلبي عن الترديد بها ...
اصبحت لا اخرج من غرفتي الا نادرا .. اتناول مختلف الادوية يوميا تصل الى ما يقارب 13 حبة وانواع من الحقن ..

هذه الادوية التي باتت السبيل الوحيد الى ابقائي حية اطول فترة ممكنة لحين ايجاد متبرع للقلب .. مرت 17 يوما وانا ع هذا الحال.. كنت ارفض الاستماع الى والدي كلما توسل لي بالدخول الى المشفى اذ كان مصرا ع دخولي المبكر له لكي يدرج اسمي كـأٌولى المستحقين في قائمة طلب القلب و انا أؤجل ذلك الى اشعار اخر ..(بابا ..اشبع منكم بابا اكره المستشفى .. بابا بعدني بية حيل ) والى اخره من الاعذار ..
انه اليوم 18 منذ اخر زيارة لي للطبيب الذي اشار بضرورة دخولي المشفى ... وغدا يوم اعلان نتائج اختبارات الجامعة ..
كنت احاول جاهدة باظهار نفسي بمظهر الصحة والحيوية امام عائلتي لكي لا يعارضوا فكرة ذهابي الى الجامعة برفقة زين فهي السبيل الوحيد لرؤية احمد قبل مفارقتي لهذه الدنيا .. ليس يأسا مني ولا قنوط ولكني اعتدت ان انظر الى الواقع بعين جريئة ففرصة ايجادي لمتبرع للقلب ضئيلة جدا نظرا لقلة وعي المجتمع بهذه الامور ..

الرابعة عصرا خرجت من غرفتي نزولا الى الصالة للجلوس مع العائلة .. بانفاس متعبة و خطا بطيئة ع السلم .. وصلت الصالة ..
نظر لي والدي باستيااء لعدم استماعي لتحذيراته من تكرار نزول وصعود السلم المرهق : المن نزلتي ? مو گلتلج اذا تحتاجين شي اتصلي ?
زين : لا بابا هااي بخيلة ام فليس تاخذ فلوس الرصيد منك وتضمهن ..
- هههههه لا بابا مراح اصعد بعد منا لليل جبت وياي الاشياء الي احتاجها ..
التفت الى زين ومددت لساني لاغيضه : عابتلك

جلست ع الاريكة ..
تناولت تفاحة من يد امي وبدأت بقضمها
فتحت الوتساب .. واكملت الحديث مع احمد ..
- اي وياك !..
- هلا بيج ارويحتي
..صارت ب4اخذتي علاجج ?
-اي ..اي والله اخذته!
- عفية بنبض گلبي
-وجاي اكل تفاح

- اممم علينا هالحجي ?!
- اي والله شبيك متصدك..
- لعد فتحي كاميرا خل اشوفج سمنانة لو لا
- سوري والله ماگدر
- اي صار اسبوع كلما اكولج اتطلعيلي بساالفة
(مؤخرا اخذت اتجنب اتصال الفيديو مع احمد .. لان صحتي تراجعت بشكل كبير جدا و تعابير الارهاق كانت بادية ع وجهي ..فلم اكن اريد ان اسبب له القلق بشأني )..
- والله ماگدر لان يم اهلي گاعدة جوة بالصالة ..
- اوكي ع راحتج ماتعبج ..
- مشتاق تشوفني ??
- اي والله
- امممم تتذكر المفاجئة الي وعدتك بيها ?
- اي اي .. شنو هي فدوة گولي ?
- اممم المفاجئة هي باجر راح اجي وي زين للنتائج
- لا تشاقين ?
- والنبي جديات
- اااااه والله احلى مفاجئة ... يا ريت والله ، لمى عليج النبي صدك لو تشاقين
- ولك والنبي شبيك ممصدك ههههههه
- لا اصدك ،بس يعني لان انتي تعبانة..
- اي هو بس راح اشوفك قابل راح العب طوبة !
- اوكي ياريت والله هيج اكحل عيني بيج
ت ه. و بس شعجب ابوج وافق ?
- ان شالله يوافق
- اهووو بعدكم مگايليله ?
- هسة راح اگوله اندعيلي !!
- اوووف منج خليتيني افرح واصدك وطلعتي مگايلتله
- هسة ليش متفائل بالشر اكيد يوافق...لحظة
..
تركت المحادثة والتفت الى زين بصوت عالي لاسماع والدي .: زين باجر شوكت نروح للنتائج? من الصبح مثل الدوام العادي ? ..
- لالا ب9 تقريبا ..
نظرت لوالدي لم يعارض .. كان يكمل مشاهدة التلفاز وكأنه لم يسمع شيئا ..
- بعثت لزين ع الوتساب علامة استفهام "?"
التقط هاتفه من ع مسند الكرسي الذي بجانبه
واجابني ..
- "شبيج"?
-"اشو بابا ما عارض ولا حچة .. راح اعلي صوتي اكثر واحجي ههههه

انا ..هو !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن